اكتمال مشروع استاد البيت قبل الموعد المحدد
تصميم الاستاد سيبقى محفوراً في ذاكرة المشجعين بعد المونديال لتصميمه الفريد
سيسهم في تطوير منطقة الخور لما يضمه من منشآت لا توجد في الاستادات الأخرى
هلال الكواري: يتمتع بخاصية فريدة تميزه عن باقي استادات المونديال
فرانك دي بوي: منحني انطباعاً رائعاً من خلال تصميمه على هيئة الخيمة العربية

قبل نحو ثلاث سنوات كاملة على انطلاق كأس العالم 2022 لكرة القدم، يقترب المُنظّمون من افتتاح استاد «البيت» بعد اكتمال العمل فيه، وذلك في الموعد المحدد لذلك قبل نهاية عام 2019.
ويقدّم استاد «البيت» تجربة رائعة إلى بطولات كأس العالم نظرًا للتصميم الخاص به، والذي يجعله تحفة معمارية نادرة تعكس الثقافة القطرية.
ويؤكّد المنظمون أن الطراز الذي صمم عليه الاستاد واللمسات النهائية فيه تجعله الأوّل من نوعه في العالم، علمًا أنّ سعته تبلغ 62 ألف مقعد. وشُيد استاد «البيت» بمدينة الخور، وقامت بتنفيذه مؤسسة «أسباير زون»، وقد استوحى اسمه من بيت الشَّعْر «الخيمة» التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج على مرّ التاريخ ما يجعله وثيق الصلة بالثقافة القطرية. وإلى جانب تمثيله جزءًا مهمًا من ماضي قطر، يضع هذا الاستاد في الحسبان المتطلبات المجتمعية المستقبلية من خلال المنشآت والمرافق المُختلفة التي يتضمنها أو الملحقة بالحيز المُحيط به، حيث سيسعى القائمون على المشروع إلى تحقيق أهداف الاستدامة التي ترسّخها اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات كأس العالم 2022 في قطر.
واكتمل العمل في الاستاد خلال الفترة الماضية وأصبح جاهزًا للافتتاح الرسمي في 2020 مثل استادَي المدينة التعليمية والريان.
ومن المقرّر تقليص السعة الرسمية للاستاد إلى 32 ألف مقعد بعد انتهاء المونديال القطري، حيث سيتمّ تفكيك الجزء العلوي من المدرجات، وتوزيعها على عددٍ من الدول النامية في إطار خُطة قطر للمساهمة في تطوير ودعم الإمكانات الرياضية لهذه الدول. وأكّد المنظمون أنّ استاد «البيت» سيسهم في تطوير منطقة الخور لما يضمه من منشآت لا توجد في عديد من الاستادات الأخرى، إقليميًا، وربما عالميًا، حيث يضم مجمع الاستاد فندقًا، كما تحتوي المنطقة المحيطة به على مركز تجاري وقاعتَي سينما ومركز للبولينج وفرع لمُستشفى «أسبيتار».
وينتظر أن يظلّ تصميم هذا الاستاد محفورًا في ذاكرة المُشجّعين بعد المونديال لكونه تصميمًا فريدًا ونادرًا يختلف عن طبيعة جميع استادات العالم، كما يعكس ثقافة بلد ويظهر للمُشجعين والزائرين خلال كأس العالم نموذج الخيمة.
وأعرب نجم كرة القدم الهولندي السابق فرانك دي بوير، خلال زيارته ومجموعة من أساطير اللعبة إلى الاستاد، عن إعجابه الشديد بالتصميم المُميّز لاستاد «البيت». وقال دي بوير، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «أعطاني هذا الاستاد انطباعًا رائعًا من خلال تصميمه على هيئة الخيمة العربية والمنظر الرائع في المنطقة المحيطة به. وبمجرد الدخول إلى الاستاد، تشعر بأنك في ملعب مميّز لكرة القدم سيبهر اللاعبين والمُشجعين على حدّ سواء». وأضاف: «أثق بأن قطر ستكون على استعداد تام لاستضافة بطولة مميّزة وناجحة خلال مونديال 2022 «. وقال دي بوير: «أنصح مُشجّعي هولندا بزيارة قطر والاستمتاع بأجواء البطولات التي تُقام هنا. الناس هنا يتعاملون باحترام وعقول مُتفتحة إضافة إلى الحفاوة في الاستقبال وحسن الضيافة».
