الراية الرياضية
لأنه يوفر العمق الحقيقي لأي تطور يمكن أن يصب في دوري النجوم ..

أنقذوا دوري الثانية من الضيق والتهميش

لدينا شركات مهمة قادرة على الإسهام الفعلي في تطوير عموم واقعنا الرياضي

أوريدو وقافكو وقطر غاز وقطر للبترول وكهرماء مؤهلة لتأسيس أندية رياضية

تجارب الآخرين في مختلف بلدان العالم تؤكد نجاح تجربة أندية الشركات الكبيرة

إذا كان الرقم «12» هو الأنسب لدوري الكبار فإنه كذلك أيضا للدرجة الثانية

البدع خطوة مهمة على هذا الطريق والمطلوب إضافات أخرى تعزز هذا التوجه

متابعة – صفاء العبد :

كثيراً ما ينهمك الكثيرون في الحديث عن مقترحات وربما تفاصيل عما يمكن أن يسهم في تطوير واقع منافساتنا الكروية .. وكثيراً ما تذهب مثل تلك المقترحات إلى تبني بعض الآراء التي تتناول موضوع بطولة الدوري القطري وكيفية تطويره بحيث يرى بعضهم ضرورة زيادة فرقه بينما يشدد آخرون على أن الرقم الحالي (12 فريقاً) يبقى هو الرقم المثالي وفقاً لاعتبارات أو انطباعات تأخذ بعين الاعتبار العديد من الحقائق المهمة ومن بينها الجوانب النسبية لعدد سكان قطر والذي يتراوح بحدود مليون وسبعمائة ألف نسمة، ذلك أن المؤشرات الرقمية هنا تذهب إلى أن دولاً بمثل هذا الحجم السكاني غالباً ما تقف عند الرقم (12) أو حتى (10) في عدد فرقها بالدوري .. والأمثلة كثيرة لكننا قد نختار منها بعض الدول التي تتمتع بمستوى جيد على صعيد اللعبة مثل سلوفينيا التي تسجل حضوراً طيباً في المنافسات الأوروبية حيث تمتلك عشرة فرق في الدوري الممتاز ومثلها في الدرجة الثانية .. والقول نفسه ينطبق على أستونيا في أوروبا أيضاً وكذلك مقدونيا (12 فريقاً) وجميعها من الدول التي يتراوح عدد سكانها بحدود المليونين أو أقل من ذلك .. لا بل إن حتى سويسرا، التي تتمتع بحضور تنافسي جيد في أوروبا تحرص على التمسك بدوري من عشرة فرق في الدرجة الأولى ومثلها في الثانية على الرغم من أن تعداد سكانها يصل إلى سبعة ملايين..

معالجات وحلول

ندرك طبعاً الأسباب التي تدفع بأصحاب الرأي الأول الذين يطالبون بزيادة عدد الفرق إلى (14) وخصوصاً ما يتعلق بالضوابط الاحترافية، وكذلك ما يتعلق بمحاولة زيادة عدد المباريات التي يخوضها اللاعب القطري خلال الموسم وهو أمر في غاية الأهمية على صعيد عملية البناء وإعداد اللاعبين فنياً وبدنياً، لكننا نرى أن المعالجات أو الحلول قد لا تقف عند حدود مباريات الدوري فقط وإنما هناك حلول أخرى تفضي إلى نفس النتيجة كأن يكون ذلك من خلال تطوير بعض المسابقات الأخرى مثل بطولة كأس نجوم قطر التي يمكن أن يصار إلى زيادة عدد مبارياتها إذا ما اعتمدنا مبدأ الذهاب والإياب في منافساتها بدلاً من مباريات الذهاب فقط، وكذلك أن يصار إلى إعادة نظام الذهاب والإياب لبطولة كأس سمو الأمير حيث إن ذلك يسهم في زيادة عدد المباريات التي يمكن أن يخوضها اللاعبون خلال الموسم الواحد، وهو الهدف الأول والأهم الذي يقف وراء محاولة زيادة فرق دوري الدرجة الأولى..

لا نختلف طبعاً حول بعض الجوانب الإيجابية لزيادة فرق دوري الدرجة الأولى وخصوصاً في ما يتعلق بالحفاظ على مقومات الدرجة الأولى لفريقين إضافيين بدلاً من أن يفقدا الكثير من تلك المقومات في حالة الهبوط، وهو ما نلمسه فعلاً لدى كل فريق يغادر دوري الكبار بسبب الإحباط المعنوي أو تراجع الدعم أو الانزواء بعيداً عن الأضواء الإعلامية وغيرها من الأسباب، ولكن أليست تلك هي الضوابط المعمول بها في منافسات الدوري بكل مكان .. ثم، لماذا لا نبحث عن حلول أخرى تجنب مثل هذه الفرق الوقوع في مطب المزيد من التراجع الفني بدلاً من أن يكون الهبوط دافعاً لها لمعالجة أسباب الخلل الذي تسبب في هبوطها..؟!

