أخبار عربية
أبوظبي استنجدت بإيران وروسيا للخروج من مستنقع الهزيمة

نصيحة أوروبية وراء هروب الإمارات من اليمن

الإمارات – أبوظبي – وكالات:

كشفت مصادر موثوقة تفاصيل وحيثيات سيناريو انسحاب الإمارات في اليمن وأن دولة أوروبية لعبت دوراً محورياً في اتخاذ القرار وبدء تنفيذه. وأوضحت المصادر أن دولة أوروبية تريد المضي في صفقات ضخمة لبيع أسلحة للإمارات لكنها تتعرّض لضغوط داخلية شديدة ما دفعها للتأثير على النظام الإماراتي لاتخاذ قرار الانسحاب من اليمن. وبحسب المصادر فإن هذه الدولة وجّهت نصائح للإمارات بضرورة سحب جنودها من اليمن خاصة أن عددهم بالمئات فقط مقابل إبقاء الاعتماد على المرتزقة الأجانب وميليشيات أبو ظبي المنتشرة في مناطق متفرّقة من اليمن. وأكدت المصادر أن خطة النظام الإماراتي هي إدارة حرب بالوكالة في اليمن عبر الميليشيات التابعة له والمرتزقة الأجانب بما يسمح لأبو ظبي بإدارة العمليات من خارج الصورة ويسمح باستمرار الإمدادات العسكرية وإبعاد الإمارات عن الواجهة. وقالت المصادر إن التطورات سرّعت انسحاباً إماراتياً، لكنها لم تكن وراء اقتناع الإمارات بمبدأ الانسحاب نفسه، فمنذ فشل التحالف الدولي في تحرير العاصمة صنعاء من يد الحوثيين، رأت الإمارات التي امتلكت، في مقابل التخبط السعودي، سياسة واضحة في اليمن، أن لا أمل في حسم عسكري قريب، وأن كلفة الاستمرار في الحرب ستكون باهظة، إذ كلّفتها حتى الآن: 112 قتيلاً، وحوالي 1.3 مليار دولار، وسمعتها في المحافل الدولية، بوصفها طرفاً تسبّب بمقتل عشرات آلافٍ من المدنيين اليمنيين، وانتشار المجاعات، وأكدت مصادر يمنية أن الإمارات أعادت خلط الأوراق في اليمن بما يخدم مصالحها، وإحكام سيطرتها على الجنوب، تمهيداً لتحويل تدخلها في اليمن حرباً بالوكالة، فحتى في حال خفّضت الإمارات حجم قوّاتها، فلديها ذراعها الطويلة هناك، ممثلة في جهاز عسكري – أمني ضخم، في عدن، وجميع أنحاء جنوب اليمن، مكوّن، حسب تقديرات، من حوالي 80 ألفاً من المسلحين من سلفيين، وانفصاليين جنوبيين، ومُرتزقة من جنسيات مُختلفة، توفّر عليها عناء البقاء بكل ثقلها المباشر في المستنقع اليمني.

ورأى محللون غربيون أن الخطوة الإماراتية غير المتوقعة، بتخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن؛ بغية إنقاذ صورتها عالمياً؛ قد تؤشر بنتائج عكسية في هذا الصدد، بجانب أنها تزعزع علاقتها الوثيقة بالسعودية في مرحلة تشهد تصاعداً في التوتر مع خصمهما الإقليمي إيران. وقال “أندرياس كريغ” الباحث في “كينغز كولدج” بلندن: إنّ المخاطر المُحدقة بسياسات الإمارات وصورتها وعمليّاتها على الأرض كانت بعيدة عن المكاسب التي توقّعتها أبوظبي من وجودها في اليمن. وبحسب “كريغ”، فإنّ سمعة الإمارات المُتحالفة مع الولايات المتّحدة والساعية لإبراز صورتها كشريك ليبرالي لواشنطن في المنطقة، تلقّت عدة ضربات بسبب حرب اليمن.

وأوضح “كريغ” أنّ الانتهاكات لحقوق الإنسان ومقرّات التعذيب.. أضرّت بموقع الإمارات العربية المتّحدة في الولايات المتّحدة”.

ومن جانبها قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية: إن انسحاب الإمارات من اليمن ليس مجرد “إعادة انتشار” كما تسوّق له السلطات الإماراتية، وإنما هو “قرار إستراتيجي اتخذه حكام أبو ظبي نتيجة التهديد بوصول الحريق إلى داخل دارهم”، حسب تعبير الصحيفة. ونسبت الصحيفة إلى ما قالت إنها “مصادر واسعة الاطلاع” تأكيدها أن الإمارات قرّرت الانسحاب بعدما تأكدت من “الأفق المسدود” للحرب التي أطلقتها السعودية وحلفاؤها – والإمارات أبرزهم – منذ العام 2015 لإعادة سيطرة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على الأراضي اليمنية. وكشفت مصادر الصحيفة أن “اجتماعاً عُقد قبل أسابيع بين ثلاثي (محمد بن زايد وهزاع وطحنون) وحاكم دبي محمد بن راشد الذي تمثل إمارته درّة النموذج الإماراتي، أبلغهم فيه (الأخير) بوضوح أن هناك ضرورة ملحة للخروج من هذا المستنقع”.

وقالت إن الإماراتيين استنجدوا بإيران وروسيا لتسهيل انسحابهم من اليمن، وإن وفداً أمنياً إماراتياً رفيع المستوى زار طهران قبل أسابيع قليلة عقب التفجيرات التي استهدفت سفناً تجارية وناقلات نفط في ميناء الفجيرة الإماراتي يوم 12 مايو الماضي. ونقلت الصحيفة عن “مصادر دبلوماسية مطلعة” قولها إن الوفد الإماراتي زار طهران مرتين حاملاً عرضاً من ثلاثة بنود هي: إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، وتأمين حماية مشتركة من البلدين للممرات البحرية لضمان تدفق النفط من كل الدول المطلة على الخليج، واستعداد الإمارات لمغادرة اليمن.      

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X