التلفزيــون مطالب بالنهــوض بالدرامـا القطريــة
غياب للجهات التي تتبنّى الفكر الدرامي الصحيح
الاهتمام بالممثل القطري يساهم في إحياء الحركة الفنية
كتب – هيثم الأشقر ومحمود الحكيم:
أكّد عددٌ من الفنانين لـ الراية أنّ واقع الدراما القطرية الحالي لا يصل إلى المُستوى المأمول، مُشدّدين على أن تلفزيون قطر هو الجهة المسؤولة عن النهوض بالحركة الدرامية من خلال زيادة الإنتاج السنوي لـ 3 أو 4 مسلسلات في العام الواحد، ودعم شركات الإنتاج الخاصة، موضحين أن تجربة المنتج المنفذ قد تكون مفيدة في حال عودتها مع وجود مراقبة على آلية عمله واختياراته.
وأضافوا: تلفزيون قطر كان في فترة الثمانينيات والتسعينيات ينتج أعمالاً درامية قوية وكثيرة ويتابعه الجميع، وكان له حضور بارز في الخليج والوطن العربي، وهذا ما نريد تكراره من جديد، فهو قادر على أن يقدم أفضل الأعمال وأقواها، وقالوا إن سبل إحياء الدراما تتلخص في كثرة الإنتاج الدرامي مع جودة المحتوى وجودة المستوى، بالإضافة إلى الاعتماد على الممثل المحلي والاعتماد على الشركات الوطنية في الإنتاج، وأن تُرصد ميزانية تتماشى مع المتغيرات الجديدة في عالم الدراما لكي ننافس بقوة على المستوى الخليجي والعربي، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالنصوص الجيدة، وأن يكون النص واقعاً بعيداً عن المبالغات والأمور غير المناسبة مع المجتمع القطري.
سحر حسين: استمرارية الإنتاج تدعم الدراما
طالبت الفنانة سحر حسين تلفزيون قطر بأن ينتج على الأقل مسلسلاً رمضانياً وآخرَ في غير رمضان، مؤكدة على أن الإنتاج الدرامي هو مسؤولية مشتركة بين تلفزيون قطر وشركات الإنتاج الخاصة، وإلا أنها ترى أن تلفزيون قطر تقع عليه مسؤولية دعم شركات الإنتاج الخاصة أيضاً. وقالت إن تلفزيون قطر كان في فترة الثمانينيات والتسعينيات ينتج أعمالاً درامية قوية وكثيرة، ويتابعه الجميع، وكان له حضورٌ بارزٌ في الخليج والوطن العربي بسبب إنتاجاته الدرامية المميزة، وهذا ما نريد تكراره من جديد، فهو قادر على أن يقدّم أفضل الأعمال وأقواها. وأكّدت الفنانة سحر حسين أن الدراما القطرية بدأت تتعافى، مشيرة إلى أن عملاً درامياً واحداً في العام ليس كافياً، لذلك فنحن نأمل أن نرى عملين وثلاثة في العام، وأن تزدهر صناعة الدراما في قطر من جديد، ولكن ما رأيناه في الموسم الحالي هو عودة قوية ومميزة للدراما القطرية.
وتابعت: المشاركة القوية للفنانين القطريين بالدراما التلفزيونية كانت العلامة الأبرز في حصاد هذا العام، ولكننا نأمل أن تستمرّ عجلة الإنتاج الدرامي طوال العام وألا تقتصر على شهر رمضان فقط وأن تتزايد الأعمال، وأن تدخل جهات متنوّعة على خط الإنتاج الدرامي، مؤكدةً أن الحل الأمثل لإحياء الدراما التلفزيونية هو كثرة الإنتاج وتنوّعه واستمراريته طوال العام.
