بقلم – مفيد عوض حسن علي

قال تعالى:«وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُون». صدق الله العظيم (من سورة الذاريات)، نعم فالرزق بيد الله تعالى وحده فإذا أيقن الإنسان بذلك فرغ قلبه لعبادة ربه سبحانه وتعالى، وأزاح عن كاهله كابوس هم الرزق، وجعل الهموم هماً واحداً، مرضاة ربه سبحان وتعالى، ولكل إنسان في هذه البرية رزق كتبه الله سبحانه وتعالى له ومنذ أن دبت الروح فيه وهو في رحم أمه.

ليس ذلك فحسب بل لكل إنسان سجل تُسجل فيه كل أعماله من حسنات وسيئات وكيفية حياة ذلك الإنسان، وأين سيولد وأين سيموت، وكل منا يعلم بتاريخ مولده لكن ما من شخص يعلم: متى سيموت ولا يعلم بذلك إلا الله جل جلاله.

خلقنا الله سبحانه وتعالى لكي نعبده ونصلي ونسجد من أجل كسب الرزق الحلال، وأن نتعلم ولكل منا الحرية في حياته الدراسية، فمنا من تخرج بعد دراسته طبيباً، وآخر مهندساً، وآخر من لم يحالفه الحظ في تكملة مشواره التعليمي أو الدخول في المجال الدراسي، كل ذلك مرسوم ومكتوب في سجل كل منا، ولكن رغم ذلك فيجب علينا الاعتماد على النفس، والعمل بإخلاص، واجتهاد، وبذل الجهد في المزيد من التعليم والدراسة ونيل أكبر وأحسن وأفضل الشهادات، ويجب على الكل أن يصنع مفتاح نجاحه بيده، وذلك بالتطوير في الحياة العلمية فيجد نفسه قد تطور وبشكل تلقائي في حياته العملية.

الحياة في حد ذاتها مشوار وتأخذنا خطانا إلى الكثير من الأماكن نطوف ونجول من أجل التعليم تارة، ومن أجل كسب لقمة العيش تارة أخرى، وفي محطة من محطات الحياة نتوقف ونتذكر ما دار بنا ومنذ نعومة أظفارنا فنبكي لحظة ونضحك أخرى، وفي لحظة نقول ليتنا لم نكبر ونتذوق مرارة الحياة ولكن لكل مرارة طعم خاص ولكل مرحلة من مراحل حياتنا تجارب ومواقف يجب أن نتذكرها والوقوف عليها ولا نمررها سهلة مرور الكرام. في الحياة نحاول وبقدر الإمكان أن نتخلص من إحساس الندم على أخطائنا التي ارتكبناها ونتعلم منها لتصحيح ما اخطأنا فيه.

يقف بنا قطار العمر في محطات شتى، وندخل في حالة من الحلم، حالة تشبه الذهول، وفجأة نستيقظ بصرخة واقعية، أو صفعة قاسية على وجه أحلامنا الوردية، ويصبح حجم الدهشة باتساع الأرض، ويصبح حجم الخوف باتساع الدهشة، وهكذا الحياة، وهكذا الدنيا، فلنبنِ دنيانا بأيدينا ونصنع بأيدينا مفتاح النجاح.

[email protected]