ثقافة وأدب
الحركة في حالة يُرثى لها.. إبراهيم محمد:

مشكلات المسرح لا تُحل بوجهة نظر واحدة

المعايير المفروضة أربكت الحركة المسرحية

الفرق تعمل حسب رؤيتها ولا تقبل التوجيه

غياب مبدعين عن الساحة سببه فرض أسلوب معين

أعيدوا للمسرح مواسمه ولمهرجاننا مكانته

أتمنى إعادة التربية المسرحية والمركز الشبابي

الدوحة – الراية:

أكّد الفنان إبراهيم محمد، رئيس مجلس إدارة فرقة الدوحة، أن الحركة المسرحية باتت في حالة يُرثى لها، وتعاني من تراجع شديد، بل إنها قابلة للانهيار في أي لحظة، ونوّه إلى أن من يحاول القضاء على تاريخ الحركة المسرحية القطرية أو يتجاهل من ساهموا في انتشار المسرح القطري، وكل الإنجازات التي صنعها المبدعون سيتحمل تبعات هذا الأمر مستقبلاً بإصراره على هضم حق كل تلك السنوات التي مرت بها الحركة بأعمالها ومبدعيها، وأشار أن الحركة المسرحية تراجعت كثيراً بعد الضربة الأولى ممثلة بدمج الفرق المسرحية في عام 1994م. وأضاف: نخشى أن تكون الضربة القاضية للحركة المسرحية في الطريق، وهناك مؤشرات واضحة تساهم وتدلل على هذا الأمر.. تحدثت الراية مع رئيس فرقة الدوحة المسرحية في حوار مفصل من أجل الوصول إلى حلول، أو وصفة قادرة على الخروج بالمسرح القطري من عنق الزجاجة التي كلما كاد يخرج منها عاد إليها من جديد، كما طرحنا عليه العديد من المحاور التي تخص مستقبل الحركة المسرحية.

• ما هي الوصفة العلاجية لمشكلات المسرح القطري من وجهة نظرك؟

– مشكلات المسرح القطري لا تُحل بوجهة نظر واحدة أو برأي واحد، الحل يأتي جماعياً وبلجنة مشكلة لمناقشة كل الأمور التي تهم الحركة المسرحية وفي كل الاتجاهات التي تدعو إلى التطوير أو التغيير وفي كل ما يهم الحركة المسرحية، والانفراد بالرأي أو القرار لا يؤدي إلا إلى التراجع، والدليل غياب مبدعين كانوا فاعلين في الحركة المسرحية عن الساحة مجبرين بسبب فرض أسلوب معين، والوصفة العلاجية لمشكلات المسرح القطري يجب أن تبدأ بالابتعاد عن فرض الرأي، وعدم التدخل في تقديم أسلوب معين، خاصة أن المسرح عباءة تخرج منها أشكال وأنواع متعددة ومتنوعة.

• ما خطة فرقة الدوحة لمواجهة الصعاب التي يمر بها المسرح؟

– فرقة الدوحة ككل الفرق الأهلية ملتزمة بتقديم العروض المسرحية خلال الموسم المطروح، والمتغير في موعده والذي لا تعرف بدايته من نهايته، وهي جزء لا يتجزأ من الحركة المسرحية القطرية التي تعمل بكل قوتها لتسهم في تقديم الأعمال المتميزة بأسلوبها المعتاد الذي نقتنع به، ونحاول من خلاله تقديم عروض تتميز بكونها تحقق فرجة مسرحية تمتع المتلقي.

• حدثنا عن وضع الفرق المسرحية؟ وما الذي ينقصها لتعود لممارسة دورها الصحيح؟

– الفرق المسرحية الأهلية بحكم دعمها من وزارة الثقافة والرياضة تعمل جاهدة في الاستمرار في توجهاتها الفنية بالمشاركة والمساهمة في تقديم الأعمال المسرحية، في كل الظروف والأوضاع التي تسهم في تنشيط الحركة المسرحية، ونحن كفرق ندعم أي توجه للتطوير والإبداع في مجالنا المسرحي، ولكن ليس بفرض رؤية نراها غير مجدية أو لا تخدم الحركة، بل حسب رؤيتنا وتطلعنا لتقديم الأعمال التي تسهم في إثراء الساحة، كما أنها مستمرة في الإنتاج وتقديم الأعمال المسرحية، ولم تتوقف عن المشاركة، ودورها ريادي ويشهد الكل على ذلك.

• ما تعليقك حول ما يخص التجارب الشبابية الحالية، وما مدى الاهتمام الذي يلقونه من قبل الفرق الأهلية أو القائمين على المسرح؟

