كتب – حسين أبوندا:

تواصل محلات السوق العماني قبل نقله بأيام عرض مختلف المنتجات وأبرزها الفقع الذي وصل خلال اليومين الماضيين إلى السوق من عدة دول مثل الكويت والجزائر وليبيا وتونس، فضلاً عن الفقع المحلي الذي يتم الحصول عليه من المناطق البرية المنتشرة في البلاد.

وتبيع المحلات الفقع المحلي لنوع الخلاص بسعر 350 ريالاً للصندوق الذي يزن كيلوجراماً ، أما فقع الزبيدي الكويتي فيُباع بسعر يتراوح من 750 إلى 1200 ريال على حسب حجم حبة الفقع ، وبالنسبة للفقع الجزائري فيُباع بسعر 850 ريالاً للصندوق الكبير الذي يزن 3 كيلوجرامات ونصف، و350 ريالاً للصندوق الصغير الذي يزن كيلو ونصف، أما الزبيدي التونسي فيُباع ب 350 ريالاً للصغير والزبيدي الليبي ب 400 ريال للصندوق الصغير.

وأكّد عددٌ من تجار السوق أن أسباب ارتفاع أسعار الفقع تعود إلى أن تجار الجملة يستوردون كميات قليلة من الفقع والتي لا تزيد على 100 صندوق في اليوم الواحد مقارنة بما لا يقل عن 500 صندوق في السنوات الماضية بسبب أعمال نقل السوق إلى موقعه الجديد بالسيلية ونتيجة لتخوفهم من ضعف الإقبال على السوق الجديد، لافتين إلى أن ذلك ساهم في ارتفاع أسعاره نظراً لكمية المعروض القليلة.

وأشاروا إلى أن تجار الجملة قرروا دراسة نسبة الإقبال على السوق الجديد في منطقة السيلية وبعد ذلك سيتم أخذ القرار بالكميات التي سيتم استيرادها، لافتين إلى أن زيادة المعروض ستعتمد على حجم الإقبال على السوق الجديد.



وأما بالنسبة للفقع المحلي فأشاروا إلى أنه يصلهم من أفراد يقومون بالبحث عنه في المناطق البرية داخل البلاد، حيث تتم عملية البيع بشكل مباشر إلى تجار السوق أو إقامة مزاد في حال طلب صاحب الفقع ذلك، لافتين إلى أن الفقع المحلي يعتبر من المنتجات النادرة وهو السبب الرئيسي وراء ارتفاع سعره مقارنة بالأنواع المستوردة.

جودة عالية

وأشاروا إلى أن الزبائن يفضلون شراء الفقع الكويتي نظراً للجودة العالية التي يتميز بها عن النوعيات الأخرى القادمة من دول المغرب العربي، لافتين إلى أن هذا النوع وصل بكميات مناسبة إلى السوق وعدد كبير من الزبائن يستطيعون التفريق بين النوعيات، كما أن التجار يقومون بإخبارهم عن النوعيات بكل شفافية خاصة أن السوق مراقب من الجهة المعنية ولا يستطيع التجار أن يغشوا في النوعيات.

نقل السوق

وكشف التجار أن المزاد اليومي للفقع مستمر بعد نقل السوق خلال الأيام القادمة إلى السيلية، لافتين إلى أن الجهة المعنية أعادت إخطارهم بضرورة إخلاء السوق قبل تاريخ 10 يناير، وهو ما يؤكد عدم وجود أي خطة لتأجيل نقل السوق.

وأشاروا إلى أنهم بدأوا بتجهيز محلاتهم الواقعة ضمن مبنى مغلق ومختلف تماماً عن السوق الحالي الذي يتميّز بأنه من الأسواق المكشوفة، لافتين إلى أن المحلات في السوق الجديد عبارة عن دكاكين مغلقة.

وينمو الفقع في المناطق الصحراوية ويتميز بظهور بمجموعة من عشر إلى عشرين حبة، وشكلها كروي لحمي رخو منتظم، سطحها أملس أو درني ويختلف لونها من البيج للأسود. يعرف مكان الفقع إما بتشقق سطح الأرض التي فوقها أو بطيران الحشرات فوق الموقع. ويوجد في تونس، والجزائر، وأوروبا خاصة فرنسا وإيطاليا.

أنواع الفقع

ويُعرف الفقع بعدة أسماء، فيُعرف في دول الخليج بالفقع، وفي بلاد الشام بالكمأة وفي بلاد أخرى بشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقل أو بيضة النعامة.

وأشهر أنواع الفقع والمفضلة لدى أبناء قطر هو الزبيدي والذي يميل لونه إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة وأحياناً أكبر من ذلك، يليه الخلاص ولونه أحمر أو بنى فاتح وهو أصغر من الزبيدي ولكنه في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي.

ويحتوي الفقع على مواد مختلفة وهي: 9% بروتين – 13% مواد سكرية – 1% دهون – وكذلك يحتوي على نفس المعادن التي يحويها جسم الإنسان وكذلك يحتوي على الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين (ب2 ) وكذلك على بعض الأحماض المساعدة للجهاز الهضمي.

فوائد الفقع

وأكّدت العديد من الأبحاث الطبية فوائد الفقع كمطهّر للعين وعلاج لها وقد أجريت التجارب على مصابين بالتراخوما، كما تفيد قشرة الفقع في علاج الحروق وذلك بعد تجفيف القشرة لمدة عشرة أيام في الشمس ومن ثمّ وضعها على الحرق يوميًّا، وكذلك يُعتبر الفقع علاجًا مقويًا للأظفار ومنع سرعة تكسّرها أو تقصفها وعلاجًا لتشقق الشفتين واضطراب الرؤية، واشتهر الفقع كمقوٍّ للجنس وذلك بعد التجفيف والسحق (الطحن) وقبل ذلك غسلها جيدًا وتنظيفها.



ومن المتعارف عليه في قطر أن بعضًا من المواطنين يُخصّصون طلعات بريّة خاصّة في مناطق مختلفة للبحث عن هذه الثمرة الثمينة من خلال تجوّلهم في المناطق التي شهدت هطولاً للأمطار، لأنّ الفقع لا ينمو إلاّ بعد نزول الأمطار من دون تدخّل الإنسان، ويستدلّ على مواقعه من خلال بروز وتشقق سطح الأرض فوق الفقعة ويعرف أصحاب الخبرة هذا الأمر ويتمّ الحفر حولها برفق تجنبًا لإتلاف هذا الفطر الثمين.

الوسمي

وفي سياق مختلف تشهد المناطق البرية في قطر إقبالاً كبيراً على البحث عن الفقع الذي بدأ بالظهور نتيجة لسقوط أمطار «الوسمي» هذا العام وهي الأمطار التي تنزل في وقت مبكر قبل دخول موسم الشتاء والذي يعد من أفضل أوقات المطر في منطقة الخليج، ويبدأ عادة يوم 16 أكتوبر الجاري ويستمر لمدة 52 يوماً وتساعد تلك الأمطار على نمو النباتات والتي من أهمها الفقع وكذلك اليراوة.