الدوحة – الراية:
تستعد مكتبة قطر الوطنية بالتعاون مع المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر لبدء المرحلة الثالثة من مشروع رقمنة المخطوطات العربية، والتي ستتضمن رقمنة كلاسيكيات الأدب العلمي العربي، مثل كتاب “القانون في الطب” لابن سينا، ومقالة في صورة الكسوف لابن الهيثم، وتظهر بنهاية المرحلة الثالثة مجموعة جديدة من المخطوطات العلمية العربية البالغ عددها 125 مخطوطة يجري ترقيمها وإتاحتها على موقع مكتبة قطر الرقمية.
وتأتي هذه المرحلة بعد انتهاء المرحلة الثانية من مشروع رقمنة المخطوطات العربية حيث تضم القائمة المتاحة حاليًا للزوار على موقع مكتبة قطر الرقمية 80 مخطوطة عربية جرى رقمنتها بالشراكة بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر بحسب تقرير للجزيرة نت.
وجرى خلال المشروع ترقيم المخطوطات العلمية العربية التي تحافظ على النصوص المكتوبة من القرن التاسع إلى القرن الـ18 والتي تعرض المساعي العلمية للشعوب الإسلامية من الأندلس وعبر شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط والأناضول وإيران وآسيا الوسطى والهند.
العصر الذهبي
وفي المرحلة الثالثة تعمل المكتبة القطرية على وضع أرشيف واسع يضم التراث الثقافي والتاريخي لمنطقة الخليج والمنطقة المحيطة، ليكون متاحًا بدون قيود على الإنترنت للمرة الأولى.
تحتوي المكتبة على محفوظات وخرائط ومخطوطات وتسجيلات صوتية وصور مرفقة بالمقالات والملاحظات التفسيرية والروابط ذات العلاقة باللغتين الإنجليزية والعربية.
وفي عرضها للمرحلة الثالثة ذكرت مدونة المكتبة البريطانية أن اللغة العربية استمرت في كونها لغة الخطاب العلمي إلى ما بعد الفترة الزمنية والمدى الجغرافي المرتبط تقليديا بما يسمى “العصر الذهبي للإسلام”.
اللمسات الأخيرة
وجرى توسيع نطاق مخطوطات الأدب العلمي العربي ليشمل موضوعات ذات صلة، مثل علم الحيوان والطب البيطري وتربية الحيوانات وغيرها من الموضوعات التي جرى رقمنة مخطوطاتها ونشرها وإتاحتها للبحث الإلكتروني على موقع المكتبة الرقمية.
ويجري حاليًا وضع اللمسات الأخيرة على المرحلة الثالثة من شراكة المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر في مشروع الترقيم، والتي ستتضمن بعض المخطوطات البارزة، مثل النسخ المبكرة من رسائل إخوان الصفا، ودليل كبير ومبكر لتفسير الأحلام وغيرها.
سلاسل من العلوم
وفي مقاله التعريفي بالعصر الذهبي للعلوم في العالم الإسلامي، يقول مسؤول المخطوطات العلمية العربية في المكتبة البريطانية بينك هالوم أن العصر الذهبي للعلوم في العالم الإسلامي تكون عبر سلاسل من العلوم التي درست في المجتمعات العربية والفارسية والسريانية والهندية واليونانية.
ويضيف هالوم أن الأراضي الإسلامية كونت وحدة سياسية يزدهر فيها التبادل الاقتصادي والثقافي، وأزيلت الحواجز التقليدية بين الشرق والغرب، وتجاوز الإسلام إمبراطورية الإسكندر الأكبر، معتبرا أن الترجمة إلى اللغة العربية من الأمور التي لعبت دورًا أساسيًا في تماسك هذه الإمبراطورية الجديدة وساعدت على أدائها وظائفها بالشكل الصحيح.
15 ألف مخطوطة
وتضم المكتبة البريطانية قرابة 15 ألف مخطوطة عربية مصنفة في نحو 14 ألف مجلد، وتتألف المجموعة من اثنتين من المجموعات التاريخية، هما مخطوطات مكتبة المتحف البريطاني القديم ومخطوطات مكتب الهند الذي كان تابعًا للخارجية البريطانية سابقًا.
وبسبب المصالح السياسية والتجارية البريطانية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، جرى الاهتمام مبكرا بالمخطوطات العربية والدراسات الشرقية، وبدأ تكوين المخطوطات بجهود المسؤولين والمبشرين والباحثين والمستشرقين والرحالة لتتشكل تدريجيًا على مر القرون الماضية تشكيلة من أروع المخطوطات في مواضيع القرآن والتفسير والحديث والفقه الإسلامي والتصوف والفلسفة وعلوم اللغة، جنبًا إلى جنب مع الموسيقى والتاريخ والفنون والعلوم والطب وحتى الرماية وتفسير الأحلام.