وقال هلال الكواري رئيس المكتب الفني باللجنة العُليا للمشاريع والإرث: «استاد البيت، الذي تبلغ سعته الرسمية 60 ألف مُشجع، يتميّز بخاصية فريدة تميزه عن باقي استادات المونديال، حيث بني على شكل الخيمة، ويضم العديد من المساحات التي يمكن استخدامُها في أنشطة مختلفة بعد تفكيك المدرجات العلوية عقب انتهاء كأس العالم». وأشار: «المساحات المُحيطة به مفتوحة ويمكن للعامة الوصول إليها بسهولة في أي وقت. كما يتميّز الملعب بسهولة الدخول والخروج منه في أيام المباريات».
وأضاف: «فكرة تشييد الملعب على شكل الخيمة نبعت من المعاني المُختلفة للخيمة، فهي المكان لاستقبال الضيوف، وكانت قديمًا تشعل النيران أمام الخيمة لدعوة الضيوف، وهو ما يعطي هذا الملعب رمزية مهمة للغاية». وأكّد الكواري: «الملعب جاهز تمامًا لاستضافة أي فعاليات في الفترة المقبلة حيث أصبح جاهزًا تمامًا للافتتاح الرسمي».
قماش من نوع خاص
صنع القماش المبطن لسقف الخيمة من مادة «بي في سي» (بلاستيك بتروكيميكال)، وهي مقاومة للماء والحريق وتتحمّل درجات الحرارة المرتفعة للغاية. وتم تصميم هذا القماش المُحيط بالواجهات، التي جرى تصنيعها في ألمانيا، من نوع خاص ونادر. وتم تصنيع المادة الخام في فرنسا قبل شحنها إلى تركيا، حيث تمّ تقطيعها هناك إلى أجزاء وعمل الزخارف المنقوشة عليها ثم شحنت من تركيا وتم تركيبها في قطر.
عراقة الماضي ومتطلبات الحاضر والمستقبل
تصل مساحة منطقة الاستاد والمنشآت المُحيطة به، والتي تضمُّ أربع بحيرات صناعية، إلى نحو مليونَين و300 ألف متر. وصمم سقف «البيت» بطريقة تسمح بإغلاقه في غضون 20 دقيقة فقط بخلاف وجود جزء متحرك آخر يتم توجيهه باتجاه متقاطع مع فتحة السقف طبقًا لحركة الشمس، وذلك لحماية المُشجّعين في المدرجات من حرارة الشمس طبقًا لفكرة طراز «السدو» والخيمة التي كان هدفها في البداية حماية الناس من الشمس والأتربة.
وبذلك يعكس هذا الاستاد عراقةَ الماضي ويمزجها بمُتطلبات الحاضر، والمُستقبل.
كاريمبو: تصميم ساحر يعكس الثقافة والتقاليد
وصف نجم كرة القدم الفرنسي السابق كريستيان كاريمبو تصميم الاستاد، خلال زيارة له ومجموعة من أساطير اللعبة بأنه: «تصميم ساحر ويعكس الثقافة والتقاليد في هذا البلد، ويكشف بعض التفاصيل الدقيقة عن قطر».
وأعرب كاريمبو عن سعادته بزيارة مختلف الاستادات الثمانية المُستضيفة لمونديال قطر، مُشيرًا إلى أن هذا الاستاد له طابعٌ مختلف، حيث يبدو على هيئة خيمة جميلة، كما أن المنطقة المُحيطة به تبدو رائعة وكأنها واحة مُميزة».
وأضاف: «أشعر بالإثارة هنا وأدعو جميع المُشجّعين حول العالم للمُشاركة هنا في أجواء المونديال».
وعن استضافة كأس العالم للأندية مؤخرًا، قال كاريمبو: «قدّم المنظمون لهذه البطولة في قطر عملًا رائعًا منذ الفوز بحقّ الاستضافة وحتى تقديم فعاليات ناجحة شهدت عددًا من المفاجآت».
وأشار كاريمبو إلى نجاح المُنظمين في توفير أيضًا العديد من الخدمات اللوجيستية مثل سهولة النقل والمُواصلات ما يجعل المُشجّعين والزائرين والسائحين يستمتعون بالأجواء في قطر».