المحليات
أبرزها التحدث مع الأغراب والتعرض للتنمر

خبراء يحذرون من مخاطر الألعاب الإلكترونية على الفتيات

الألعاب الإلكترونية تضعف المهارات الاجتماعية للأطفال

ضرورة شغل أوقات الأبناء ببرامج ترفيهية وأنشطة رياضية

توعية الفتيات بطريقة التصرف حال تعرضهن للتنمّر

كتبت – هبة البيه:

حذر عددٌ من خبراء علم النفس والاجتماع والتربويين من مخاطر ممارسة الفتيات للألعاب الإلكترونية العنيفة، والتي تسبب لهن العزلة وتعرضهن لمخاطر التنمّر إلى جانب التحدث لأشخاص غرباء لا يعرفونهن، لافتين إلى أن الألعاب الإلكترونية تضعف المهارات الاجتماعية للأطفال، وأن الألعاب الإلكترونية لديها تأثيرات مضاعفة على الفتيات، خاصة أن الفتيات أصبحن ينافسن الأولاد في الألعاب الإلكترونية بما فيها الألعاب القتالية والعنيفة.

وحدد هؤلاء في تصريحات ل الراية عدداً من التأثيرات السلبية على الفتيات منها إثارة مشاعر العنف والعصبية لديهن ، وتنمية الشعور بالأنانية لما في هذه الألعاب من طبيعة تنافسية غير تعاونية تنمي هذا الشعور بالرغبة في الفوز وحب الذات، كما تتسبب في زيادة العزلة الاجتماعية، خاصة أن الفتيات أكثر ميلاً لهذه العزلة، لافتين إلى أن تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال لا يفرق بين الجنسين ولكن هناك تأثيرات مضاعفة على الفتيات، خاصة أنها تتسبب في فقدان بعض الصفات الأنثوية في العطف والحنان على الآخرين ليحل محلها الأنانية وحب الذات والعنف. وحذروا من خطورة الألعاب الإلكترونية المتصلة بشبكة الإنترنت والتي يتعرض خلالها الأطفال والفتيات للتحدث مع أشخاص آخرين غرباء لا يمكن السيطرة على من يخاطبهم فلا توجد رقابة على الأفكار التي تُنقل للأطفال من خلال اللعب أو التحكم في الألفاظ التي تُنقل لهم.

 

د. موزة المالكي: تأثيرها مُضاعف على الفتيات

قالت د. موزة المالكي- معالجة نفسية: مؤخراً أصبحت اهتمامات الفتيات تتشابه مع الأولاد في الألعاب الإلكترونية التي باتت لها مخاطر عديدة على الجنسين، لافتة إلى أن هذا الأمر لم يكن موجوداً في الماضي عندما كان يلعب الأطفال في الأحياء فقد كانت للفتيات ألعاب مختلفة عن الأولاد. وتابعت: إن التطور التكنولوجي وعدم نزول الأبناء للشارع أو ممارسة أنشطة خارج المنزل جعلت الاهتمامات متشابهة ما يدفع الفتيات لمنافسة الأولاد في كافة الألعاب الإلكترونية ومنها العنيفة، وتتشابه انفعالاتهم وصراخهم. وأوضحت أنه لا شك أن هذه الألعاب الإلكترونية لديها تأثير مُضاعف على الفتيات، خاصة أن الفتيات أكثر ميلاً للعزلة الاجتماعية ما يؤثر عليهن أكثر من الأولاد، وأن تربية الفتيات تتطلب إدماجاً أكثر في المجتمع، وبالتالي فالتأثير السلبي مُضاعف على الفتيات.

وأكدت أن الألعاب الإلكترونية لا تساهم في تطور الذكاء لدى الأطفال بل بالعكس تضعف مهاراتهم الاجتماعية، خاصة مع ترك أولياء الأمور أبناءهم يلعبون هذه الألعاب بصورة منتظمة وبالساعات يومياً.

وأكدت على ضرورة أن يتم تحديد الوقت والانتباه على الأبناء ورقابتهم خلال اللعب الإلكتروني، وأن يجعلوهم يمارسون أنشطة أخرى مفيدة مثل القراءة بنفس عدد الساعات التي يلعبون فيها.

 

خالد العماري:ألعاب تحمل قيماً غريبة

قال خالد العماري – خبير تكنولوجيا المعلومات: إنه ليست كل الألعاب الإلكترونية سيئة فهناك ألعاب تنمي الذكاء وبعض المهارات والتفكير وهكذا، ولابد من مراعاة الفئة العمرية للألعاب فهناك العديد من الألعاب محددة بفئة عمرية وهي تكون غير مناسبة للفئات الأصغر، لافتاً إلى أنه ينبغي كذلك مراعاة أن هذه الألعاب مصنوعة بقيم الغرب ومقاييسهم، وهناك بعض من الألعاب تحمل قيماً غريبة ومغايرة عن قيم مجتمعنا ينبغي الحذر منها. وتابع: إن غالبية الألعاب هدفها الرئيسي إثارة المشاعر حتى لو كانت اللعبة جيدة ومناسبة للعمر هناك خطورة أخرى وهي اتصال اللعبة بشبكة الإنترنت وتواصل الطفل أو الطفلة مع الآخرين وهنا تكمن الخطورة فلا يوجد تحكم فيمن يلعب الأطفال معهم ولا نعرف من يخاطبهم. وأضاف: إن التربويين يحاولون محاربة آثار هذه الألعاب ولكن لا توجد آلية واضحة لمواجهتها، ويقتصر دورهم على توعية الأسر، لافتاً إلى أهمية عدم السماح للأطفال، خاصة الفتيات بالدخول لهذه المجتمعات وسط هذه الأجواء بدون رقابة.

