تأسيس مشروع علوم الأرض والفضاء بالمدينة التعليمية
إطلاق أول قمر صناعي عربي بتعاون مع مؤسسات دولية
د.علي المكتومي: الشباب القطري محظوظ.. والمناخ مناسب للنجاح
د.خالد العالي: رجعت لبلدي للمشاركة في نهضة قطر
د.علا العمروني: تحقيق الذات والبحث عن آفاق أرحب سبب هجرة العقول
الدوحة – قنا:
استضاف مهرجان «نجاح قطري» في نسخته الثالثة مساء أمس بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، ثلّة من العلماء والمفكرين العرب في «ملتقى نجاح عربي» للحديث عن تجارب نجاحهم وإلقاء الضوء على صناعة العقول في الوطن العربي.
واعتلى منصة الملتقى الذي أداره الإعلامي ماجد المنصوري، الدكتور عصام حجي، عالم الفضاء، عضو الفريق العلمي بالمركبة روزيتا بوكالة «ناسا» من مصر، والدكتور علي المكتومي، الأستاذ المشارك بجامعة السلطان قابوس من سلطنة عمان، والدكتور خالد العالي، مستشار ورئيس تنفيذي سابق في وكالة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا» وعضو لجنة التحكيم في برنامج نجوم العلوم من قطر، والدكتورة علا العمروني، باحثة بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار من تونس.
وأثنى العلماء والمفكرون العرب في كلماتهم على الجهود الجبّارة التي توليها دولة قطر للعلم والعلماء والاستثمار في شبابها من خلال مؤسسة قطر، وهي التجربة الرائدة التي استنسخها عدد من البلدان العربية، مؤكدين أن بناء الأوطان لا يتأتى إلا بمحاربة الجهل والانكباب على العلم والمعرفة وإيلاء العملية التعليمية أهمية قصوى، مؤكدين على قيمة المشاركة واقتسام النجاح مع الأهل والوطن العربي لما فيه الخير للجميع.
قمر عربي
وفي هذا الصدد، أبرز الدكتور عصام حجي، أن العلم جزء لا يتجزأ من الهُوية العربية، داعياً إلى الإنفاق على العلم.. وقال: «نحن لا نشتري النجاح، بل نصنعه، والتعليم هو أقوى سلاح في وجه التعصب والتطرّف».
وتوجّه حجي بنصيحته للشباب، بأن النجاح هو القدرة على التحمل والصبر والتخطيط، منبهاً إلى أن الحياة ليس لها أية ضمانات، بل التأقلم مع المتغيرات ومعايشتها، مطالباً العلماء المغتربين بألا يتنازلوا عن أوطانهم في اللحظة الصعبة.
وقال: « من أسباب سعادتي اليوم، أنه منذ شهر تم تأسيس مشروع علوم الأرض والفضاء في المدينة التعليمية بدولة قطر، وهو نواة لمشروع فضاء مميز، ليس من أجل إرسال شخص للفضاء أو اكتشاف المريخ أو الشهرة، بل لاكتشاف أعز وأغلى ما عندنا وهو الماء، حيث يهدف المشروع إلى تصميم أول قمر صناعي عربي علمي في العالم يرصد كل خرائط المياه الجوفية في العالم ويدرس التغيرات المناخية الخاصة في المناطق الصحراوية والجافة، من أجل فهم البيئة التي نعيش فيها مثلما فهم الأجداد هذه البيئة، حيث خبروا الصحراء والبحر والمياه الجوفية.. لافتاً إلى أن هذا المشروع ما هو إلا استكمال لهذا التراث العلمي».
وأضاف: «هذا المشروع تمّ اقتراحه منذ عام 2012 أثناء مؤتمر القمة العالمي حول المناخ والذي استضافته الدوحة.. وسيتم إطلاق هذا القمر الصناعي عام 2024، منوهاً إلى أنه سيكون أول قمر صناعي عربي بتعاون مع مؤسسات دولية وبالأساس مع الدول العربية التي تتقاسم معنا نفس المشاكل.. من أجل حل أزمة المياه، وتحويل المشروعات الخاصّة بالمياه إلى مشروعات ذات صبغة علميّة وليست مشروعات للشفقة والإحسان».