العمق الحقيقي لدوري الكبار ..

نقول إن العبرة هنا ليست في زيادة فرق دوري الدرجة الأولى بقدر ما هي تكمن في جوانب أخرى نرى أنها أكثر حاجة بكثير إلى الحلول والمعالجات التي يمكن أن تخدم اللعبة على وجه العموم وتخدم الدوري الأول أيضاً..

ولعل في مقدمة تلك الجوانب ما يخص دوري الدرجة الثانية .. وهنا نقول إن الكرة القطرية باتت بأمس الحاجة إلى المعالجات التي يمكن أن تنتشل هذا الدوري من الحالة التي يعيشها أكثر من حاجتها إلى زيادة فرق الدرجة الأولى على حساب ما يسمى بدوري «المظاليم».. فمن غير المعقول أن يبقى هذا الدوري مقتصراً على ستة فرق فقط خصوصاً وأن لدينا خيارات متعددة يمكن أن تصل بعدد هذه الفرق إلى عشرة على أقل تقدير .. وهنا نعود إلى ما سبق وأن اقترحناه في مناسبة سابقة وهو أن يصار إلى تأسيس أندية جديدة تعود إلى شركات كبيرة قابلة فعلاً لأن تدخل هذا الميدان بقوة وتسهم في خدمة وتطوير واقع اللعبة في قطر .. ومن بين الشركات هذه أوريدو، وكذلك «كهرماء»، وأيضاً قافكو وفودافون وقطر للغاز وقطر للبترول وغيرها من الشركات والمؤسسات التي تمتلك من المقومات ما يمكن أن يجعلها طرفاً فاعلاً ومهماً في منافسات كرة القدم بدءًا بالمشاركة في الدرجة الثانية مثلما حدث في الموسم الماضي مع انضمام فريق البدع إلى هذه البطولة..

أمثلة لتجارب مهمة للآخرين ..

ففي هذا الجانب نرى أن تأسيس مثل هذه الأندية لا يخدم كرة القدم فقط، رغم أننا هنا نتحدث عن كرة القدم تحديداً، وإنما هو يخدم أيضاً عموم الرياضة القطرية إذا ما أتيحت لها فرصة تأسيس فرق أخرى في مختلف الألعاب كما هو الحال في العديد من البلدان التي تمتلك مثل هذه الأندية التي تعود إلى شركات حقيقية وفقاً للمقومات الاحترافية .. والأمثلة في هذا الجانب كثيرة .. ففي مصر هناك العديد من أندية الشركات ومن بينها «المقاولون العرب» وغزل المحلة وبتروجيت وإنبي ومزارع دينا ومصر للمقاصة، وفي العراق هناك أندية النفط ومصافي الوسط ونفط الجنوب والصناعة والميناء وحتى الطلبة الذي يعود إلى وزارة التعليم العالي .. وأيضاً في إيران هناك أندية فولاذ خوزستان ونفط طهران ونفط عبادان وألومنيوم هرمزغان، بينما تعود أغلب أندية كوريا الجنوبية واليابان إلى مثل هذه الشركات أيضاً مثل هيونداي موتورز وأولسان هيونداي وسامسونج بلووينغر في كوريا وأوراوا دياموندز وكاواساكي وشيميزو في اليابان..

من هذا المنطلق نقول إن الطريق الأسلم والأقرب إلى المنطق والأكثر فائدة لواقع الكرة القطرية ومنافساتها المحلية هو أن تضع قدمها على هذا الطريق وأن تدفع باتجاه تأسيس أندية من هذا النوع سعياً لتوسيع رقعة منافسات الدرجة الثانية إلى (10) أو (12) فريقاً على الأقل ومن ثم يصار إلى التفكير في زيادة فرق الدرجة الأولى وليس العكس .. فالأولوية للقاعدة التي يجب أن نعمل على توسيع رقعتها .. والقاعدة هي فرق الدرجة الثانية، ومن ثم يأتي الدور على الدرجة الأولى .. بمعنى آخر إن المطلوب هو أن نوفر للدرجة الأولى عمقاً سليماً، والعمق هذا هو الدرجة الثانية .. فمتى ما كان لدينا دوري ناجح في الدرجة الثانية متى ما وفر ذلك إمكانية زيادة قوة الدرجة الأولى عندما يكون الوقت والظروف مناسبة لذلك فعلاً.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X