السينما القطرية تقفز لمستويات غير مسبوقة
فيلمي «المسرح المكشوف» حصل على إشادة جماهيرية كبيرة
هناك مشاريع عديدة قيد التنفيذ لإنتاج أفلام طويلة قطرية
قمرة فرصة للتعرف على أحدث أساليب صناعة السينما

كتب – مصطفى عبد المنعم:
أكد صانع الأفلام مهدي علي أن الاهتمام الكبير بالسينما المحليّة خلال الأعوام الأخيرة أفضى إلى وجود منتج قطري سينمائي على مستوى عالٍ وغير مسبوق، وقال المخرج القطري في تصريحات ل الراية على هامش مشاركة فيلمه «المسرح المكشوف» في عدد من المهرجانات السينمائيّة الدوليّة أن استمرارية الدعم دفع صنّاع الأفلام إلى مواصلة العطاء والمحاولات لإنتاج أعمال متميّزة لها القدرة على التنافس مع أفلام أخرى من مختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أن مستوى الأعمال المشاركة في برنامج صنع في قطر بمهرجان أجيال السينمائي هذا العام هي خير دليل على ذلك خاصة بعد أن أبهرت كل من شاهدها.
وأعرب مهدي عن سعادته بالمشاركة في مهرجان بوف الدولي للأفلام القصيرة بفيلم «المسرح المكشوف» الذي شارك في نفس التوقيت بمهرجان بكين الدولي للأفلام القصيرة، وهو الفيلم الذي سبق أن شارك في العديد من المهرجانات، وشارك في قسم مسابقة الأفلام القصيرة للتنافس على سباق جائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير بمهرجان شيكاغو السينمائي الدولي بأمريكا، والفيلم من بطولة الفنان عبد الله غيفان، ونور عبدالعزيز، وعهد حسان، وخلود الأنصاري، وسناء الحبيب، وزويا، كما شارك الفيلم في مهرجان الأفلام البولندي العالمي. معرباً عن سعادته بردود الأفعال الإيجابية في عيون جمهور بلدان لها تاريخ قديم في صناعة السينما بعد مشاهدتهم لأفلام قطرية أو ساهمت مؤسسة الدوحة للأفلام في تمويلها، وأن تشارك جنباً إلى جنب ضمن مجموعة متنوّعة من الأفلام من جميع القارات.
منصة سينمائية
وأضاف قائلاً: لقد تفاجأت بأعداد المشاركين الكبيرة في المهرجان من مختلف دول العالم، وكان من السهل لقاء عدد منهم وهو ما يعد من أهم المكاسب الحقيقية لهذه المشاركات، فالتقيت بفنانين من الهند واليابان وبوليفيا وأمريكا وكندا وكذلك البعض من دول شمال أوروبا، والمهرجان لديه منصة سينمائية لعرض مشاريع الأفلام المشاركة، ويقيم ورش عمل مصاحبة في تخصصات فنية وسينمائية متعددة طيلة أيام المهرجان، واهتم المهرجان هذا العام بتدريب المشاركين على أهمية نواحي الإنتاج والترويج من خلال الوسائط الحديثة مثل منصات التواصل الاجتماعي. وأشاد مهدي علي كثيراً بجمهور هذه المهرجانات قائلاً: الشيء اللافت للنظر في هذا المهرجان هو الجمهور الكثيف والذي يظل هادئاً بعد انتهاء الفيلم من دون تصفيق، فلا تعرف إذا كان الفيلم قد أعجبه أو لم يعجبه، ولكن من خلال الحوار معهم ومناقشتهم تندهش من ثقافتهم العالية وقدرتهم على قراءة مشاهد الفيلم ببراعة منقطعة النظير، ولهم ذوق عالٍ جداً للأفلام الفنيّة البعيدة عن أفلام الهوليوود، والحمد لله نال إعجابهم للفيلم وقد لمست بنفسي مدى الشغف لدى الجمهور في هذا المهرجان للتعرّف على عادات وتقاليد المجتمعات العربية والخليجية خاصة من خلال الأفلام التي عرضت، وكانت الصالة ممتلئة ولم يخرج أحد منها إلا بعد انتهاء الأفلام التي عرضت في فئة الأفلام العربية للمهرجان. لافتاً إلى أن مشاركته في المهرجانات تكسبه المزيد من الخبرات من خلال التعرّف على المدارس المختلفة في عالم صناعة السينما كما أنني أتعلم الكثير عن نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور في هذه المناطق.
مشاركات دولية
وأضاف قائلاً: اختيار فيلمي من قبل المبرمجين لهذه المهرجانات دليل على أنني في الطريق الصحيح نظراً لاتباعي أساليب ومعايير احترافيّة في إخراج فيلم المسرح المكشوف وأنا أودّ أن أشكر فريق عمل الفيلم وكل الذين ساعدوني في توفير الإمكانيات لتحقيق رؤيتي الفنيّة في مجال السينما، وأتمنّى أن يحدث ذلك في عملي السينمائي القادم. وأضاف: حرصت على لقاء عدد كبير من صناع الأفلام الأمريكيين والأوروبيين وتبادلنا النقاشات المثمرة حول سبل تطوير التعاون المثمر فيما بيننا والتواصل من أجل الاستفادة من هذه الطاقات في مشروعي الخاص بأول فيلم روائي طويل بالنسبة لي وأنا الآن في مرحلة كتابة السيناريو والفيلم سيناقش ظاهرة اجتماعية وهي الطلاق، واخترت اسماً مبدئياً للفيلم وهو «دريمة».
أفلام طويلة
وحول أسباب عدم وجود فيلم طويل محلي قال: الإنتاج السينمائي المحلي ما زال في طور اكتساب الخبرات ونحن الآن نعمل على إنتاج الأفلام القصيرة، وهذه الأفلام تعبّر عن تجارب السينمائيين في مجال السرد البصري والقدرة على التعامل مع الكاميرا في خلق صور تحكي حكاية بصرية، وللحقيقة هناك مشاريع متعدّدة تمضي قدماً في هذا الاتجاه وإن شاء الله ترى النور قريباً فنحن نعلم تمامًا أنه عندما نريد ذكر الأفلام السينمائية في الساحة العربية نذكر الأفلام الطويلة ولا نذكر الأفلام القصيرة.
قمرة السينمائي
وعن رأيه في ملتقى قمرة السينمائي قال مهدي علي: يتميّز قمرة بعقده للقاءات مثمرة مع خبراء في عالم السينما، فهو ليس مهرجاناً يحتفي بنجوم السينما على السجادة الحمراء أو يتنافس صنّاع الأفلام على جوائزه، وشخصياً استفدت كثيراً من اللقاءات الجانبيّة مع خبراء قمرة في مجال التعرّف على أساليب ومناهج الإخراج والكتابة السينمائيّة.