السيسي سيكون كارثياً على أمريكا مثل شاه إيران
السيسي يتوهم أنه زعيم شعبي وجعل أي إصلاح سياسي أو اقتصادي أو إيديولوجي مستحيلاً

الدوحة – الراية: رأى مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليس الخيار الذي يجب أن تراهن عليه الولايات المتحدة، «فهو مثل شاه إيران من الممكن أن يكون كارثياً على أمريكا»، ودعا المقال إلى إعادة التفكير في العلاقة به. وأوضح كاتب المقال بريت ستيفنس أن دعم أمريكا للسيسي يجب أن يكون له ثمن يدفعه «الدكتاتور المفضل» للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في شكل إصلاح سياسي واقتصادي تدريجي. وقال إن على السيسي «قبل أي شخص آخر أن يفهم أن الأمريكيين ليسوا آلهة على الأرض».
وكشف ستيفنس أن السيسي نفسه قال له قبل عدة سنوات إن حرصه على ذاته، قبل حرصه على مصالح مصر، يجب أن يدفعه للكفّ عن العمل الفردي، أي الكف عن التصرّف كدكتاتور. وفي المقابل، وفي موقف مناقض قال له، حينها، إن أكبر خطأ ارتكبه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك هو استمراره في السلطة فترة طويلة، ليعلق ساخراً بأن الرئيس المصري السادس يقول عن الرئيس المصري الرابع إنه حكم طويلاً، بينما هو نفسه استولى على السلطة بالقوة العسكرية عام 2013، وأعاد انتخاب نفسه بنسبة 97% وعدّل الدستور ليستمر في الرئاسة حتى 2030. وواصل الكاتب سخريته من السيسي قائلاً إنه يتوهم أنه زعيم شعبي. ودعا الكاتب واشنطن إلى إعادة التفكير في علاقتها بـ”الدكتاتور المفضل” لترامب. وأكد أنه على السيسي أن يدفع ثمن علاقته بأمريكا في شكل إصلاح سياسي واقتصادي تدريجي. وشدّد على أنه على السيسي “قبل أي شخص آخر أن يفهم أن الأمريكيين ليسوا آلهة على الأرض”. وقال ستيفنس إن السيسي جعل أي نوع من الإصلاح السياسي أو الاقتصادي أو الإيديولوجي مستحيلاً، فهو يرغب في أن يختار المصريون واحداً من اثنين: هو أو الطوفان، وأضاف الكاتب بأن الطوفان هو الذي سيكسب المعركة في نهاية المطاف. وشدّد الكاتب على أن السيسي أضاع فرصة تاريخية ليكون نموذجاً في تاريخ مصر للتخلي عن المنصب طواعية مثل نيلسون مانديلا، حتى إن تخلى عن الرئاسة لجنرال مثله يثق فيه. كما أن السيسي أضاع فرصة لتقليص الدور الطاغي الذي يلعبه الجيش في الاقتصاد المصري، وفتحه للاعبين جدد لتخفيف الغضب الشعبي بإغلاق أحد مصادر الاحتقان السياسي في البلاد.
وقد طلب السيسي من الكاتب الأمريكي، بريت ستيفينز، زيارة بعض الأبنية الجديدة في مصر، ودعاه لعدم وصفها بـ»القصور». وقال الكاتب ستيفينز، إنه بعد لقاء الرئيس السيسي في نيويورك مع نحو 25 شخصاً آخرين، دعاني رأس النظام المصري لزيارة الأبنية الجديدة المبنية في مصر، وطلب مني عدم وصفها بالقصور. ونقل الكاتب الأمريكي عن السيسي قوله: «أين سأستقبل ترامب؟»، مضيفاً إن كلفة «القصور» هذه ضئيلة جداً، وطرازها ينبغي أن يكون مناسباً. ويواجه السيسي حملة شعبية يقودها المقاول والفنان المصري محمد علي، الذي كشف عبر سلسلة فيديوهات عن حجم الفساد بين قيادات الجيش، ومبالغ طائلة أسرفها السيسي على بناء قصور فخمة جداً له ولزوجته وعائلته.