الراية الرياضية
بعد أن أوقفت شركة أمن خاصة استأجرتها نيسان لمراقبته.. التايمز:

لغز هروب كارلوس غصن من اليابان

صحف فرنسية قالت إن غصن خطط لعملية الهروب بمساعدة أشقائه ومعارفهم

الدوحة – الراية:

فاجأ هروب كارلوس غصن الرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان للسيارات اليابانية الجميع، وجاء الهروب الهادئ بعد لحظات من توقف المراقبة الدائمة على مدار الساعة لمنزله رغم إن شركة أمن خاصة تعاقدت معها شركة «نيسان موترز» كانت تراقبه عن كثب. وبحسب صحيفة التايمز أن هروبه من اليابان إلى لبنان كان قرارا صحيحا بحسب رجل أعمال بريطاني هرب من اليابان بعدما كشف عن فضيحة هزت البلد في عام 2012. وفي تقرير لمراسلي الصحيفة البريطانية أشلي أرمسترونغ وبن مارتن وريتشارد سبنسر، إلى أن مايكل وودورد، 59 عاما المدير التنفيذي السابق للشركة التي تصنع كاميرات “أوليبموس” قوله إنه “يتفهم بالضبط لماذا فعل كارلوس غصن ذلك، وأنا متعاطف معه”. وأصبح غصن أهم رئيس شركة في العالم يهرب من الإقامة الجبرية المفروضة عليه وتم تهريبه على متن طائرة يابانية خاصة. وكان ينتظر محاكمة في أبريل بتهم سوء التصرف، وسط اتهامات بأنه لم يكشف راتبه وأساء استخدام أرصدة الشركة.

وكانت شركة “إم إن جي” التركية الخاصة لرحلات الطيران قد ذكرت بأن غصن استخدم إحدى طائراتها الخاصة على نحو غير قانوني للفرار من اليابان، مضيفة أنها قدمت شكوى قانونية. وقالت الشركة في بيان إن أحد موظفيها اعترف بتزوير السجلات لاستبعاد اسم غصن من الوثائق الرسمية دون علم الشركة. وقالت الشركة أنه “في ديسمبر 2019 استأجر عميلان مختلفان طائرتين من “إم إن جي غيت”، مضيفة أن إحدى الرحلتين اتجهت من دبي إلى أوساكا ومن أوساكا إلى إسطنبول والأخرى من إسطنبول إلى بيروت. وأكدت أنه لم تكن هناك صلة واضحة بين الرحلتين المستأجرتين.

من جهتها، ذكرت صحيفة “صباح” التركية أن غصن وصل عبر طائرة شحن إلى مطار أتاتورك بإسطنبول، وكان مختبئا في “حقيبة آلة موسيقية بين البضائع في الطائرة، وأشارت إلى أن الادعاءات أفادت بأنه جرى نقل رجل الأعمال اللبناني من خلال فرقة موسيقية دخلت البيت لإحياء احتفال بمناسبة رأس السنة. ولفتت إلى أن غصن استقل طائرة تحمل رقم ذيل “TC-RZA” والتي انطلقت به إلى لبنان، مشيرة إلى أن الأمن التركي يجري تحقيقات مع تسعة أشخاص من ضمنهم أربعة طيارين.

وقد نفى غصن أن يكون لزوجته كارول أو أفراد أسرته الآخرين أي دور في عملية هروبه من اليابان إلى لبنان، وقال غصن أن شركة علاقات عامة: «خططت لرحيلي بمفردي، ولم يكن لأسرتي أي دور». وأبدى غصن رغبة شديدة في تقديم روايته للأحداث وإبعاد أسرته عن مواجهة أي رد فعل قانوني. ولا يزال الغموض يكتنف عملية تهريب غصن، أحد أكثر الأجانب شهرة في اليابان، إلى خارج البلاد رغم المراقبة التي كان يخضع لها على مدار الساعة.

ونقلت صحف فرنسية أن غصن خطط لعملية الهروب بمساعدة أشقائه ومعارفهم. واستنكر غصن في البيان هذه التقارير ووصفها بأنها كاذبة. ونفى آلان نحاس، شقيق زوجة كارلوس غصن، هذه التقارير وقال إنها «هراء». وقال نحاس في مقابلة هاتفية : اكتشفت الأمر عندما اكتشفتموه. وأضاف نحاس، الذي يدير شركة لقطع غيار السيارات بالجملة في ولاية نيوجيرسي الأمريكية: أنا سعيد بهذا الأمر.

ونفت السلطات اللبنانية أن يكون لديها علم بهروب غصن ونفت المزاعم التي تحدثت عن استقبال الرئيس اللبناني ميشيل عون له حالة وصوله. وقال مسؤولون في المخابرات اللبنانية أن غصن دخل لبنان بطريقة شرعية، وأكدوا أن لديه جواز سفر فرنسيا وهوية لبنانية عندما وصل على متن طائرة خاصة الإثنين الماضي. وكان المسؤولون اللبنانيون قد ضغطوا على الحكومة اليابانية للإفراج عنه قبل أسابيع من هروبه. وقالت الإذاعة اليابانية (أن أتش كي) إن غصن سمح له بحمل جواز سفر فرنسي وضع في حقيبة مفاتيحها مع محاميه. وقالت الإذاعة إن الشرطة اليابانية قامت بمداهمة سكن غصن في طوكيو.

ويعتقد أن رجل الأعمال الهارب مقيم مع زوجته اللبنانية التي تحمل الجنسية الأمريكية. وهي زوجته الثانية وتزوجها عام 2016 في حفلة بفرساي كانت مثار حديث الصحف. وكان قد تزوج من ريتا لمدة 28 عاما وله منها أربعة أولاد كبار وانفصلا عام 2012. وأصبحت كارول منذ اعتقاله أكبر المدافعين عنه وكانت معه عندما أعيد اعتقاله في أبريل في البيت الذي وفرته له شركة نيسان. ودفع 9 ملايين دولار كفالة عند اعتقاله أول مرة في تشرين الثاني (نوفمبر) وزاد على المبلغ 5 ملايين دولار بعد اعتقاله مرة ثانية.

وقالت كارول في مقابلة مع بي بي سي: أعتقد أنهم يريدون إهانتنا واستفزازنا. وقالت إن 20 رجل أمن داهموا البيت في الساعة الخامسة والربع صباحا، وأن شرطية تبعتها إلى الحمام حيث أعطتها الفوطة. ومنعت بين الفترة والأخرى من الاتصال به حتى قابلته في مطار إسطنبول ورافقته في الرحلة إلى بيروت. وقد يجد غصن السفر للخارج الذي تعود عليه صعبا بسبب اتفاقيات ترحيل الهاربين التي عقدتها اليابان مع الدول الأخرى، وربما ركز عمله في لبنان.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X