لماذا تخوض أمريكا حرباً لإصلاح أخطاء السعودية؟
الجيش الأمريكي لا ينتظر الإشارة من الدول الأجنبية للتدخل عسكرياً
قالت مجلة ناشيونال إنترست في مقال للكاتب دانييل ديبتريس إن هجمات الحوثيين الشهر الحالي على حقل «خريص» النفطي ومنشأة «بقيق»، أكبر مصنع لمعالجة النفط في المملكة العربية السعودية، أدّت إلى هز أسواق النفط الخام على المدى القصير، وأضافت طبقة أخرى من القلق لمنطقة الشرق الأوسط التي تعجّ بالفعل بالمشاكل. وتابعت الصحيفة وبحسب ما ورد، زوّد المسؤولون الأمريكيون الرياض بمعلومات استخباراتية حول الهجوم، الذي وقع جزئياً بواسطة صواريخ كروز ربما تم إطلاقها من إيران. في الوقت نفسه، قدّر المسؤولون في المملكة أن الهجوم تم بواسطة أسلحة إيرانية الصنع، لكن الحديث عمن قام بالهجمات ليس سوى جزء من التحليل. وأوضحت المجلة أنه ومن الضروري أن نتذكر أن السعودية، وليس الولايات المتحدة، هي التي تعرضت للهجوم، لكن يبدو أن واشنطن لا تهتم بهذا التمييز، حيث تربط بين المصالح الأمنية القومية الأمريكية والمصالح السعودية. وقد وردت أنباء أن البنتاجون يستعدّ لعمل عسكري محتمل ضد طهران كرد انتقامي، ويعرض على الرئيس عدداً من الخيارات، بما في ذلك استهداف أكبر مصفاة نفط في طهران بضربة عسكرية، ويبدو أن الاندفاع والتسرّع في العمل العسكري أمر شائع في واشنطن، حيث أخبر السيناتور «كريس كونز» قناة «فوكس نيوز» أن القيام بضربة عسكرية قد يكون مناسباً. لكن السيناتور مخطئ، وكذلك بقية الطبقة السياسية في واشنطن المستعدة لمثل تلك المواجهة. وبدلاً من الخضوع لمشاعر اللحظة، ينبغي على الرئيس «ترامب» أن يتأنى قبل اتخاذ قرار يكلف الولايات المتحدة والأمريكيين غالياً. ويجب وضع النقاط التالية في الاعتبار وهي أن السعودية هي من تعرضت للهجوم وليست واشنطن،وتعد «بقيق» عبارة عن منشأة مملوكة للسعودية، وتعمل على الأراضي السعودية، وتنتج النفط السعودي، وتعود أرباحها للخزانة السعودية، وقد يكون الهجوم بالطائرات بدون طيار أو الصواريخ على المرفق المهم انتهاكاً مباشراً لسيادة المملكة العربية السعودية وسلامتها الإقليمية، لكنه ليس هجوماً على الولايات المتحدة أو شعبها. وإذا كان هناك رد، فيجب أن تقوم الرياض بالتخطيط له وتنفيذه، ربما بالاشتراك مع شركائها ذوي التفكير المماثل في الخليج العربي، وكلهم مهتمون بضمان قدرتهم على الاستمرار في تصدير نفطهم بشكل مستقر دون تهديدات لا يمكن التنبؤ بها. الجيش الأمريكي موجود للدفاع عن الولايات المتحدة والشعب الأمريكي، ويتم استخدامه كملاذ أخير عندما تتعرّض المصالح الأساسية الأمريكية للخطر، ويجب ألا تحدّد أي دولة أجنبية، حليفة أو شريكة، متى تستخدم الولايات المتحدة القوة أو لا تستخدمها، وينبغي على واشنطن ألا تسمح لدولة أجنبية بسحب الولايات المتحدة إلى مُشاحنات لا علاقة لها بها.