المحليات
دعوا لتعديل لائحة التقويم السلوكي.. تربويون لـ الراية:

فصل الطالب المتأخر.. عقوبة غير تربوية

الإجراءات العقابية باللائحة بعيدة عن الأساليب التربوية

المدرسة يجب أن تكون بيئة جاذبة وليست طاردة للطلاب

تكليف الطالب بمهام داخل المدرسة يساهم في تقويم السلوكيات

الدوحة – الراية:

دعا عدد من الخبراء التربويين المسؤولين في وزارة التعليم والتعليم العالي إلى تعديل سياسة الضبط والتقويم السلوكي المطبقة في المدارس الحكومية وإعادة النظر في عقوبة فصل الطلبة المتأخرين صباحا بسبب تكرار المخالفة لأكثر من أربع مرات، معللين بأن الإجراءات العقابية المدرجة باللائحة أو السياسة بعيدة عن الأساليب التربوية. وأوضحوا أن الطالب حال طرده من المدرسة وعدم السماح له بالدخول بسبب تأخره لن يعود إلى المنزل خشية المحاسبة من الوالدين وهو ما يدفعه إلى قضاء تلك الأوقات في ارتكاب مخالفات وأخطاء سلوكية، فضلا عن تعريض حياته للخطر وتركه فريسة لرفقاء السوء.

 

وشددوا على ضرورة أن تكون المدرسة بيئة جاذبة للطالب وليست طاردة له، مؤكدين أهمية احتواء المدرسة أبناءها الطلبة وتفعيل دور الأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي لحل مشكلة الطالب.

وأكدوا أن عقوبة الفصل قد تكون مرضية للطالب وبمثابة مكافأة لأن الطالب في التعليم الأساسي والعام لا يعرف مصلحته الحقيقية في تلك المرحلة العمرية.

وشددوا في الجانب الآخر على ضرورة تعاون أولياء الأمور مع المدارس لتعزيز انضباط الطالب والتزامه.

ودعوا لاتباع أسلوب الواجبات وليس العقوبات في مثل تلك الحالات والتي يؤديها الطالب داخل المدرسة وتعدل من سلوكه، عبر تكليفه بمهام يقوم بتنفيذها.

يذكر أن سياسة التقييم السلوكي تقضي بأنه خلال 3 مرات يتم أخذ تعهّد على الطالب ويبلغ ولي أمره بالإجراءات المتخذة، وفي خامس مرة يسجل الطالب «غياب» ولا يدخل الطالب إلى الصف دون حضور ولي الأمر.

 

 وتتباين مواقف الدول في أنظمة التعليم العالمية تجاه عقوبة الفصل حيث يقر نظام التعليم البريطاني وفقا «للصحف والدوريات والمواقع المتخصصة في التعليم» نظام الفصل المؤقت والنهائي ضمن عقوبات اللائحة السلوكية بل بدأ السماح مؤخرا بإعادة العقوبات الجسدية كالضرب كسبيل لسيطرة المعلم على الطلبة ومنع الشغب والمشاجرات بين الطلبة فيما يعارض مختصون في علم النفس أسلوب الضرب كوسيلة تأديبية.

وفي المقابل يمنع نظام التعليم في روسيا عقوبة الفصل ويعتبر أنها تفوق الصلاحيات المخولة للمعلم، فضلا عن اعتبارها عقوبة مخالفة للقانون نظرا لأنها تحرم الطالب من الحق في الدراسة.

 

عبد العزيز السيد: فصل الطالب أسلوب العاجز

طالب الخبير التربوي الأستاذ عبد العزيز السيد بتغيير لائحة «سياسة الانضباط والتقويم السلوكي» المطبقة بالمدارس، مبينا أن فصل الطالب بسبب تأخره أكثر من مرة وتركه خارج أسوار المدرسة لا يمارس في الدول المتقدمة.

وقال: هذا الأسلوب هو أسلوب العاجز ويجب أن يتم تغييره واتباع أسلوب الواجبات وليس العقوبات في مثل تلك الحالات والتي يؤديها الطالب داخل المدرسة وتعدل من سلوكه. وأكد أن الطالب كثير التأخير أو الغياب خلفه مشكلة يجب أن تحل والعقوبة لن تؤدي الغرض في إصلاح الطالب. وشدد على ضرورة تضمن اللائحة حلا جذريا للمشكلة، منوها بأن معالجة المشكلة بمشكلة أخرى خطأ. وقال: الأمر ظاهريا يكون تأخر الطالب ولكن لابد لنا من معرفة السبب وإجراء بحث حالة الطالب للوقوف على السبب ووضع حل ناجع لمشكلة كل طالب. وأضاف: المدرسة لابد أن تكون بيئة جاذبة للطالب وليست طاردة له، حيث يجب أن تحتوي المدرسة أبناءها الطلبة وأن يتم تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي لحل مشكلة الطالب.

