عربي و دولي
«الأسوأ على الإطلاق» في تاريخها ووصل الدخان إلى الأرجنتين والبرازيل

أستراليا: الحرائق تجبر ربع مليون شخص على ترك منازلهم


كانبرا – وكالات:

حثّت السلطات الأسترالية أمس، حوالي ربع مليون شخص، في جنوب شرقي البلاد، على إخلاء منازلهم، حيث من المتوقع أن يؤجج ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح من حرائق الغابات المميتة عبر الساحل الشرقي. وكان 27 شخصًا قد لقوا حتفهم ونزح الآلاف بسبب الحرائق الهائلة المشتعلة في أكثر من 25.5 مليون فدان من الغابات والأحراش والحدائق.

.ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة، طلبت السلطات في ولاية/‏ فيكتوريا/‏ من المُواطنين الانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا. وغطى الدخان السام الناجم عن تلك الحرائق سماء مدنٍ رئيسية في أستراليا، مثيرًا مخاوف صحية.

وعبَر الدخان مسافة أكثر من 12 ألف كلم إلى البرازيل والأرجنتين، ووصل الدخان إلى نيوزيلندا المجاورة، على بعد 1600 كم، ووضح بشكل كبير على قمم الجبال المغطاة بالجليد.

كما وصل مُستوى الدخان إلى غرف الولادة في المستشفيات، وأوقف أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي عن العمل، وأثار ضائقة تنفسية لامرأة عجوز، توفيت بعد وقت قصير من نزولها من طائرة. وتواجه أستراليا اليوم مأساة حقيقية، متمثلةً باندلاع حرائق مستعرة، التهمت مناطق كبيرة من البلاد، قتلت العشرات ونزح الآلافُ، في كارثة اعتبرها خبراء المناخ غير مسبوقة.

وقال السيد آندرو كريسب مفوض إدارة الطوارئ بالولاية «أطلقنا تنبيهًا بوجود حالة طوارئ، وبعثنا رسائل نصية إلى 240 ألف شخص عبر شرق الولاية بشكل أساسي. إذا كان بالإمكان الخروج، اخرجوا وابتعدوا عن الأجزاء النائية التي تكسوها الغابات من ولايتنا».

وما زال أكثر من 150 حريقًا مستعرًا في أنحاء البلاد، وتخشى السلطات من أن يؤدّي تحول للرياح باتجاه الجنوب، إلى تأجيج النيران وتغيير اتجاه العديد من الحرائق.. ويتحدّث علماء البيئة بجامعة سيدني عن نفوق أو إصابة مليار حيوان في حرائق الغابات.

وقتل عشرون شخصًا حتى الآن بسبب الحرائق، من بينهم ثلاثة متطوعين من رجال الإطفاء، كما أتت النيران على 60 ألف كيلومتر مربع، وتعاني ولاية نيو ساوث ويلز من أسوأ وضع في هذه الحرائق، إذ أتت الحرائق على خمسة ملايين هكتار، ودمّرت أكثر من 1300 منزل، وأجبرت الآلاف على النزوح. وانتشرت النيران بسرعة كبيرة بسبب الأجواء الحارة والجافة، والجفاف الشديد المستمر، والرياح القوية. واندلعت النيران في 130 موقعًا في أرجاء الولاية يوم الاثنين الماضي، وما زال 54 حريقًا منها خارج السيطرة ولم يتمكّن رجال الإطفاء من احتوائها.

وفي ولاي فيكتوريا، احترق أكثر من 800 ألف هكتار من الأراضي.

وأُعلنت حالة التأهب في حالة الكوارث في المناطق التي شهدت الظروف الأسوأ في فيكتوريا، ما يسمح للسلطات بالإخلاء الإجباري، ووضع الملكيات الخاصة تحت تصرف خدمات الطوارئ.

وتُظهر صورُ الأقمار الصناعية التي التُقطت انتشارَ الدخان في فيكتوريا، ونيو ساوث، ويلز بفعل الحرائق، الأمر الذي أثّر على جودة الهواء في المنطقة، ووصولًا إلى نيوزيلندا. وفي ولاية ساوث بأستراليا، دمّرت الحرائق أكثر من 80 منزلًا في منطقة هضاب أديلايد. كما يرجح أن الحرائق دمّرت حوالي ثلث كروم العنب.

بعد أشهر من الحرائق المشتعلة بمساحات شاسعة من أستراليا، قدر عالم بيئي أعدادَ الحيوانات النافقة بسبب النيران بأكثر من مليار، من بينها مخلوقات فريدة ونادرة الوجود. ووفقًا للبروفيسور شيرز ديكمان من جامعة سيدني، الذي تحدث إلى محطة «ناشونال بابليك» الإذاعية الأسترالية، فإن 800 مليون حيوان نفق في ولاية نيو ساوث ويلز، جنوب شرقي القارة. ونفقت مئات الملايين من الحيوانات حرقًا بالنيران أو اختناقًا من جراء الدخان، أو جوعًا بعد أن أتت ألسنة اللهب على مصادر الغذاء. وتشمل الحيوانات النافقة ثدييات وطيورًا وزواحف، لكن ليس من بينها الخفافيش والضفادع والحشرات وحيوانات لافقارية أخرى، وَفقًا لمصادر محلية.

 

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X