هدية سعيد: عودة المنتج المنفذ مع شروط رقابية
أشادت الفنانة هدية سعيد بالانتعاشة القليلة للدراما القطرية في الآونة الأخيرة، مؤكدةً أن الاستمرارية في الإنتاج هي السبيل الوحيد لإعادة النهوض بالحركة الدرامية المحلية، مشيرة إلى أنه في فترتَي السبعينيات والثمانينيات كانت تقدر تنتج أكثر من ثلاثة وأربعة مسلسلات في العام الواحد، ما ساهم بشكل كبير في ظهور عدد كبير من نجوم الدراما القطرية سيطروا على الساحة الفنية الخليجية لعدة أعوام. وأوضحت هدية أن السادة المسؤولين عن الإنتاج الدرامي في تلفزيون قطر مشكورين للجهد الكبير الذي قدموه خلال العام الماضي، ويجب عليهم أن يستمرّوا في ذلك، وأن يقدّموا الدعم للمنتج القطري من أجل المساهمة في إعادة إحياء الدراما، مضيفة: برغم الانتقادات التي طالت المنتج المنفذ، واعتماد البعض على الشللية، لكن من المهم أن ننظر لهذه التجربة بعين الاعتبار، علينا التعلم من الأخطاء التي وقعنا فيها، والاستفادة منها، لماذا لا يكون هناك إستراتيجية للاستعانة بالمنتج المنفذ، مع وجود جهات رقابية تتضمن ألا يتم إساءة استغلال الموارد من قبل المنتجين. مؤكدة: على كل الجهات أن تتكاتف لإحياء الدراما القطرية والاهتمام بالفنان القطري وصناعة نجوم من داخل الوسط الفني القطري، وفتح المجال أمام الشباب للعمل والإبداع. لأن كل العناصر الفنية متوفرة وينقصنا فقط الإنتاج.
هدى المالكي: ضرورة الاستعانة بالفنان المحلي
قالت الفنانة هدى المالكي نحتاج لإنتاج درامي أكثر مما نراه حالياً، كما أننا نحتاج إلى تنويع الأعمال الدرامية واستمراريتها طوال العام، وألا نقتصر فقط على شهر رمضان حتى نحدث انتعاشة وزخماً حقيقياً على الساحة الفنية. وشدّدت على ضرورة تشجيع الكوادر المحلية من مؤلفين وكتّاب ومخرجين وممثلين وكوادر فنية، وأن نستعين بهم في إعمالنا الدرامية حتى نخرج خبرات قطرية في كافة عناصر العملية الفنية. وقالت تلفزيون قطر هو المسؤول الأوّل عن الإنتاج الدرامي في قطر، وهو قد بدأ في الإنتاج الدرامي خاصة هذا العام، حيث كانت عودة قوية بمسلسل الجار، إلا أن عملاً واحداً لا يكفي، ونحتاج إلى المزيد من الأعمال المميزة، كما أن دعم الفنانين القطريين والمحليين، خاصة الشباب، مسؤولية كبُرى تقع على عاتق منتجي الدراما، ويجب أن يقوموا بواجبهم في هذا الملف. مشيرة إلى أن لدينا طاقات فنية ممتازة ومواهب شابة واعدة تنتظر أن تأخذ فرصتها للظهور، فيجب أن نمد لهؤلاء أيدينا ونساعدهم ونقدّمهم عبر شاشاتنا المحلية إلى الجمهور.
ناصر الدوسري: نعاني شحّاً في جميع عناصر الدراما
قال المخرج ناصر الدوسري إن الساحة الدرامية تعاني شحاً في جميع مجالات العمل الدرامي. موضحاً: لا نملك عدداً كافياً من كتّاب الدراما ومُديري التصوير، ومهندسي الصوت، ومنتجي التنفيذ، ومساعدي المخرجين، حتى الفنانات العاملات بالساحة الفنية عددهن قليل جداً، مقارنة بعدد المسلسلات التي نأمل بإنتاجها في العام الواحد. وأكّد الدوسري أن هذا التراجع في كل مخرجات العمل الفني سببه غياب الجهات التي تتبنّى الفكر الدرامي، وتؤمن بأن الدراما هي القوة الناعمة القادرة على التأثير في المجتمع، وإيصال الرسائل، وتصحيح المفاهيم الخاطئة. مشدداً: مع تواصل غياب هذا الدعم، للكتّاب والمخرجين فلا يوجد أمل للنهوض بالدراما القطرية. وأضاف قائلاً: مطلوب تشجيع شركات الإنتاج، من خلال الدعم المادي والمعنوي لدخول مجال الإنتاج الفني، لأن هناك شركات كثيرة تخشى دخول المجال الفني والمجازفة برأس أموالها في صناعة قد لا تحقق لهم العائد المادي المأمول، مؤكداً أن فتح الباب لجميع الشركات لدخول المجال الإنتاجي، سيحدث حالة من الحراك والتنوّع الذي سيعود بالنهاية بالنفع على الفنان المحلي وعلى الدراما القطرية بشكل عام.