أخبار دولية
أكدت أنه لم يكن عدواً للسعودية وكان متفائلاً .. خديجة جنكيز :

خاشقجي اختار المنفى خوفاً من بطش ابن سلمان

 

 

الدوحة – الراية:

سلطت الكاتبة البريطانية رولا خلف عبر مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الضوء على تسلسل الأحداث الذي قاد لاغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك كما ورد على لسان خطيبته خديجة جنكيز. والتقت الكاتبة، بخطيبة خاشقجي، والتي كانت أولى كلماتها “أنا لا أريد البكاء”. ويذكر أن خديجة أول من نبه لاختفاء جمال خاشقجي، قائلة إنه قد تعرض للاختطاف والنقل لمكان آخر، لكنها كانت تجهل أنه قتل وقطعت أوصاله في القنصلية في إسطنبول. وأضافت الكاتبة أن خديجة لا تزال تطالب بالحصول على رفات خاشقجي لدفنه، ناهيك عن مطالبها المستمرة بالحصول على إجابات عن سبب مقتله ودافع السعوديين لاعتماد مثل هذا النهج الوحشي في اغتياله. وتطالب المرأة الملتاعة بتوضيح حول عدم إصرار الأطراف الدولية على محاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة.

لقد اختار خاشقجي العيش في المنفى خوفا من بطش ولي العهد السعودي بعد أن كان مستشارًا للعائلة المالكة، ولم يكن كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يشكل تهديدًا لولي العهد، وحيال ذلك، قالت جنكيز: “لقد كان جمال ينتمي للقصر ولم يأت من خارجه، لم يكن عدوهم”. وأضافت الكاتبة كانت خديجة تجيب أسئلتها عن خطيبها الراحل، بحكم معرفتهما لبعضهما البعض. ووصفت خاشقجي بأنه كان مفكرًا ليبراليًا متحمسا لازدهار الديمقراطية عقب الربيع العربي، لكنه شعر بخيبة أمل كبرى عندما كان مصيرها القمع.

وحول لقائها به في أحد المؤتمرات في إسطنبول، قالت صاحبة ال37 سنة إنها اتجهت نحوه وقدمت نفسها وقالت إنها تود إجراء مقابلة صحفية معه. وقد تبدو خديجة في بعض الأحيان وكأنها طالبة أُعجِبت بأستاذها الذي يكبرها سنا، وقد تبدو في أحيان أخرى إنسانة مفكرة وقعت بحب فكرة. ولقد استغرق الأمر وقتا حتى طلب خاشقجي الزواج منها. وقالت خديجة إن الراحل كان يشعر بالوحدة والألم، وقد بادر بلقاء والديها، الذين رفضا في البداية بسبب فارق العمر بينها وبين جمال خاشقجي. وفي وقت لاحق، فهموا أنه “رجل عظيم” و ”من طينة خاصة”، كما أنها شرحت لهما بأن حياتها تمثل قرارها الخاص بها. ونقلت الكاتبة تصريحات جنكيز عن زيارة خاشقجي الأولى للقنصلية السعودية، حيث لقي ترحيبًا من قبل الموظفين الذين احتضنوه وقدموا له القهوة، كما أنهم أعربوا عن سعادتهم لسماع نيته بالزواج. وكان هذا الدفء والترحاب مجرد قناع لمؤامرة تحاك خيوطها في الخفاء وغايتها قتل الرجل السعودي. وأفادت الكاتبة بأنه حين سألت جنكيز حول ما إذا ندمت على علاقتها بخاشقجي وقرارها بالزواج منه، أجابت: “ لا أشعر بالندم أبدًا، إنه قضاء وقدر، فهو لم يقتل لأنه كان خطيبي بل قتل لأنه كان جمال خاشقجي”. لقد كان خاشقجي مخطئا حينما صرّح بأن أسوأ ما يحدث له هو التعرّض للاختطاف أو السجن أو مصادرة جواز سفره وأن أحدا لن يجرؤ على إلحاق الضرر به على الأراضي التركية. ومن المحتمل أن خاشقجي كان يمثّل المحلّل الأكثر ذكاءً في السعودية، غير أنه أساء تقدير مدى قسوة النظام. وسبق لابن سلمان أن اعتقل رئيس الوزراء اللبناني وكبار رجال الأعمال واحتجزهم وجرّدهم من ممتلكاتهم، كما أنه شن عبثا حربا في اليمن.

وأكدت الكاتبة أنه مع وجود أدلة قاطعة على تورّط النظام بعملية الاغتيال، فقد شعر الحلفاء الغربيون للمملكة بالقلق،لإنهم لطالما أثنوا على إنجازات ابن سلمان واعتبروه مصلحا يقف بوجه المتطرفين ويحرر الشباب من قيود الفصل بين الجنسين. أما في الوقت الحالي، فشبّهه المحللون في جميع أنحاء العالم بزعماء ديكتاتوريين ويتهمونه، على حد تعبير أحد خبراء الأمم المتحدة، بارتكاب جريمة “قتل خارج نطاق القضاء”. ويبدو أن ولي العهد نجح في النجاة من عاصفة خاشقجي، لكن المحرك الأساسي لحملة جنكيز هو كشف الحقيقة.

وأشارت الكاتبة أن جنكيز وصفت ردة الفعل الأمريكية إزاء مقتل خطيبها “بالفضيحة”. لكن تقرير أممي صدر الشهر الماضي كان مشجعًا، لكن لا توجد مؤشرات على توصيات بإجراء تحقيق دولي. وندّدت جنكيز بمواقف بعض القوى العالمية حيث تساءلت: أين أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة؟ هل يتحمل ابن سلمان المسؤولية أم لا؟ أريد أن أعرف، أريد أن أفهم من الذي أصدر الأمر بالقتل”. في الختام، ذكرت الكاتبة أن جنكيز أعربت عن تصميمها على ألا يقع طي صفحة قضية خاشقجي. ومع ذلك، فقد واجهت العديد من العقبات علما بأنها تسلّمت الراية عن خطيبها في مسيرة النضال من أجل حرية التعبير. لقد كانت خديجة ذات مرة طالبة تدرس الظروف القاسية للحياة السياسية في الشرق الأوسط وقد أصبحت الآن جزءًا منها.


العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X