الراية الرياضية
ستة أيام تفصلنا عن القسم الثاني للدوري وكل مدرب ينتظر حصاد ما زرعه

فترات التوقف.. نعمة لفرق ونقمة لأخرى!

فرق كبير بين من يجيد التعامل مع الفرص المتاحة للتغيير وآخر يهمشها

المعالجات السليمة ودعم الفرق في الميركاتو يمهدان الطريق لواقع تنافسي أفضل

المستويات تتباين لتفرز بوضوح بين المجتهد والمتكاسل من المدربين

أكثر من توقف أو تبادل بين البطولات ينتظر الدوري وأقربها الذي يعقب الجولة القادمة

متابعة – صفاء العبد:

ستة أيام فقط هي كل ما يفصلنا اليوم عن موعد انطلاق مُنافسات القسم الثاني من دوري نجوم QNB لكرة القدم.. ومعها يفترض أن تكون فرقُنا قد توقّفت مليًّا عند أبرز ما حدث من سلبيات أو إيجابيات خلال المُنتهي من عُمُر الدوري على أمل أن يُصار إلى تجاوز ما حدث من أخطاء في جانب، وتعزيز ما حصل من نجاحات في جانب آخر.

وليس من شك طبعًا في أن الجولات ال»11» المنتهية من عمر الدوري حتى الآن كانت حافلة بالكثير من الأحداث المهمة مثلما أنها كانت مليئة بالصور التي تتحدّث عن تفاصيل عديدة سيكون من المهم جدًا قراءُتها جيدًا سواء من قبل الأجهزة الفنية لهذه الفرق أو حتى إدارات الأندية التي لابد أن تكون قد سعت في الآونة الأخيرة إلى دعم فرقها بما تحتاجه من الجديد على مُستوى الانتقالات الشتوية.

محترفون بالاسم فقط..!

وفي تقديرنا أن أغلب أنديتنا كانت بحاجة فعلًا إلى مثل هذه التدخلات لا سيما بعد أن كشف النصف الأوّل من عمر الدوري عن وجود مُحترفين لا يحملون من الصبغة الاحترافية سوى الاسم فقط لأنهم أثبتوا بكل وضوح عجزهم عن تشكيل أي إضافة مهمة يمكن أن تخدم فعلًا الفرق التي جاءت بهم مطلع هذا الموسم، على أمل أن يكونوا عونًا لهذه الفرق، فإذا بهم ليسوا أكثر من عبء في بعض الأحيان..!

وإذا ما كان مثل هذا الأمر يشكل أولوية مهمة لفرقنا الباحثة عن فرصة تقديم ماهو أفضل في القسم الثاني من البطولة وفي القادم من المُشاركات الأخرى فإنّ ماهو مهم أيضًا هو أن تكون الأجهزة الفنية قد نجحت هذه المرة في الاستفادة من فترة التوقف المحدودة هذه، وبالشكل الذي يجعلها قادرة على العودة إلى الجولة (12) بصورة أفضل، ولا سيما بالنسبة إلى تلك الفرق التي عانت كثيرًا من النتائج السلبية في الآونة الأخيرة، مع الأخذ بالحسبان أيضًا أن هناك أكثر من توقف آخر ينتظر البطولة، وبينها التوقف الذي سيعقب مباشرة الجولة القادمة هذه من الدوري.

بين السلب والإيجاب

نقول ذلك ونحن ندرك أن هناك آراء مُتباينة في موضوع التوقفات هذه، وأن هناك من ينظر إليها على أنها يمكن أن تتمخض عن بعض السلبيات، وأبرزها هو ما يتعلّق بطبيعة الاستعداد، وما يرافقها من تأثيرات يمكن أن تشدّ هذا الفريق أو ذاك إلى الخلف لأنها يمكن أن تمتصّ من اندفاعه أو تعرقل انطلاقته أو أنها قد تؤدّي به إلى التذبذب في مسيرته التنافسية.

غير أنّ تأثيرات سلبية مثل هذه لا تنطبق على كل التوقفات، فهناك توقفات مُمنهجة ومعروفة سلفًا، كما هو الحال مع التوقف السابق الطويل الذي أملته مشاركة العنابي في البطولة الخليجية ومن ثم إقامة مونديال الأندية، وهو ما يعني أن الأجهزة الفنية تعرف مسبقًا أن الدوري سيتوقّف خلال هذه الفترة الزمنية، وذلك ما يجب أن يؤخذ بالحسبان عند رسم وتحديد مفردات رحلة الفريق مع الموسم.

