قطـر تعـزز استثـماراتـهـا فـي أستـراليـا
تطور كبير للعلاقات القطرية الأستــــرالية في السنوات الأخــيرة
٣.٣٥ مليار ريال حجم التبادل التجاري العام الماضي
مليار دولار حجم الاستثمارات القطرية في أستراليا
كتب – إبراهيم بدوي:
أكد سعادة الدكتور اكسل وابنهورست سفير أستراليا لدى الدوحة، على تطور العلاقات القطرية الأسترالية في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن المباحثات جارية لاستثمارات قطرية جديدة في أستراليا في قطاعات البنية التحتية والضيافة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وقال خلال مؤتمر صحفي بمناسبة انتهاء فترة عمله بالدوحة، إنه وجد ترحيباً من القطريين حكومة وشعباً وتسهيلات كبيرة قدّمتها له وزارة الخارجية القطرية، لافتاً إلى وصول السفير الأسترالي الجديد للدوحة الشهر الجاري وأنه سيكون أمامه آفاق واعدة لتعزيز التعاون الوثيق بين البلدين.
وقال إنه شهد افتتاح استاد الجنوب، أحد ملاعب كأس العالم في مدينة الوكرة، ويعد جزءاً من الحراك في تطوير قطاع البنية التحتية بقطر، حيث نستقبل دعوات كل شهر لحضور فعاليات أو افتتاح أحد المشاريع.
وأكد السفير الأسترالي أن العلاقات بين البلدين تطوّرت بشكل كبير ومازالت هناك فرص لتقوية هذه العلاقات في المستقبل. خاصة أن البلدين لديهما تعاون في مجالات عديدة اقتصادياً وتجارياً وأمنياً، وعلى المستوى الثنائي والمتعدّد الأطراف في كافة المحافل الدولية بمكافحة الإرهاب والتغير المناخي وغيرها من القضايا الحيوية التي لا يمكن معالجتها من جانب طرف واحد.
وشدّد السفير الأسترالي على أهمية العلاقات بين شعبي البلدين قائلاً: إن العلاقات الإنسانية والزيارات المتبادلة بين الشعبين القطري والأسترالي من شأنها تعزيز المعرفة والتفاهم بينهما وأن تطوّر العلاقات بشكل قوي خاصة في قطاعات التعليم والسياحة والتجارة.
وقال: إن هناك عدداً من الطلاب القطريين في أستراليا يدرسون في تخصصات حيوية مثل الهندسة والتي من شأنها المساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 من حيث تأهيل الكوادر البشرية. وأضاف: قطر تحتاج للمهندسين والخبرات الهندسية وكل يوم نرى التطور العمراني مستمر، وكذلك في مجال النفط والغاز وأستراليا لديها خبرات في هذه المجالات. كما تتميز الجامعات الأسترالية في تخصصات عديدة أخرى مثل الطب.
وأكد السفير الأسترالي لدى الدوحة أن افتتاح ميناء حمد ساهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين. وأضاف: نحن دائماً نرحّب بتعزيز العلاقات بين بلدينا ويوجد رحلات شحن بين موانئ البلدين خاصة في مجال شحن المواشي.
وأوضح السفير وابنهورست أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهداً نمواً خلال العامين الماضيين ليصل إلى 1.3 مليار دولار أسترالي عام 2018 بما يعادل 3.35 مليار ريال، وهناك 30 شركة أسترالية تعمل في السوق القطري.
وقال السفير الأسترالي: إن الاستثمارات بين البلدين تساهم بشكل رئيسي في تقوية العلاقات الاقتصادية بين الدوحة وكانبرا، وفي هذا الإطار فإن قطر لديها استثمارات في أستراليا تقدّر بحوالي مليار دولار، في مختلف القطاعات مثل الزراعة والعقارات الفاخرة والبنية التحتية والكهرباء وغيرها، وهناك العديد من الفرص الاستثمارية للقطريين في أستراليا في المستقبل في قطاعات مثل الضيافة حيث لدينا حاجة للمزيد من الفنادق الجديدة كما نحتاج لإصلاح بعض الفنادق الحالية لمواكبة النمو في عدد السياح باستراليا.
وتابع السفير الأسترالي: هناك أيضاً فرص في مجال البنية التحتية وتحتاج المدن الكبيرة مثل سيدني لتحديث هذه البنية وهناك مطار جديد سيتم بناؤه في سيدني بالإضافة للمترو والطرق السريعة.