نهضة قطر
من جهته، قال الدكتور خالد العالي: «رجعت لبلدي للمشاركة في نهضة قطر»، مشدداً على أنه لا تزال هناك تحديات لهذا الجيل لاقتحامها، معرجاً على دور الوالدين والأسرة في التأثير على تكوين الفرد وتوجيهه التوجيه الأمثل، لافتاً إلى أن المحيط الذي كان يعيش فيه فتح له أبواباً كثيرة، متحدثا في الآن ذاته عن خبرته في واحة العلوم والتكنولوجيا الذي يعتبر أحد مؤسسيها، فضلاً عن حديثه عن تجربة برنامج نجوم العلوم، والذي مكنه من الالتقاء بنخبة من الشباب العرب.
إلى ذلك، تحدّث العالي عن جدلية (التعليم والتلقين)، مشيراً إلى أن التعليم بالتلقين ليس مجدياً دائماً، وإنما في بعض الأحيان، داعياً إلى الاجتهاد والبحث، مذكراً في هذا الصدد أنه عندما كان يدرس الكواكب في إحدى الحصص الدراسيّة، فإنه لم يقتصر على ما تلقاه في الفصل، بل دفعه فضول العلم والمعرفة إلى اقتناء «تليسكوب»، وراقب به الفضاء والكواكب، مشيراً إلى أن ذلك كان بمجهود ذاتي، منبهاً إلى أننا عندما نتكاتف فإننا نحقق المستحيل، داعياً الشباب بأن يكون طموحهم عالياً.
القطري محظوظ
بدوره، أبرز الدكتور علي المكتومي، أن تحديد الهدف ينبغي أن يكون بطموحات عالية.. مشيراً إلى أنه عندما ينجز عملاً أو بحثاً، فإنه دائماً يسعى إلى أن يقدّم شيئاً ينفع الإنسانيّة.
وقال المكتومي، إن الشباب القطري محظوظ، وأن المناخ مناسب للنجاح لديه، وما عليه إلا التسلح بالعزيمة لخدمة وطنه وقضايا الأمة مع الأخذ بالأسباب، منوهاً إلى أن العلم ليس حكراً على جنس معين، أو فئة معينة، مشيداً بدولة قطر التي تحتضن الجميع.. قطريين وعرباً وأجانب.
تحديات مادية
أما الدكتورة علا العمروني، فلفتت إلى أن هناك تحديات مادية وذاتية أمام النجاح، مشيرة إلى أن الظروف التكنولوجية وإيجاد فضاء للأبحاث مناسب، فضلاً عن الالتزامات الأسرية بالنسبة للمرأة باعتبارها أماً وربة بيت.. يقف أحياناً عائقاً من أجل النجاح، داعية إلى مشاركة التجارب الناجحة مع الجيل الحالي، مشدّدة على مسألة الاستمرارية في النجاح وديمومته.
وأشارت العمروني إلى أن سبب هجرة العقول هو تحقيق الذات والبحث عن آفاق أرحب، فضلاً على الظروف الصعبة في المجتمع.
وقالت: لما أتيت إلى قطر، انبهرت بالظروف المتاحة للعلماء والباحثين، مشددة على أهمية تعليم المرأة باعتبارها نصف المجتمع، ونشر العلوم.
واختتم المهرجان يومه الثالث بـ «ملتقى الشعر»، حيث ترنم الحضور بالقوافي لنخبة من الشعراء القطريين الذين ألهبوا حماس الجمهور بعدد من القصائد الوطنيّة التي تذكي في النفوس الفخر بالوطن وقيادته، حيث أشاروا إلى أنهم خلال الفترة الأخيرة أدلوا بدلوهم خدمة للوطن ودفاعاً عنه بالكلمة، مثل باقي أبناء الوطن كل في مجاله. والشعراء الذين اعتلوا منصة القريض هم: صالح المانعة، علي الكواري، حمد البريدي، ناصر الوبير وعبدالله الحول، فيما أدار دفة المُلتقى الشعري، الشاعر حمد الجميلة.