أما التوقفات ذات الطابع السلبي الحقيقي فهي تلك التي تمليها ظروف معينة ربما تكون غير محسوبة أو مفاجئة، الأمر الذي يمكن أن يجعلها سببًا من الأسباب التي قد تؤدّي إلى بعض الارتباك أو التلكؤ في مسيرة هذا الفريق أو ذاك سواء على صعيد الإعداد أو في الجانب التنافسيّ.

تبريرات مسبقة

وفي هذا الجانب نقول إنّ تعكز بعض المدربين على مثل هذه التوقفات المحددة مسبقًا والحديث عنها على أنها أثرت أو تؤثر سلبًا على فرقهم هي أحاديث غير منطقية أو أنها مجرد تبريرات مسبقة يراد من خلالها تعليق الأخطاء التي حدثت أو ستحدث على شماعة تلك التوقفات.. فالمنطق هنا يقول إنّ الأجهزة الفنية الجادة والدقيقة في عملها لابد أن تمنهج مسيرة فرقها بالتوافق مع مثل هذه التوقفات، لا بل والاستفادة منها أيضًا وجعلها ذات تأثير إيجابي يمكن أن يخدم فرقها ويُسهم في تصعيد استعداداتها وتحسين مُستوياتها وتجاوز ما يمكن أن يواجه تلك الفرق من معوقات، وخصوصًا على مستوى الإصابات والأخطاء الفنية.

إجازات مفتوحة ..!

نقول ذلك بعد أن كنّا قد تابعنا تدريبات فرقنا خلال فترة التوقف السابق الطويل، حيث كان هناك مَن حرصَ على أن يستثمرها بأفضل صورة من خلال إخضاع الفريق إلى تدريبات مكثفة مع خوض سلسلة من المباريات الودية بهدف تصحيح الأخطاء أولًا والاحتفاظ بحساسية اللقاءات، وبالتالي جعل الفريق في كامل الجاهزية لاستئناف رحلة الدوري عقب فترة التوقف.. كما أنّ مثل هذه الفرق كانت قد استثمرت مثل هذه الفترة لتجهيز بعض لاعبيها الذين سبق أن أبعدتهم الإصابات خلال القسم الأوّل من الدوري، فكان أن وفّرت لهم برامج إعداد خاصة لتصل بهم إلى الجاهزية الكاملة، وخصوصًا على مستوى الإعداد البدني ليكونوا مؤهلين فعلًا للمُشاركة الفاعلة في المُتبقّي من عمر الدوري.. وفي المُقابل فقد كان هناك من تعامل مع تلك الفترة بطريقة سلبية وخاطئة بحيث جعلوها فترة للراحة وخصوصًا بالنسبة إلى بعض لاعبيهم المُحترفين، وذلك من خلال منحهم ما يشبه الإجازة المفتوحة في بعض الأحيان، وهو ما انعكس سلبًا بالتأكيد على إمكاناتهم.

لسنا هنا بصدد الخوض في التفاصيل لكننا نؤكد أنّ الصور كانت مختلفة ومتباينة أيضًا.. فهناك من تواصل مع برامجه التدريبية بالصورة المطلوبة ليكون حصاده جيدًا، وهناك من تلكّأ أو تكاسل بطريقة أو بأخرى ليكون بالتالي على موعد مع التعثُّر.

متغيرات مرتقبة

إنّ ما تبقى من عُمر الدوري في قسمه الثاني الذي سينطلق الخميس المقبل يمكن أن يشهد الكثير من المتغيرات، حيث نتوقّع تنامي قدرات بعض الفرق ولا سيما تلك التي تتواجد حاليًا في المنطقة الدافئة، بحيث سيكون بإمكانها أن تحدث تحولات مهمة على صعيد المنافسة التي تطرق أبواب مربع الكبار، بينما يمكن أن يحدث العكس مع فرق أخرى، حيث يمكن أن تتعرض لتعثرات جديدة أو أن تُعاني من إصابات بين صفوف لاعبيها بسبب من عدم الانتظام في التدريبات بالصورة الصحيحة.

في العموم نقول إن ستة أيام فقط هي كل ما بات يفصلنا اليوم عن موعد استئناف الدوري في قسمه الثاني، وأن كل ما نأمله هو أن نشهد تصاعدًا حقيقيًا على مستوى المنافسة وأن تكون فرقنا قد استفادت فعلًا من التوقف الحالي والذي سبقه من أجل تصعيد الإمكانات وتصحيح الأخطاء، وبالتالي الارتقاء بالبطولة ومنافساتها إلى المُستوى الذي نأمله جميعًا.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X