مأرب – وكالات:
كشفت مصادر حكومية يمنية، أمس، عن بدء انسحاب جزئي للقوات الإماراتية من محافظة مأرب شرقي اليمن، في حين حلّت مكانها أخرى سعودية تابعة للتحالف الذي تقوده الرياض بالشراكة مع أبوظبي.
وقالت مصادر يمنية إن القوات الإماراتية المتواجدة في منطقة صرواح في مأرب بدأت انسحاباً جزئياً من قاعدتها العسكرية المتواجدة في تلك المديرية.
وأشارت إلى أن قوات سعودية حلت مكان الإماراتية، كما استبدلت أيضاً منظومة «الباتريوت» الدفاعية، موضحة أن انسحاب الإماراتيين جاء بدون تنسيق مع السلطات اليمنية.
وفي وقت سابق من أمس قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية: إن الإمارات سحبت جزءاً كبيراً من قواتها المقاتلة في اليمن خشية من ردة فعل انتقامية قد تطولها في حال اندلعت الحرب الأمريكية على إيران.
وأوضحت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة بدأت أبوظبي بسحب الدبابات والطائرات العمودية الهجومية، بحسب مسؤولين غربيين، مؤكدين أن الإمارات سحبت أيضاً مئات الجنود من ساحل البحر الأحمر، ومن ضمنهم مقاتلون قرب مدينة الحديدة الساحلية التي تعد البوابة الرئيسية للمساعدات الإنسانية في البلاد.
وقالت الصحيفة إن الانسحاب الإماراتي يأتي في ظل تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران، ففي الوقت الذي أعلنت فيه كل من واشنطن وطهران أنهما لا يريدان الحرب، فإن سلسلة الهجمات الأخيرة على السفن التجارية قبالة السواحل الإماراتية أبقت المنطقة على حافة المواجهة، حيث ألقى مسؤولون أمريكيون باللوم على إيران في الوقوف وراء هجمات السفن.
وأضافت الصحيفة إن الإمارات بدأت تشعر بالصدمة بسبب المعارضة المتزايدة في واشنطن للحملة العسكرية في اليمن، كما أنها تخشى أن تكون واحدة من أولى أهداف طهران الانتقامية إذا أمر الرئيس دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية على إيران، حسبما قال المسؤولون وآخرون مطلعون على خطط الإمارات.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الامارات تهدف بدلاً من ذلك إلى تركيز جهودها في اليمن على محاربة تنظيم القاعدة وداعش وغيرها من الجماعات المتطرفة.
وقال مسؤولون في الإمارات إنهم لا يستطيعون التعليق على تخفيض القوات العسكرية الذي تحدث عنه المسؤولون الغربيون. وقد أطلع المسؤولون الإماراتيون الحلفاء الغربيين والخليجيين، وفقاً لهؤلاء المسؤولين، لكنهم لم يناقشوا بعد الانسحاب علناً، حسبما ذكرت وكالة «رويترز» في وقت سابق.
ورفض مسؤولون سعوديون التعليق على هذه الأنباء، في وقت قالت مصادر مطلعة إن هذه الخطوة أثارت بعض المخاوف لدى الشركاء السعوديين والأمريكيين ممن يخشون أن يظهر الانسحاب الإماراتي من حرب اليمن على أنه انتصار للحوثيين وأنصارهم الإيرانيين.
وإلى الآن لا يبدو واضحاً كيف ستستجيب السعودية أو التحالف العسكري الذي تقوده للتحركات الإماراتية، فقد كانت الإمارات العربية المتحدة أهم حليف للرياض في التحالف، حيث انضمت إلى الحملة الجوية في اليمن، وجمعت المعلومات الاستخباراتية، ونفذت بعض العمليات العسكرية، وقدمت الدعم الحيوي للقوات اليمنية التي تقاتل الحوثيين. وتنقل «وول ستريت جورنال» عن بيتر ساليسبري، وهو متخصص بالشأن اليمني في مجموعة الأزمات الدولية، أن التحركات العسكرية هي إشارة واضحة من الإماراتيين إلى أنهم يريدون التركيز على الدبلوماسية، واستخراج أنفسهم من حرب لا تحظى بالدعم الدولي.
وأكدت الصحيفة أن الإمارات كانت قد سعت إلى تقليص دورها في حرب اليمن منذ عام تقريباً، وذلك بعد أن باتت هذه الحرب تؤثر على مكانتها داخل واشنطن.