وأشار إلى أن وفداً من جهاز قطر للاستثمار قام بزيارة أستراليا مرتين العام الماضي لبحث الفرص الاستثمارية في أستراليا. ونحن نرى أن جهاز قطر للاستثمار يفهم الفرص الموجودة باستراليا وننتظر ماذا يحدث في المستقبل.
منعت القطريين من الحج والعمرة الأزمة الخليجية تشتت العائلات
حول الأزمة الخليجية قال السفير الأسترالي: إن قطر تعاملت بحكمة وبشكل جيد مع الأزمة الخليجية ولم ترد بشكل انتقامي، مؤكداً أنه رغم تجاوز قطر للأزمة والحياة العادية التي يعيشها الجميع على أرض قطر بتوفّر المنتجات والنهضة المستمرة إلا أن القطريين يعانون من الأزمة الخليجية بسبب تشتت العائلات المشتركة وعدم تمكنهم من أداء مناسك الحج والعمرة.
وأضاف السفير: نحن نفسّر لوزارة الخارجية الأسترالية نتائج الأزمة الخليجية وذكرنا لهم الصعوبات والتحديات التي تواجهها ونؤكد دعمنا للوساطة الكويتية. وقطر تعاملت بحكمة وبشكل جيد مع الأزمة ولم ترد بشكل انتقامي على الإهانات التي ترد أحياناً في وسائل التواصل الاجتماعي. وشاهدنا تعاوناً في مجال مكافحة الإرهاب، وقطر شريك في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ووقّعت اتفاقية لمكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة، وتستضيف العالم في قاعدة العديد العسكرية كأحد أهم جوانب التعاون في المنطقة. وأيضاً شهدنا خلال الفترة الماضية تدريبات عسكرية مشتركة بين قطر وكل من أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وتركيا، كما شاركت في اجتماعات مستمرة على مستوى مجلس التعاون الخليجي ما يعني أنها حريصة على بقاء ووحدة مجلس التعاون.
ونوه بالتوترات الأخيرة في منطقة الخليج قائلاً: إن أستراليا تريد الحل السلمي للتوترات الحالية في الخليج لأننا نعرف أن نتائج أي تصعيد ستكون خطيرة على المنطقة والعالم.
٥٠ ألف سائح أسترالي زاروا الدوحة عام ٢٠١٨
35 رحلة أسبوعياً للقطرية إلى 5 وجهات أسترالية
ووصل عدد السيّاح الأستراليين إلى قطر في العام الماضي حوالي 50 ألف سائح، بعضهم يأتي لزيارات عائلية حيث يوجد في الدوحة أكثر من 3 آلاف أسترالي يقيمون في قطر. وبعض الزوار الأستراليين يفضّلون المجيء إلى الدوحة ترانزيت لأن الرحلة إلى أوروبا طويلة، ويزورن المعالم السياحية في قطر قبل استكمال رحلتهم إلى وجهات أخرى، كما أن هناك حوالي ألف سائح من قطر إلى أستراليا سنوياً.
استعدادات رائعة لمونديال قطر ٢٠٢٢
وحول استضافة قطر لكأس العالم 2022، قال السفير الأسترالي: إن قطر تستعد بشكل جيد لاستضافة كأس العالم من خلال مشاريع تنموية قوية وشهدنا قبل فترة افتتاح استاد خليفة ومؤخراً افتتاح استاد الجنوب وأعجبت بتقنية تكييف الملاعب، وأتوقع أن تستضيف قطر بطولة رائعة بهذه الاستعدادات الممتازة إلى جانب افتتاح خط المترو. كما نشهد دائماً افتتاح وجهات سياحية جديدة في قطر مثل متحف قطر الوطني وعدد من المراكز التجارية والمجمّعات التي تجذب السيّاح وتعزّز صناعة السياحة في قطر.
آفاق واعدة للتعاون يباشرها السفير الأسترالي الجديد
قال السفير الأسترالي: إن السفير الجديد للدوحة سوف يُباشر مهام عمله في الدوحة في ٢١ يوليو الجاري وسيكون أمامه فرص وآفاق واعدة لتعزيز التعاون الوثيق بين البلدين.
وحول الزيارات المُتبادلة بين البلدين قال السفير الأسترالي إنه خلال فترة عمله في الثلاث سنوات الماضية وبعد أن تم افتتاح السفارة الأسترالية في الدوحة حضر عدد من المسؤولين الأستراليين للدوحة من بينهم وزير الزراعة ووزير الدفاع ووزيرة الخارجية التي افتتحت السفارة بالإضافة لزيارات أخرى لمبعوثين في مجال حقوق الإنسان ورجال الأعمال ومستثمرين.