 

سلمان السليطي: الفصل يدفع الطالب لرفقاء السوء

ويؤكد الخبير التربوي الأستاذ سلمان السليطي أن فصل الطالب المتأخر صباحا لأكثر من مرة يعرضه للمخاطر ويدفعه إلى التجول بالشوارع وارتكاب مخالفات وصدور أفعال عشوائية وغير متوقعة منه.

وقال: الطالب حال طرده من المدرسة وعدم السماح له بالدخول بسبب تأخره لن يعود إلى المنزل خشية المحاسبة من الوالدين وهو ما يدفعه إلى قضاء هذه الأوقات في ارتكاب مخالفات وأخطاء، فضلا عن تعريض حياته للخطر وتركه فريسة لرفقاء السوء.

ودعا إلى تعديل سياسة الضبط والتقويم السلوكي وإعادة النظر في عقوبة فصل الطلبة المتأخرين صباحا، معللا بأن الإجراءات العقابية المدرجة باللائحة أو السياسة بعيدة عن الأساليب التربوية.

وشدد على ضرورة احتضان المدرسة للطالب واحتوائه وإسناد مهام بديلة كعقاب له داخل الحرم المدرسي.

 

إبراهيم الماس: التكليف بأعمال مدرسية أفضل من الطرد

يرى الخبير التربوي الأستاذ إبراهيم الماس أن موضوع فصل الطالب المتأخر صباحا موضوع قديم جديد، لافتا إلى أن الفصل هو معالجة للموضوع بشكل خاطئ، مشيرا إلى أن طرد الطالب من المدرسة إذا تكرر غيابه إجراء غير تربوي.

وقال: الطالب قد يفرح إذا فصلته ولكن المشاكل التي ستقع من الطالب بعد ذلك تتحملها المدرسة أم ولي الأمر؟

وذهب إلى أن حجز الطالب في المدرسة وتكليفه بأية أعمال أو مهام أفضل من تركه على الطريق خارج أسوار المدرسة، لافتا إلى أن احتواء الطالب وتكليفه بمهام داخل المدرسة كعقاب له سيعدل قطعا من سلوكه وسيعزز عملية احتوائه من قبل المدرسة.

وشدد على ضرورة بحث حالة الطالب ومعرفة سبب التأخر وإذا ما كان من الزحام أو من توصيل ولي الأمر وذلك لأن الطالب قد لا يكون السبب في التأخير، لافتا إلى أن بحث حالة الطالب سيوقفنا على السبب ومن ثم يمكننا وضع الإجراء العلاجي المناسب.

وتساءل: أين يذهب الطالب حين يتم إغلاق باب المدرسة في وجهه؟

وذهب إلى أن كثيرا من المشاكل حدثت بسبب فصل الطالب وتركه خارج أسوار المدرسة، لافتا إلى أن هناك طلبة يتسلمهم أهاليهم من المستشفيات.

 

 

إبراهيم الدربستي: الردع ضرورة لتحقيق الانضباط

يرى الأستاذ إبراهيم الدربستي مدير إدارة التوجيه التربوي الأسبق أن القانون لكي يطبق لابد أن يكون رادعا، معللا بأن القانون المرن لن يردع الطالب أو ولي الأمر.

وقال: توابع الفصل يفترض أن تكون رادعا للطالب وولي الأمر ودافعا لالتزام الطالب، والفصل عقوبة موجودة ومطبقة في الأنظمة التعليمية بالعالم كله.

وأضاف: الأفضل من الفصل أن يلتزم الطالب وأن يدفعه ولي الأمر إلى الالتزام والانضباط.

وقال: شدة العقوبة هدفها لفت انتباه الطالب وولي الأمر وهو أمر مطلوب لتعزيز الانضباط والحفاظ على الالتزام في البيئة التعليمية لأنه لا وجود لأي عملية تعليمية في ظل غياب الانضباط. 

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X