– نحن ندعم وبكل قوة كل ما يخص التجارب الشبابية في الحركة المسرحية القطرية مهما كانت هذه التجارب قوية أو متوسطة، لذلك ومن منطلق انخراط الشباب في الحركة المسرحية ندرك أنهم الجيل القادم لتحمل المسؤولية، ونحن نمد لهم يد العون والتشجيع، وخلال التجارب السابقة رأينا الكثير من الشباب الذين قدموا عروضاً مسرحية سنوية عن طريق المدارس، ولكنهم اختفوا بحكم أنهم يشاركون في العروض المسرحية لمجرد تقديم عرض في مسابقة فقط، وهذه التجارب ليست مجدية بالنسبة لهم بعكس الشباب الذين شاركوا في عروض مسرحية عندما كانت التربية المسرحية أو المركز الشبابي يشرف عليهم ويؤهلهم، من خلال أساتذة أصحاب الخبرة في المسرح، حيث يدربونهم تدريباً علمياً ويشرفون عليهم من بداية حياتهم المسرحية، ويتابعونهم في كل المراحل المدرسية إلى أن ينخرطوا في الحركة المسرحية، وهناك في الفترة الحالية شباب لهم تجارب كثيرة ناجحة يساهمون مع الرعيل الأول وأصحاب الخبرة في تقديم عروض مسرحية، وهنا أشد على يد المخرج فالح فايز الذي لم يبخل بدعم الشباب في دفعهم للمشاركة في العروض المسرحية التي ينتجها، وللتربية المسرحية والمركز الشبابي الفضل بعد الله للكثير من الأسماء الشبابية الذين ينافسون على جوائز داخلياً وخارجياً، وأتمنى أن يتم التفكير جدياً بإعادة التربية المسرحية والمركز الشبابي لينضم الطلاب والشباب لهذين المعملين ويتمكن أبناؤنا من الاستفادة من تجارب مسرحية حقيقية.

• هل أنت مع أم ضد إلغاء المهرجانات المسرحية واستبدالها بموسم، وهل يتعارض الاثنان معاً حسبما يرى المسؤولون؟

– أنا ضد إلغاء أي مهرجان وبالأخص مهرجان الدوحة المسرحي الرسمي فهل يُعقل لدولة تهتم كثيراً بالفن والثقافة ألا يكون لها مهرجانها الرئيسي الخاص، وكيف يُعقل أن نلغي مهرجان الدوحة المسرحي بعد أكثر من (35) دورة، رغم أنه أحد أهم المهرجانات العربية لمجرد أنه لا يعجب المسؤولين. أما فيما يتعلق بالموسم المطروح، فيؤسفني أن يتم تحديد مواعيد العروض الخاصة به حسب المزاجية، لذلك لا أرى أنه يمكننا وصفه بالموسم، فالموسم يجب أن يكون مستمراً طوال العام، ويتم تقديم العروض فيه حسب أولوية حجز مسرح قطر الوطني، لا أن يشهد تحديد عروض بعينها ثم توزع الجوائز بين هذه العروض، وعلى ذلك نقول أعيدوا للمسرح موسمه السابق وأعيدوا لمهرجاننا هيبته ومكانته، فنحن لسنا ضد إشهار أي مهرجان يسهم في إثراء وخدمة الحركة المسرحية ولكن استغرب من إشهار مهرجان جامعي، والفرق المسرحية لا تملك مهرجانها الخاص وتستبعد عن المشاركات في المهرجانات الخارجية!.

 • لماذا لا يوجد لدينا نجوم شباك جدد قادرون على جذب الجمهور للمسرح مرة أخرى؟

المسرح لا يصنع نجم شباك مع احترامي للجميع، الدراما التلفزيونية هي التي تصنع نجوم الشباك، لأنها سريعة الانتشار، وعندما يبدع الفنان من خلال الشاشة، ثم يقدم عرضاً مسرحياً سترى الجمهور يتوافد على المسرح لمشاهدته وهنا يسمى بنجم الشباك.

• هل تعتقد أن فرض معايير محددة على الإنتاج المسرحي يحد من الإبداع وجذب الجمهور؟

– المعايير المفروضة لتقديم أي عمل مسرحي سبب من الأسباب التي تربك الحركة المسرحية ومن الصعب الالتزام بها، ما يؤدي إلى خلق جو من القلق والتوتر في حالة تقديم عرض مسرحي وهذه المعايير بالفعل تحد من الإبداع وتقديم عرض جيد. بدايةً من الموافقة على النص المسرحي وحتى اختيار المخرج والممثلين والمشاركين الآخرين والدعاية وكل ما يخص العرض المسرحي، ونفس الحالة تنطبق على لجنة الاختيار والتقييم بحيث يتم تقييم العمل المسرحي على ليلة عرض مسرحية ونسبة الحضور والمشاركين في العمل المسرحي، الحركة المسرحية لن تتطور بهذا الأسلوب وهذه المعايير.

• ما هي أسباب عدم عودة الجمهور للمسرح رغم محاولات المسؤولين والفنانين أيضاً؟

الجمهور المسرحي متواجد في العروض المسرحية، والإقبال ممتاز، لكن هناك من يقيّم الأمر بعدم حضور الجمهور لعرض خلال ليلة أو ليلتين، ولكن الجمهور متواجد وبشكل كبير، فقد يكون الجمهور قد ابتعد عن عرض ما أو عرضين، ولكن هذا ليس مقياساً على ابتعادهم عن الحضور للمسرح بصورة عامة، فلا ينبغي أن نحكم على الكل، خاصة أن هناك جمهوراً يحضر لفنان محدد، وهناك جمهور يأتي ليشاهد العرض ويستمتع، وهناك من يأتي لمجرد أن يضحك ويخرج، وعلى ذلك ذلك لا يجب أن نحكم بأن الجمهور ابتعد عن المسرح ونقنع أنفسنا بهذا الأمر.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X