المحليات
خلال الجلسة العامة للمنتدى.. نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية:

نحتاج نظام حوكمة يراعي المصالح الدولية والوطنية

لابد من تعاون الدول لمواجهة التحديات وجعل العالم مكاناً أفضل

النزاعات وتغيير الطبيعة والحروب السيبرانية تحديات متسارعة

الحروب التقليدية أصبحت تعتمد على الطائرات بدون طيار

المنتدى يعتبر منصة رائعة لتبادل وجهات النظر والآراء والخبرات

قطر تسعى للعب دور مؤثر في مواجهة التغيّر المُناخي

متابعة – منال عباس:

أكّد سعادة الشّيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيّة، على أهمية وجود نظام حوكمة أفضل بالنظام الدوليّ يُراعي المصالح الدولية والوطنية.

وقال: هذا النظام لابدّ أن يتيح كل الحقوق لدول العالم، كما يجب أن تلتزم الدول بكل المسؤوليات التي يجب عليها القيام بها، وشدّد على أنه لإيجاد تلك الحوكمة فإنه لابدّ من تعاون الدول بعضها مع بعض لمُواجهة تلك التحديات وجعل العالم مكانًا أفضل.

وأوضح سعادته خلال مشاركته في الجلسة العامة التي تناولت «الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب» أنّ العالم يشهد تفاقمًا للأزمات، لم تكن لتحدث، لو وجدت آليات فعّالة تجمع حولها الدول، شرط مراعاة المصالح الوطنية لكل دولة.

وطالب بوجود نظام حوكمة قويّ لأي كيان دولي يُراعي في طياته طبيعة الشعوب والمُجتمعات ومتطلباتها ويعمل على بناء تواصل أفضل بين تلك المُجتمعات والشعوب، حتى يمكن أن يتحقق التقدم والنجاح لذلك الكيان، ونوّه سعادته بتجربة الاتحاد الإفريقيّ.

وقال سعادته: إذا سارت الدول في هذا الاتجاه لأصبح العالم مكانًا أفضل وقادرًا على تجاوز العديد من الأزمات والتحديات.

وأشار إلى أنّ هناك تحديات متسارعة يشهدها العالم خلال العقد الأخير، والتي تشمل الحروب والنزاعات خاصةً مع تغيّر طبيعة تلك الحروب مثل التحول من الحروب التقليدية إلى الحروب السيبرانية والحروب الاقتصادية، وأوضح أنّ الحروب التقليدية أصبحت تعتمد إلى حدّ كبير على الطائرات بدون طيار.

وحذّر سعادته من أن وتيرة الأزمات تتزايد بشكل عام، داعيًا إلى أن يكون هناك تعاونٌ متعدد الأطراف من أجل السعي لمُواجهة تلك الأزمات وحلّها.

وقال سعادته: إذا وجدت هناك آليات فعّالة تجتمع فيها الدول لمُواجهة الأزمات التي تعترضها، ما كان العالم ليواجه هذا الكمّ من الأزمات، وحينها ستكون الحلول فعّالة ومُتلائمة، شرط مراعاة المصالح الوطنية لكل دولة.

ونوّه بأنّ هناك مشكلة أخرى تواجه العالم متعدد الأقطاب، مفادها أنه حتى إذا قامت كل الدول بالتزاماتها، فلا يزال ليس هناك آلية للمحاسبة والتأكد من التزام الدول واضطلاعها بمسؤوليتها على النحو الأمثل، الأمر الذي يتطلب مراجعة الهيكلة الحالية للمجتمع الدولي مع السعي لإحلال التوازن بين آليات مواجهة الأزمات.

ورحّب سعادته بالمُشاركين في منتدى الدوحة، قائلًا إنّ المنتدى يعتبر منصة رائعة لتبادل وجهات النظر والآراء والخبرات بين العديد من الجهات والدول.

وأشار إلى أنّ قطر يمكنها القيام بدور في مواجهة الأزمات رغم عدم قدرتها على القيام بالدور الذي تلعبه الدول الكُبرى في اتخاذ القرار العالمي، واستعرض سعادتُه التغيّر الذي حدث في المشهد السياسي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قائلًا: إنه منذ ذلك الحين شهد النظام العالمي عدة تغيّرات كانت على الدول التعامل معه بالنحو الأمثل، معتبرًا أن الوضع الأفضل هو السعي لتحقيق المصالح الوطنية والدولية في الوقت ذاته مع القدرة على التوازن بين القيام بتلك المصالح.

وردًا على سؤال حول دور دولة قطر الذي تلعبه في إطار مُواجهة التغيّر المُناخي، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيّة إنّ دولة قطر تسعى للعب دورٍ مؤثرٍ في مواجهة التغيّر المُناخي، وباعتبارها إحدى الدول المُنتجة للطاقة تعمل أيضًا على تحقيق التنمية المستدامة مع مُراعاة عناصر البيئة حتى تُسهم في مواجهة التغيّر المناخي.

وقال: إنّ قطر لديها سلسلة عمليات طويلة لإنتاج الطاقة، وهي تعمل على أن تكون تلك السلسلة من قمتها وحتى نهايتها صديقة للبيئة، ولفت سعادته إلى أنّ قطر تتعاون مع الدول الأخرى التي تتشارك معها وجهات النظر من أجل إسماع صوتها فيما يتعلّق بالقضايا الدولية التي من بينها التغير المناخي، مُستشهدًا بإعلان حضرة صاحب السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدّى، في أعمال قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المُناخ 2019 سبتمبر الماضي، عن مُساهمة دولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نموًا للتعامل مع تغيّر المُناخ والمخاطر الطبيعية والتحديات البيئية، وبناء القدرة على مُواجهة آثارها المدمرة.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X