ظهور ملامح أكبر استاداتنا المونديالية
تحفة فنية ونموذج رائع للاستدامة والإرث وجوهرة تاج الاستادات الثمانية
نحو 6 آلاف عامل في المشروع أنجزوا نحو 22 مليون ساعة عمل حتى الآن
اكتمال الأعمال الإنشائية و الانتهاء من 77% من الهياكل المعدنية والسقف
تميم العابد: الاستاد صمم ويتم تنفيذه طبقاً للمعايير الموضوعة من قبل الفيفا
تم اجتياز كل التحديات بنجاح ووزن الهياكل المعدنية يبلغ نحو 30 ألف طن

«تحديات عديدة وكبيرة واجهت المشروع منذ البدء في تصميمه وكذلك في مراحل مختلفة من تنفيذه».. هكذا، أكد المهندس تميم العابد مدير مشروع استاد «لوسيل» خلال زيارة لوسائل الإعلام العربية والعالمية إلى الاستاد للاطلاع على آخر التطورات في عملية تشييد وتجهيز الاستاد.
ويمثل استاد «لوسيل» جوهرة التاج بالنسبة للاستادات الثمانية المضيفة لكأس العالم 2022 حيث إنه الأكبر سعة من بين جميع الاستادات الثمانية كما أنه الاستاد المقرر أن يستضيف اثنين من أهم مباريات البطولة وهما المباراة الافتتاحية في 21 نوفمبر 2022 والمباراة النهائية في 18 ديسمبر من نفس العام. وإضافة لهذا، سيستضيف هذا الاستاد ست أو سبع مباريات أخرى في مونديال 2022. ولا تقتصر قيمة استاد لوسيل على هذه العناصر فقط وإنما أيضًا لأنه شيد بوسط مدينة لوسيل التي تمثل مدينة المستقبل في قطر إضافة لكونه يمثل نموذجًا حيًا وصريحًا على عنصري الاستدامة والإرث اللذين يحظيان باهتمام بالغ لدى اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات قطر للمونديال ويعتبران من العناصر الأساسية في معظم مشروعات المونديال.
وبدأ العمل في استاد لوسيل عام 2017. وخلال عامين أو أكثر قليلاً، وصلت نسبة العمل الإجمالي في المشروع إلى 50 بالمئة علمًا بأن الأعمال الإنشائية اكتملت بنسبة 100 بالمئة كما بلغت نسبة العمل في الهياكل المعدنية للاستاد والسقف نحو 77 بالمئة حسبما أكد مدير المشروع.
رؤية واضحة
وأكد المهندس تميم العابد أن الطاقة الاستيعابية الرسمية للاستاد تبلغ 80 ألف مقعد برؤية واضحة لجميعها للملعب ولكن السعة من الممكن أن تصل إلى نحو 92 ألف مقعد في حالة ضم المقاعد ذات الرؤية الأقل وضوحًا نسبياً.
وأشار مدير المشروع إلى أن الهدف حاليًا هو اكتمال العمل في الاستاد بنسبة كبيرة في الربع الأخير من عام 2020.
وردًا على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية، أكد العابد أن عدد العاملين في المشروع يبلغ نحو ستة آلاف فرد من بينهم نحو 900 من الموظفين والإشراف على الجودة والأمور الإدارية كما بلغت عدد ساعات العمل في الاستاد نحو 22 مليون ساعة عمل حتى الآن.
وينتظر تسليم المشروع وبدء أعمال الفحص والتشغيل والتجارب في 2021،
وأشار العابد إلى أن هذه التجارب تمنح المنظمين، وكذلك السلطات الأمنية وغيرها من الجهات المنوط بها العمل على إخراج المونديال بأبهى صورة.
وأضاف أن هذه التجارب تمنح الفرصة أيضًا للتعرف على كيفية تدفق المشجعين بسلاسة من وإلى الاستاد وبشكل آمن.
وجهة اجتماعية
وأوضح مدير المشروع أن من بين التحديات في إنشاء هذا الاستاد كان الحصر على استخدامه بشكل مفيد للمجتمع بعد انتهاء مونديال 2022 حيث سيتم تحويله إلى وجهة مجتمعية تضم مدارسَ ومتاجرَ ومقاهيَ ومرافق رياضية وعيادات طبية. وسيتيح هذا المركز المجتمعي متعدد الأغراض كل ما يحتاجه الناس تحت سقف واحد، وهو السقف الأصلي للاستاد .
ومن أجل تشييد هذه المنشآت الجديدة التي يستفيد منها المجتمع المحيط بموقع الاستاد، سيتم تفكيك معظم مقاعده والتبرع بها لصالح مشاريع رياضية في مواقع أخرى حول العالم.
وبدأ التخطيط للاستدامة منذ وضع التصور المبدئي واختيار موقع بناء استاد لوسيل، والذي سيتيح للمشجعين الانتقال لحضور المباريات إما عبر شبكة طرق متطورة أو مترو الدوحة أو حافلات من مواقف السيارات، أو حتى السير على الأقدام، وجميعها وسائل نقل صديقة للبيئة تلائم مدينة المستقبل.
الاستفادة من المنشآت
وأشار العابد إلى أن فكرة تفكيك مقاعد هذا الاستاد واستخدامه بأمور مجتمعية أخرى تنبع من أن وجود نحو 400 ألف مقعد في استادات الدوحة والمدن المجاورة بعد المونديال سيكون أكثر من احتياجات قطر ولهذا كان من الضروري مراعاة الاستفادة من بعض المنشآت بشكل مختلف غير كونها استادات لكرة القدم.
وأضاف أن استاد «خليفة الدولي» هو الاستاد الوطني لقطر حيث حقق عليه المنتخب القطري (العنابي) معظم انتصاراته وأمجاده ومن ثم لابد من استمراره كما هو.
وأشار العابد إلى أن استاد لوسيل صمم وتم تنفيذه طبقا للمعايير الموضوعة من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) وذلك في كل قطاعات الاستاد كما أن مستوى سطح الأرض في هذا الاستاد ليس منخفضا بشكل كبير حيث تم رفع الملعب لمنسوب الأرض وهو ما ينطوي على فوائد عديدة. ومن بين التحديات الأخرى في هذا الاستاد كانت المتطلبات المختلفة لهذا الاستاد الضخم من ناحية الهيكل المعدني للاستاد وكذلك السقف الهائل وتم اجتياز هذه التحديات بنجاح. وأشار العابد إلى أن الوزن الإجمالي للهياكل المعدنية في الاستاد يبلغ نحو 30 ألف طن.