تقارير
أنقذتا قارب لاجئين من الغرق قبالة سواحل اليونان

سارة ويسرى مارديني .. قصة كفاح ملهمة للشباب العربي

عمان – رويترز:

تحمل اللاجئة السورية يسرى مارديني، التي شاركت في أول فريق للاجئين في الألعاب الأولمبية، في قلبها قصة كفاح وصمود وتقدمها نموذجاً للإلهام للشباب العربي. وتقول يسرى إنها لم تكن تُدرك معنى أن تكون ممثلة للاجئين في أولمبياد 2016، ولم يتضح لها، سوى في وقت لاحق، كيف غيرت تلك الخطوة وجهة نظر كثير من الناس. وبعد أن رأت بعينيها التقدير والاحترام، من الناس وباقي أفراد الفريق، قرّرت أن تروي قصتها وتعيد سردها من جديد. وكان ذلك هو ما فعلته بالضبط عندما حكت قصتها على خشبة المسرح في عمان إلى جانب شقيقتها سارة. وتقول يسرى «كنت بأول فريق لاجئين بالأولمبياد وأتوقع أن هذا الفريق غيّر كثيراً من أفكار الكثير من الناس، وأشعر بفخر لأني بدأت بهذا الفريق في بادئ الأمر لم أكن أفكّر كثيراً بقضية أن الناس سيصفونني باللاجئة وأني لا أستحق أن أتواجد في مونديال البرازيل، لكن حينما وصلت لريو ورأيت كم كان الناس متعاطفين معنا ويكنون لنا الاحترام كان الأمر دافعاً لي لأتمسك بقصتي أكثر وأكمل التدريب في السباحة». وعندما فرّت الشقيقتان من سوريا مُتجهتَين إلى أوروبا في عام 2015، خيّم شبح موت وشيك وكاد الزورق المكتظّ بحمولة زائدة يغرق عندما بدأت المياه تطفو على سطحه أثناء عبور البحر المتوسط صوب اليونان. قفزت الشقيقتان ولاجئ آخر في البحر وسحبوا القارب لمدة ثلاث ساعات في المياه، لإنقاذ حياة 19 آخرين.

 

وتريد سارة من الشباب الأصغر سناً أن يفهموا أن حياتها لم تكن مختلفة كثيراً عن حياتهم حتى اختفى الإحساس بالحياة الطبيعية في حياتها فجأة وفي لحظة واحدة. وأضافت «هذا الجيل ليس له فكرة عن الأشياء التي حصلت في السنوات الماضية، ونحن قرّرنا أن نخبرهم أننا مثلهم وكنا نعيش مثلهم بالضبط وندرس ولكن في يوم وليلة فقدنا كل شيء بسبب الحرب في سوريا، لذا قرّرنا أن نُغادر البلد بحثاً عن مكان آمن». وكانت الشقيقتان، اللتان تعيشان الآن في ألمانيا، قد غادرتا منزلهما في دمشق التي سحقتها الحرب وتوجهتا إلى تركيا. وقالت سارة إنهما عندما وصلتا إلى هناك، لم تجلسا في انتظار من يأخذ بأيديهما ويقدم المساعدة، مضيفة إن الجزء الملهم من قصتهما كان بعد وصولهما إلى ألمانيا. وأوضحت «نحن نحكي عن التجربة أكثر فعلى الجميع أن يعرف ماذا حصل لنا بعد وصولنا إلى ألمانيا، ومذا فعلنا هناك فنحن لم ننتظر أي مساعدة من أحد، بل قرّرنا الخروج من الأزمة والانخراط في المُجتمع وعمل الأشياء التي نحبها «. ويقول منظمو الحدث إنّ زيارة الشقيقتين لعمّان تمثّل أول عودة لهما إلى بلد عربي منذ مغادرتهما سوريا.                 

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X