ووفقاً للدراسات القديمة، تتسم الأنهار بأن شكلها مقعر (مشابه للشكل الداخلي للوعاء)، لكن الدراسة الحالية تقول إن هذه ليست القاعدة بالنسبة لكل الأنهار وإنما تتسم بعض الأنهار بقطاع طولي شبه مستقيم. يقول المؤلف الرئيسي في الدراسة شوان آن تشن من كلية العلوم الجغرافية بجامعة بريستول، إن نتائج الدراسة لا تمثّل مفاجأة بالنسبة له.
وحصل الباحثون على بيانات قطاعات الأنهار من الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وتتضمن ملاحظات حول أكثر من 330 ألف نهر من جميع أنحاء العالم. وتعدّ الدراسة الحالية هي الأولى التي توضح أشكال الأنهار المتمايزة عبر المناطق المناخية المختلفة.
في المناطق الرطبة، تميل الأنهار إلى التدفق المستمر على مدار السنة، وهو ما يعني أنها تنقل باستمرار الرواسب وتؤدّي إلى تآكل جوانب النهر وتحويله إلى شكل أكثر تقعراً حتى يتم الوصول إلى التوازن.
وعندما يصبح المناخ أكثر جفافاً تتسبب الأنهار في إحداث تآكل أقل، وفي الأجواء القاحلة يكون التدفق غير متسق. وباستخدام نموذج رقمي يحاكي تطور النهر، تمكن الباحثون من دعم ملاحظاتهم والتأكيد على أن المناخ هو المحرك الرئيسي لهذا التغيير.