تخبط سعودي إماراتي بعد تزايد التوتر في منطقة الخليج
قالت صحيفة أمريكية إن السعودية والإمارات ظلوا لسنوات يحرضون أمريكا على انتهاج الشدة ضد إيران، لكن مع تزايد احتمال نشوب حرب، فإن هؤلاء الحلفاء لم يعودوا يعرفون تماماً ماذا يريدون. ويطمح العديد من المسؤولين العرب والمحللين بالخليج إلى أن تبدي الولايات المتحدة صرامة أشد لردع إيران، لكن مع إبداء حرص أكبر لتجنب استفزازها، وفق ما ورد في التقرير الإخباري الذي أعدته من دبي محررة شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة، إريك كنينغام.
وأضافت صحيفة الواشنطن بوست أن البعض في منطقة الخليج ينتابهم التوتر إزاء الإشارات المتناقضة التي تصدر من إدارة البيت الابيض، حتى أنهم أيضاً بدأوا يطلقون إشارات مماثلة. وتقول الصحيفة إن التوتر المتفاقم في الخليج كشف عن وجود خلافات بين واشنطن وحلفائها في المنطقة يُعزى السبب في جزء منها إلى تباين الآراء حول مدى الحزم الذي ينبغي على الإدارة الأمريكية اتباعه في مواجهة إيران. وتنظر واشنطن وحلفاؤها الإقليميون، مثل السعودية والإمارات، إلى إيران وشبكة وكلائها على أنهم مصدر الخطر الرئيسي في المنطقة، مما دفعهم إلى التعاون معاً لشلّ الاقتصاد الإيراني عبر فرض عقوبات عليها وعزل قيادتها.
كما أن واشنطن بوست تنقل عن دبلوماسيين، لم تكشف عن هوياتهم، القول إن ثمة اختلافاً في وجهات النظر بين واشنطن وحلفائه، السعودية والإمارات، حول جدوى المفاوضات في حل الأزمة الماثلة والدور الذي يتحتم على هذه الدول أن تضطلع به لضمان أمنها. وليس هناك إجماع في الرأي بشأن أنجع السبل للتصدي لإيران. ومع احتمال أن تجد تلك الدول نفسها في الخطوط الأمامية في أي صراع عسكري مع إيران، تبدو مترددة في دعم الموقف الأشد صرامة الذي تتبناه واشنطن. ويرى محللون أن التصريحات المتضاربة الصادرة في السر والعلن من دبلوماسيين أمريكيين وإقليميين، تقف شاهداً على عمق الخلاف المحتدم بين الحلفاء حول ملامح السياسة المتبعة بقيادة أمريكا والتي يعتقد كثير من المسؤولين والمحللين في المنطقة أنها قد تفضي إلى حرب. وبينما ألقت واشنطن باللائمة على إيران في الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط التجارية قرب مضيق هرمز، أحجمت معظم دول الخليج عن التصريح علانية بضلوع طهران في تلك الحوادث بل دعت إلى إجراء حوار معها وضبط النفس.
وينتاب بعض المسؤولين والمحللين في المنطقة القلق من أن الاستراتيجية الأمريكية القائمة على ممارسة “ضغوط إلى أقصى حد” على إيران، تُعرِّض دول الخليج إلى خطر التورط في صراع دون ضمانات أمنية قوية، على حد تعبير الصحيفة. وتمضي واشنطن بوست في تقريرها إلى أن بعض المعلقين في السعودية والإمارات انتقدوا إحجام الإدارة الامريكية عن توجيه ضربة عسكرية ضد إيران إثر إسقاطها لطائرة تجسس أمريكية مسيرة فوق مضيق هرمز الشهر المنصرم. وتشير الصحيفة إلى أن دعوة إيران للتفاوض دون شروط مسبقة عقب تلك الحادثة أصابت البعض في الخليج بالإحباط، لأن طهران قد تعتبر التراجع الأمريكي المفاجئ “علامة ضعف”، حسب وصف دبلوماسيين ومُحللين.