ثقافة وأدب
أسدل الستار على آخر عروضها أمس

شجرة اللؤلؤ.. صيغة جديدة لمسرح الطفل

 

 

كتب – مصطفى عبد المنعم:

أسدلت فرقة الدوحة المسرحية مساء أمس الستار على عروض مسرحية شجرة اللؤلؤ على خشبة مسرح قطر الوطني وسط إقبال جماهيري مميز وإشادة واسعة من كل من شاهد العمل بأداء الممثلين الذين قدموا حكاية تنتمي إلى الخيال لكن تمت مناقشتها عبر حلول درامية مقنعة وبطريقة تناسب عقول أطفال اليوم، وهو ما يلبي الحاجة المسرحية لخلق صيغ جديدة تناسب مسرح الطفل، وتجذب إليه مرة أخرى الأطفال.

 

 

  

المسرحية من تأليف الكاتبة شيخة الزيارة ومن إخراج الفنان فالح فايز وبطولة علي سلطان وزينب العلي، ومحمد حسن المحمدي، وأسرار محمد، وهيا الصالحي، ومحمد العمادي، وخالد يوسف ومريم البدر. وكلمات وألحان الأغاني للشاعر الغنائي خليفة جمعان السويدي، والمخرج المساعد خليفة جبر، وقصتها حول أختين تعيشان على العائد من وراء زراعتهما لزهور وبيعها، إلا أن إحدى هاتين الفتاتين تحب الخير وتعمل بكد في زراعة الزهور، بينما لا تلقي الأخرى بالاً إلا لنفسها فتفضل اللعب عن العمل، ولا يستهويها أن تقوم بعمل الخير.. ويستمر الوضع على ما هو عليه حتى تشتعل الأحداث بهطول الأمطار التي تقضي على زراعتهما، فيموت الورد، الذي كانتا تعيشان على بيعه، فتقترح الأخت الكسولة أن تقوما ببيع لؤلؤة جدتهما التي ورثتاها عنها، وترفض الأخت الخيرة، وأثناء مناقشتهما تسقط اللؤلؤة على الأرض وتضيع، وفي اليوم التالي تتفاجآن بشجرة مليئة باللؤلؤ، لكنهما تعجزان عن أخذ أي واحدة منها، إلا أنه كلما قامت الأخت الطيبة بفعل الخير كعادتها تسقط لؤلؤة من الشجرة، وعندما تدري الأخت الكسولة بالأمر تقرر أن تفعل هي أيضاً الخير، ولا تتهاون تلك الأخت عن مزاولة أعمال الخير إلى أن تسقط اللؤلؤة الأخيرة، ويكون جزاء فعلتها أن تطرح الشجرة مرة أخرى، ليتم التأكيد على قيمة أن من يزرع الخير يحصده في النهاية.

 

 

 

المسرحية اعتمدت على الفكرة البسيطة والسهلة التي تجذب إليها الأطفال وذلك ضمن قالب حكائي اعتمد في بساطته على التماسك داخل فكرة واحدة ومتسلسلة يتضح فيها الخير والشر، وتخلل العمل بعض المشاهد الكوميديا التي تفاعل معها الأطفال خاصة أن مسرح الطفل قد يعتمد على الكوميديا في جذب الأطفال، ويحسب للمخرج قدرته على وضع الابتسامة على شفاههم، بشرط أن تكون هذه الكوميديا نبيلة وتوضح الفرق بين الخطأ والصواب، وهو ما فعله مخرج العمل حيث تعمد تعليم الأطفال الكثير من القيم الحميدة بتعليمهم أن الشر نهايته الزوال أمام الخير.

 

 

  

المسرحية تبعد عن السرد وتميل بشكل أكثر إلى الإيماءة وهو ما سيجعل الأطفال يتواصلون بشكل أكبر مع المسرحية ما يولد المصداقية ما بين منصة العرض وجمهورها من الأطفال، كما أن العمل تمتع بخاصية هامة جداً يجب توفرها في أي مسرحية تقدم للأطفال وهي وجود صراع يتم توظيفه بشكل مدروس ومتوازن يقنع الطفل ويجعله يصدق ما يجري أمامه، كما أن النص يتمتع بأسباب مقنعة واضحة للأطفال لكيفية وقوع الأشرار في شر أعمالهم ونيل الأخيار جزاء خيرهم.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X