
الدوحة – الراية :
صدر حديثاً للزميل كريم المالكي كتاب “للنساء قصص” وهو عبارة عن مجموعة نصوص مُترجمة من الإنجليزية، عن شركة الخليج للطباعة والنشر ويقع في ما يُقارب 150 صفحة من القطع المتوسط ولوحة الغلاف بريشة الفنانة التشكيلية الأردنية آن الزعبي. الكتاب الجديد يحوي باقة منوعة لقصص بعض النساء من مختلف بقاع العالم، ولكل امرأة قصة مختلفة عن الأخرى.. وتتحدث هذه القصص عن تجاربهن وقدراتهن في كيفية قهر اليأس وهزيمة المستحيل وركوب المُغامرة والتحليق بالإرادة الإنسانية. مَنْ يتصفح قصصهن سيُدرك البُعد الإنساني الذي استوطن ثناياها، حيث الكفاح المُستمر والتحديات الاستثنائية والجهد السخي. وتنطوي القصص على الكثير من الإثارة والغرابة والإصرار والتحدي والنجاح، وصولاً للدهشة المُطلقة التي تصل إلى عدم التصديق، لاسيما عندما نقرأ عن مُغامرة لا يجرؤ حتى الرجل على القيام بها، في حين نجد امرأة تتحدى الصعاب بجدارة وتبلغ مرادها بسلام. تبرهن قصصهن أنه من الخطأ الفادح أن تقترن نون النسوة بالضعف والانكسار، بل إنها تتفوق حتى على الرجل، فنجدها قادرة على تحقيق المُعجزات وصناعة التاريخ مهما كانت الصعاب. والفكرة الأسمى والأهم، التي يُبرزها الكتاب، إصرار المرأة على أن تبقى سيدة نفسها، فإذا امتلكت الإرادة ورفضت التلاعب بمصيرها فإنها ستصل إلى ما تصبو إليه. يضم هذا الكتاب 16 قصة لنساء من بينهن فتاة مُراهقة بتر القرش إحدى ذراعيها لكنها أصبحت بذراعها الوحيدة بطلة مشهورة ومُلهمة للأصحاء والمُعاقين. وهناك قصة المُشرّدة التي قهرت ظروفها واستطاعت انتشال نفسها من براثن الإدمان والجريمة والتشرّد لتصبح واحدة من أبرز المُتحدّثين المُلهمين في العالم، وشاركت في تقديم المُحاضرات إلى جانب مشاهير ورؤساء وزعماء أمثال توني بلير وميخائيل جورباتشوف والدالاي لاما. وهناك السيدة الضريرة التي شارفت على الستين ولم تكن امتطت درّاجة نارية في حياتها لكنها أصبحت بقائمة من سافرن حول العالم على متن درّاجة نارية. أما بالنسبة ل«جين أوستن» البغدادية فهي أستاذة أدب إنجليزي عراقية اسمها «مي وتوت» التقت صدفة ببريطانية تعمل في ال«بي بي سي» وطلبت منها أن تحدّثها عن الحياة في بغداد التي مزّقتها الحرب أعوام 2005 و2006 و2007، الأمر الذي كان سبباً في نسج خيوط صداقة إنسانية، حيث نقلت «وتوت» عبر رسائل إلكترونية الأوضاع المأساوية، وبسبب الدفق الإنساني الذي احتوته الرسائل المتبادلة تحوّلت لكتاب يوثق فترة مُؤلمة للعراقيين، خصوصاً أكاديمييه ومثقفيه الذين بقوا في منازلهم ليستطيعوا البقاء أحياء.
وفي قصة المُجرمة الواعظة نتعرّف على فتاة تحوّلت تجربتها الحياتية إلى كتاب مثير وجدير بالقراءة، تناول رحلتها مع الجريمة التي انتهت باعتناق الإسلام، وتحوّلت إلى واعظة صالحة، في هذا الكتاب سنتعرّف على نساء تحوّلت معظم قصصهن إلى كتب مقروءة لاقت انتشاراً واسعاً، بفضل ما أعطته من صورة حيّة عن قدرات المرأة في تذليل الصعوبات وتحطيم الممنوعات وجعلها سبيلاً لتحقيق الأحلام. “للنساء قصص” كتاب من المرأة وللمرأة وللجميع. يُذكر أن الزميل كريم المالكي هو كاتب ومُترجم وصحفي عراقي يعمل في جريدة الراية وصدر له العديد من الإصدارات منها “من أدب الزنوج” وهو عبارة عن مجموعة قصص قصيرة، وكتاب “نساء فوق العادة”، وهو عضو في الاتحاد الدولي للمُترجمين ونقابة الصحفيين العراقيين.