ظبية المقبالي: مطلوب تشديد الرقابة الأسرية

قالت ظبية المقبالي- المرشدة النفسية والمجتمعية بجمعية «وياك» للصحة النفسية: إنّ كل ما تحتويه التكنولوجيا حالياً وصل لمرحلة الإدمان سواء للصغار أو الكبار، وكذلك طال الجنسين وزاد استخدامها بصورة ملحوظة مؤخراً، لافتة إلى أن كل شيء له استخدام إيجابي وسلبي.

وتابعت: إنّ الفتيات أصبحن يزاحمن الشباب في كافة الألعاب الإلكترونية ومنها الألعاب القتالية وغيرها من الألعاب التي لم تعد مقتصرة على الشباب، وذلك مرتبط كذلك بأن المجالات العسكرية والحربية لم تعد حكراً على الشباب كما في الماضي. ولفتت إلى أن الألعاب الإلكترونية يتخللها خواص أخرى مثل التواصل والتعرف على الآخرين ومنافستهم والتحدث معهم، وهو ما اتضح خلال الألعاب المنتشرة هذه الأيام وهو ما له مخاطر عديدة على الأبناء والفتيات تحديداً.

وأضافت: بالفعل تلقينا في خدمة الاستشارات الهاتفية بالجمعية العديد من الاتصالات من أولياء أمور يشتكون من إدمان أبنائهم وبناتهن الألعاب الإلكترونية حتى إنهم يقومون بتكسير وتدمير كل ما حولهم ويدخلون في صراخ مستمر للمطالبة بالاستمرار في اللعب، لافتة إلى ضرورة أن يقوم الآباء بسحب مثل هذه الأجهزة تدريجياً من أياديهم وشغل أوقاتهم بأشياء ترفيهية أخرى ورحلات وألعاب رياضية وتفاعلية وأن يكون هناك برنامج ترفيهي بديل عن هذه الألعاب.

وأضافت: نحذر أغلب الأهالي، خاصة ممن لديهم أبناء في مرحلة الطفولة والمراهقة عدم الاعتماد على الألعاب الإلكترونية في هذا الوقت الذي يتشكل فيه وعي وتفكير الأبناء وننبه عليهم بخطورة استغلال الأبناء نفسياً أو جنسياً أو عاطفياً مع هذه الألعاب وإلا سيكوّنون صداقات عبر هذه الألعاب أو الدخول في نقاشات فقد يسلم الطفل/ الطفلة، نفسه للطرف الآخر، مشددة على ضرورة القرب من الأبناء وتشديد الرقابة عليهم بشكل غير مباشر من خلال مشاركتهم اللعب والتعرف على ما يتعرضون له تحديداً، وأن يعملوا على تقوية الوازع الديني والأخلاقي لدى الأبناء.

د. أحمد الساعي: معظم الألعاب الإلكترونية تسبب العصبية

أكّد د. أحمد الساعي- أستاذ بكلية التربية بجامعة قطر على أن الألعاب الإلكترونية لها العديد من التأثيرات على الفتيات اللاتي أصبحن ينافسن الشباب في هذه الألعاب، لافتاً إلى أن الألعاب الإلكترونية تقوم أول شيء بإثارة الأعصاب، مما يسبب الشعور بالعصبية والعنف خاصة أن جميع الألعاب الإلكترونية هي ألعاب تنافسية وبالتالي فهي غير مناسبة لطبيعة الإناث. وتابع: إنه نادراً ما نجد في الألعاب الإلكترونية ألعاباً تعاونية ولكن جميعها تنافسية ما ينمي الشعور بالأنانية، وبالتالي عندما تدخل الفتيات هذا المجال فينمو لديهن الشعور بحب الذات أكثر من طبيعتها الأنثوية في العطف والحنان على الآخرين.

ولفت إلى أن هناك تأثيرات مباشرة للألعاب الإلكترونية ،خاصة الألعاب العنيفة والتنافسية على طبيعة شخصية الفتاة وطريقة تفكيرها، خاصة أنها أصبحت متأثرة بما حولها من ألعاب وإلكترونيات، بالإضافة إلى أن هذه الألعاب كلها مستوردة من الخارج من ثقافات مختلفة وطبيعة تختلف عن عادات وتقاليد مجتمعاتنا مما يؤثر سلباً على الفتيات.

وأضاف: إن أولياء الأمور حالياً يواجهون تحديات كبيرة وعليهم أن يكونوا على دراية بثقافة الطفل وأن يتابعوا طريقة اللعب ويلاحظوا تأثيراته على بناتهم، فإذا تمت ملاحظة العصبية على الفتاة أو التشنج وما إلى ذلك من أعراض فيجب منعهن والحد من هذه الألعاب، وإشغالهن بأشياء أخرى تبعدهن عن هذه الإلكترونيات.              

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X