الإمارات تورّط السعودية بانسحابها الفردي
قرار ابن زايد بسحب القوات الإماراتية يمثل البداية التي يحتاجها ولي العهد السعودي
الدوحة – الراية:
أظهرت تقارير أن الإمارات المشاركة في التحالف المناهض للحوثيين في اليمن بدأت بسحب القوات والمعدات من اليمن منذ عدة أشهر. ويبدو أن الإمارات تعمل على تقليص وضعها العسكري في البلاد عن قصد، لانتشال نفسها من المستنقع اليمني، ورأى موقع “ ستراتفور“أن انسحاب دولة الإمارات العربية من اليمن دق ناقوس الخطر في الرياض، لأن القرار الذي يتخذه رفيقك في الحرب حول توقفه عن القتال، يدفعك للتفكير فيما ستفعله في ساحة المعركة بعد ذلك، وهذا ما اختصر المشهد الذي بدا واضحاً جداً بين حلفاء الحرب الكارثية في اليمن وهو أن انسحاب الإمارات الفردي هو توريط للسعودية. وكما يبدو فإنه بعد الهجمات بالطائرات المسيّرة والهجمات الصاروخية للحوثيين قد تغيّرت نظرة السعودية والإمارات لحربهما في اليمن، وإن قرار ولي عهد الإمارات محمد بن زايد بسحب قواته قد يمثل البداية التي يحتاج إليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خصوصاً أن السعوديين عاجزون عن فعل أي شيء تجاه ضربات الحوثيين الجوية.
ويضيف: إنه في الوقت الذي يريد ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الانسحاب من المستنقع اليمني، يتخبط ابن سلمان داخل هذا المستنقع؛ فالحوثيون الذين يواجههم يعدون خصماً ماهراً لا يرحم، وعصياً على الزحزحة من مناطقه شمال البلاد والعاصمة صنعاء، وعمدوا إلى استغلال ضعف السعوديين تجاه الضربات الجوية بواسطة الطائرات المسيرة، مما دفعهم إلى شن غارات مماثلة بشكل متزايد.
ونقل الموقع عن الحوثيين قولهم إنهم قادرون على ضرب أي مطار داخل الأراضي السعودية. وفي حين تفتخر المملكة العربية السعودية بدرعها الصاروخية المضادة لمثل هذه الهجمات، فإن سهولة تفاديها ومرور الصواريخ عبرها تشير إلى مواطن الخلل والقصور الخطيرة لطريقة نشر هذا النظام داخل البلاد.
وفي هذه المرحلة، يؤثر الانسحاب التدريجي للقوات الإماراتية في الغالب على جبهة “الحديدة”، التي تمتد على طول الساحل الغربي لليمن. وكانت هذه واحدة من أكثر المناطق القتالية نشاطاً بالنسبة للقوات الإماراتية حتى استقرت بانسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة الساحلية جزئياً بتيسير من الأمم المتحدة. ولطالما كانت الإمارات حذرة من أن تدخل في حرب شاملة في وسط اليمن.
ورغم أن الإمارات ساعدت على توليد الزخم في وقت مبكر من عمليات التحالف، من خلال نشر قوات احترافية مجهزة تجهيزاً جيداً، ومن خلال تدريب المقاتلين المحليين، إلا أن مشاركتها النشطة تضاءلت مع مرور الوقت خارج المناطق التي كانت فيها القوات الإماراتية حاضرة بشكل مباشر.
ويُذكر أن السعوديين كانوا عرضة لحملة إدانة عالمية بسبب الطريقة التي اعتمدوها في حربهم على اليمن، في حين نجا الإماراتيون لحد كبير ولم تطلهم هذه الحملة. ورغم اتهام أبوظبي بانتهاك حقوق الإنسان في المسرح الجنوبي لعملياتهم هناك، فإنهم ظلوا بمنأى عن مرأى الناقدين. وأفاد التقرير بأن الطريقة الوحيدة للتوصل إلى تسوية حيال هذه الحرب هي عن طريق جلوس السعوديين والحوثيين على طاولة المفاوضات، والتوصل إلى تسوية سياسية، مؤكداً أنه في نهاية المطاف لن يكون بمقدرة السعوديين إجبار الحوثيين على التفاوض من خلال قصفهم، لكن عليهم فرض جدول زمني ضيق والاستعانة ببعض الضغوط الدولية لتحقيق هدفهم.
وقال التقرير إن مجلس النواب الأمريكي ومجلس الشيوخ عمدا إلى إصدار مشاريع قوانين لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للسعودية في اليمن، مشيراً إلى أن ذلك ليس إلا بداية متواضعة للغاية وخطوة في درب الجهود المبذولة لوضع حد لحرب وحشية ومعقدة ستدوم بلا نهاية إذا لم يتدخل طرف خارجي. وفي وقت سابق، قالت صحيفة وول استريت جورنال نقلاً عن دبلوماسيين غربيين إن الانسحاب أثار قلق السعوديين والأمريكيين إذ يُفهم بكونه انتصاراً للحوثيين وحلفائهم الإيرانيين. وتعود أسباب انسحاب أبوظبي من المعركة ضد الحوثيين إلى عدة أمور كما أفاد مسؤولون غربيون وخبراء في قراء المنطقة: خلافات مع المملكة العربية السعودية، توترات المنطقة واحتمال نشوب حرب مع إيران وتحتاج وجود قواتها، خلافات داخلية بين الإمارات بسبب سوء السمعة، زيادة معارضة الحرب في واشنطن.
وخسرت الإمارات كثيراً خلال السنوات الخمس التي شاركت فيها في حرب اليمن ضد الحوثيين، سواء من جنودها أو من سمعتها الخارجية التي أصبحت سيئة جداً، وكذا الخسائر المادية. كما يهدد الحوثيون مراراً باستهداف العمق الإماراتي، حيث بث الحوثيون، في مايو 2019، فيديو قالوا إنه يعود لاستهدافهم منشآت في مطار أبوظبي الدولي عام 2018 بطائرة مسيرة، في حين نفت الإمارات تعرض المطار لأي هجوم، وقالت إن الحادث تسببت به مركبة إمدادات.