المتاحف تستكشف طبيعة سكان قطر قبل التاريخ
التنقيب في تلال المدافن بمنطقة «السلية»
الدوحة – الراية:
أعلنت متاحف قطر عن تعاونها مع مركز سدرة للطب في مشروع للتنقيب عن الآثار يهدف إلى فهم طبيعة السكان الذين عاشوا في قطر خلال فترة ما قبل التاريخ. ويقود المشروع فيصل النعيمي، مدير إدارة الآثار في متاحف قطر، والدكتور فرحان سكال، رئيس الدراسات المسحيّة والتنقيب في متاحف قطر. وسيحلِّل العينات الناتجة عن أعمال التنقيب فريق من إدارة البحوث في مركز سدرة للطب تحت إشراف الدكتورة سارة تومي، مدير مختبر وحدة الأوميكس، والأستاذة الدكتورة كريستينا مارتينيز لابارجا، الأستاذ المُشارك في الأنثروبولوجيا الجزئية في جامعة تور فيرجاتا بروما. ويُقام المشروع في إطار برنامج البحوث ذات الأولوية الوطنيّة بقيادة مركز سدرة للطب وبتمويل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. ويجري حالياً فريق متاحف قطر أعمال التنقيب في تلال المدافن التي تعود لعصر ما قبل الإسلام وتقع في منطقة السلية غرب أم باب من أجل استخراج رفات الهياكل العظمية الذي سيُرسَل بعدها إلى مختبرات البحوث في جامعة تور فيرجاتا ومركز سدرة للطب لتجرى عليه تحاليل متطوّرة على المستوى الجزيئي والمستحثات البشرية، وتشمل دراسة المواد الجينية القديمة. وبناءً على هذه التحاليل، سيقدّم فريق جامعة تور فيرجاتا خبراته في فهم شكل العادات المرتبطة بالمأكل والتنقل في هذا العصر.
وفي هذا السياق، قال فيصل النعيمي: «نجحت متاحف قطر بالتعاون مع شركائها الدوليين في اكتشاف أكثر من 2000 تل من تلال المدافن في جميع أنحاء قطر على مدار عدة سنوات، وسجلتهم في نظام إدارة معلومات التراث الثقافي القطري. وينصبّ تركيز المشروع المشترك بين متاحف قطر وسدرة للطب على 24 تلًا من هذه التلال بهدف تحسين فهمنا لطبيعة السكان الذين عاشوا في قطر قبل التاريخ». من جانبها قالت الدكتورة سارة تومي: «استثمر قطاع البحوث في مركز سدرة للطب في التقنيات بالغة التطور المتخصصة في تسلسل الحامض النووي، ونحن متحمسون للتعاون مع متاحف قطر في هذه الدراسة المبهرة التي ستكون الأولى من نوعها في منطقة الخليج. سيُستخدم في هذا المشروع الرائد تقنيات حديثة لدراسة المجتمعات القديمة وتعزيز معرفتنا بالتاريخ الثقافي والبيولوجي لدولة قطر. وتُعد هذه البرامج حلقة من سلسلة الإنجازات البحثية المستمرّة التي ستحقق لقطر الصدارة بين الدول في مجال الأبحاث الدوليّة».
سيقوم البحث أيضًا بتحليل الكولاجين العظمي ومينا الأسنان لتحديد نوع الأطعمة التي كان يتناولها الناس في ذلك الوقت والطبيعة الجيولوجية للمنطقة، ويشمل ذلك الأماكن التي عاشوا فيها وأنشأوا مجتمعاتهم. ومن خلال التكامل بين هذه التحاليل المتطورة، سيتسنى تكوين تصوّر عام عن طبيعة السكان الذين عاشوا في مناطق جغرافية مختلفة، بالإضافة إلى فهم الخصائص الجينية المحتملة المرتبطة بسكان قطر في فترة ما قبل التاريخ. وبالإضافة إلى ذلك، سيساعد هذا التكامل في فهم حمية العصر الحجري والتغيّرات المحتملة التي طرأت على الموقع الجغرافي لقطر خلال تلك الفترة.