1803 حالات إصابة جديدة بالسرطان العام الماضي
18 عيادة يومياً ونستقبل 30 ألف مراجع سنوياً بمركز علاج وأبحاث السرطان
الحرص على الفحص الدوري ضروري لاكتشاف المرض وعلاجه
90 % معدل الشفاء في حالات سرطان الثدي بشرط الكشف المبكر
الأمراض السرطانية ثالث أهم مسببات الوفاة في قطر
كتب – عبدالمجيد حمدي:
كشف الدكتور أسامة الحمصي استشاري أول ورئيس قسم أمراض الدم والأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بمؤسسة حمد الطبية عن تشخيص 1803 حالات إصابة جديدة بالسرطان بمختلف أنواعه خلال العام الماضي لافتاً إلى أن سرطان الثدي يأتي في مقدمة الحالات الأكثر إصابة يليه سرطان القولون.
وقال الدكتور الحمصي في تصريح خاص لـ الراية إن عدد الحالات التي تقوم بمراجعة المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان سنوياً تصل إلى 30 ألف مراجع من بينهم 18 ألف مراجع يعانون من الإصابة بالسرطان لأنواع مختلفة أما باقي العدد فيعاني من أمراض أخرى مثل تخثر الدم أو نقص أو ارتفاع الصفائح الدموية والأمراض النزفية، كاشفا النقاب أنه سيتم قريباً الفصل بين مرضى السرطان وغيرهم من المراجعين الذين يعانون من أمراض الدم حيث سيتم نقل هذه الفئة الأخيرة إلى مكان آخر غير المركز الوطني للسرطان.
وأضاف الدكتور الحمصي: إن المركز يستقبل المراجعين من خلال 18 عيادة يومياً على مدار 5 أيام بالأسبوع موضحاً أن المركز يحرص على استقطاب أفضل الأخصائيين في العالم في مجال الأورام وأمراض الدم كما يحرص أيضاً على إدخال أفضل التقنيات الحديثة في مجال التشخيص والعلاج وهو ما أدى إلى تقليل الحالات التي تحتاج للسفر للعلاج بالخارج بشكل واضح خلال السنوات القليلة الماضية.
وتابع د. الحمصي: إن الإصابة بسرطان الثدي تأتي في مقدمة الإصابات بمعدل 18.99% من بين عدد الإصابات السنوية الجديدة يليه سرطان القولون بنسبة 10.13% ثم لوكيميا الدم بمعدل 6.59% من إجمالى الحالات المصابة، داعيا الجميع خاصة من لديهم عوامل الخطورة، المتجسدة في وجود العامل الوراثي أو التدخين أو نمط الحياة غير الصحي، إلى إجراء فحوصات دورية للوقوف على الوضع الصحي للجسم ومن ثم الكشف المبكر للمرض وهو العامل الرئيس في العلاج والشفاء بإذن الله.
وتابع الدكتور الحمصي: إن أمراض السرطان لم تعد من الأمراض المخيفة أو القاتلة كما يشاع بين قطاع غير قليل من أفراد المجتمع وذلك نتيجة للتقدم العلمي الكبير الذي طرأ على مجالات الفحص والتشخيص والعلاج، وهو ما أدى إلى وجود حالات شفاء كثيرة حيث يبلغ معدل الشفاء في سرطان الثدي على سبيل المثال أكثر من 90% في حال الكشف المبكر والبدء في مراحل العلاج في الوقت المناسب. وأضاف رئيس قسم أمراض الدم والأورام أن الأمراض السرطانية تعد ثالث أهم مسببات الوفاة في قطر، حيث تبلغ نسبة الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض حوالي 10% من إجمالي عدد الوفيات في الدولة، كما تعد مكافحة الأمراض السرطانية في قطر من أهم الأولويات، ومن الأهداف الأساسية المتصلة بالصحة التي تتضمنها رؤية قطر 2030 الوصول إلى مجتمع خالٍ من السرطان.
وفيما يتعلق بالعلاجات المتوفرة، قال د. الحمصي إن العلاج الكيماوي تطور بشكل كبير وأصبح أكثر فاعلية، وكذلك الأدوية الهرمونية موضحاً أن العلاجات المناعية تعتبر الأحدث تطوراً في علاج السرطان وهي تقنيات تركز على تقوية الجهاز المناعي لجسم المريض بحيث تجعله قادراً على محاربة الخلايا السرطانية في الجسم، مشيراً إلى أن هذا النوع من العلاج عبارة عن إبرة تعطى في الوريد لتنشيط مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانية بدلاً من العلاج الكيماوي. وأوضح أن مرض السرطان بأنواعه يمثل تحدياً كبيراً يواجه الصحة العامة عالمياً وإقليمياً، وقد كان التصدي لهذه الأمراض من أولويات المسؤولين في الصحة بالدولة، حيث إنها وتماشياً مع بنود استراتيجية مكافحة السرطان قامت بتوفير خدمات التوعية الصحية التي نجدها تسير بخطى حثيثة في كثير من الجهات بالدولة، كما وفرت خدمات الكشف المبكر والعلاج المتكامل للمواطن والمقيم، لافتاً إلى أنَّ هناك تركيزاً من جانب مؤسسات الدولة المختلفة على برامج التوعية بالمرض مما يشجع على الفحص المبكر واكتشاف المرض في مراحل مبكرة.
وأكد أنه طبقاً للاستراتيجية الوطنية للسرطان فإنه يتم إجراء تحويل للمشتبه في إصابته بالمرض من مراكز الرعاية الصحية الأولية إلى العيادات المتخصصة في مؤسسة حمد الطبية خلال 48 ساعة بما يضمن سرعة التعامل مع المرض والعمل علي تقييم الحالة سريعاً ووضع الخطة العلاجية اللازمة لكل حالة مشيراً إلى أن هذه الأمور تتم في غضون 15 يوماً على الأكثر. وأكدَ أن الفترة الأخيرة شهدت بالفعل زيادة في وعي المجتمع بمرض السرطان، على عكس ما كان عليه في السابق، وهذا بفضل الجهود التوعوية لمختلف المؤسسات.
وقال الدكتور الحمصي أنه يوجد أكثر من ٢٠٠ نوع من السرطان، وأن عوامل الإصابة بهذا المرض تنقسم إلى قسمين منها ما هو ليس قابلاً للتغيير مثل عامل التقدم في السن، ومنها ما هي عوامل مكتسبة يمكن تغييرها كالتدخين ونمط المعيش غير الصحي، موضحاً أن بعض أنواع الفيروسات تعتبر من العوامل المسببة للسرطان وكذلك النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني.
ودعا د. الحمصي الجميع إلى الحفاظ على صحتهم للحد من فرص إصابتهم بالسرطان حيث إن التغييرات البسيطة ومنها الإقلاع عن التدخين والحد من تناول الدهون واللحوم الحمراء واللحوم المعالجة فضلاً عن ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة تعتبر خط الدفاع الأول لمكافحة السرطان وغيره من الأمراض غير الانتقالية وتساهم في عيش حياة صحية.