كتب – إبراهيم بدوي:

أشاد سعادة السيد عبدالحكيم دليلي، سفير جمهورية أفغانستان الإسلامية لدى الدولة، بالجهود القطرية التي وصفها بالصادقة لإرساء السلام في بلاده عبر استضافتها مفاوضات السلام .. مُعلناً عن توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون جديدة لتعزيز العلاقات القطرية الأفغانية قريباً.

جاء ذلك خلال احتفال سفارة جمهورية أفغانستان الإسلامية بمرور 100 عام على استقلالها، بحضور سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير العدل القائم بأعمال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وسعادة السيد عبدالله بن عبدالعزيز تركي السبيعي وزير البلدية والبيئة، وسعادة الشيخ علي بن عبدالله بن ثاني آل ثاني، وسعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية وسعادة السفير السيد علي إبراهيم أحمد عميد السلك الدبلوماسي وعدد من الجالية الأفغانية المقيمة بدولة قطر.

الدعم القطري

وثمّن السفير الأفغاني الدعم الذي قدمته قطر لبلاده، قائلاً: لقد وقفت قطر الشقيقة حكومةً وشعباً مع أفغانستان لا سيما في مجال التعاون الاقتصادي وتقديم المساعدات اللازمة خلال السنوات الماضية.

ولفت إلى المساعدات التي قدمتها الحكومة القطرية من خلال صندوقها لأفغانستان في مجالات أهمها: التعليم وطباعة الكتب المدرسية وبناء مركز لتدريب المعلمين، والصحة وإمدادات المياه الصالحة للشرب ومساعدات إنسانية أخرى. ولفت إلى أنه منذ خمس سنوات بدأ الهلال الأحمر القطري أنشطته الإنسانية داخل أفغانستان بالتعاون مع الهلال الأحمر الأفغاني، ولا زال يواصل ذلك.

 مساعدات إنسانية

كما سلط الضوء على الأنشطة الإنسانية لمؤسسة الغرافة، إحدى المؤسسات الخاصة القطرية والتي استثمرت عشرات الملايين من الدولارات منذ سنوات عدة في غرب أفغانستان، في قطاعات مختلفة مثل: بناء المدارس والعيادات الصحية وغيرها من المرافق العامة. وأوضح أن المؤسسة تخطط حالياً لبناء مجمع سكني كبير في كابول العاصمة يضم جميع المرافق والخدمات الضرورية.

محادثات السلام

وأعرب السفير الأفغاني عن خالص الشكر والتقدير للحكومة القطرية، والشعب القطري، المضيّاف، وعلى رأسه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، على استضافة محادثات السلام، وعلى حسن الاستضافة للجالية الأفغانية، لافتاً إلى أن هناك جالية تُقدر بنحو 5000 مواطن أفغاني، يتمتعون بكافة الحقوق».

الجالية الأفغانية

وأكد السفير دليلي أن أبناء الجالية الأفغانية يعملون بإخلاص، في قطاعات مختلفة في البلاد لأكثر من أربعة عقود. وهم جميعاً سفراء لجمهورية أفغانستان الإسلامية، يقدمون الصورة المشرفة للأفغاني، الذي يحترم القوانين ويلتزم بها في الدولة المضيفة. وأتمنى أن تدوم العلاقات الأخوية الطيبة بين البلدين الشقيقين ويعم السلام والاستقرار والرفاهية هذه المنطقة.

قطر وأفغانستان

ولفت سعادة السفير الأفغاني إلى أن استقلال أفغانستان أفسح المجالَ لبناءِ علاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم، وشهد عام 1971 بدء العلاقات بين أفغانستان ودولة قطر، إذ أصدرت الدولتان بياناً مشتركاً للسفراء غيرِ المقيمين، واستمرت العلاقات بين البلدين بشكل متزاید ومستمر، حتى شهر مايو من عام 1978.

وأضاف: في عام 2003 بدأت العلاقات الدبلوماسية المباشرة بين أفغانستان ودولة قطر، حينما تم افتتاح السفارة الأفغانية في الدوحة.. وفي العام الجاري افتتحت دولة قطر سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول.

جهود قطرية

وحول المفاوضات الجارية لإحلال السلام في أفغانستان، قال إن «الحكومةَ الأفغانية تثني باستمرار على الجهود الصادقة التي بذلتها وتبذلها الحكومة القطرية والمجتمع الدولي في مسار المفاوضات، والمصالحة المنشودة مع حركة طالبان، لتحقيق سلام دائم وشامل في أفغانستان».

وأكد تمسك حكومة أفغانستان بخيار المفاوضات مع حركة طالبان لإحلال السلام، وقال: تُبقي جمهورية أفغانستان الإسلامية أبواب السلام مفتوحة لكل من أراد الانخراط في عملية السلام، ليصبح مثلُه، مثلَ بقية المواطنين في البلاد، يتمتع بجميع الحقوق المنصوص عليها في الدستور الأفغاني. وقد اقترح فخامة الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني إجراء مفاوضات غيرِ مشروطة مع حركة طالبان، مما يعكس تعهد الحكومة الأفغانية بالسلام.

ونوّه السفير بالتطور الذي شهدته بلاده على مدار العقدين الماضيين، مشيراً إلى أن أفغانستان حققت إنجازاتٍ ملحوظة في مجالاتٍ: أهمها التعليم والزراعة، والإعلام وحرية التعبير، وحقوق الإنسان والحياة السياسية والبرلمان الذي يتكون من النساء والرجال. إن جيل الشباب في أفغانستان غير راغب أن يتنازل عن المكاسب التي حققها الشعب الأفغاني خلال العقدين الأخيرين في البلاد.

واختتم كلمته بتأكيد التزام الحكومة الأفغانية بإجراء الانتخابات الرئاسية في 28 سبتمبر 2019، تحقيقاً لطموحات الشعب الأفغاني بالاستمرار في تعزيز الديمقراطية وعملية السلام معاً.