الأوبرا هي شكل من أشكال المسرح لكنها تعرض الدراما بشكل رئيسي من خلال الموسيقى والغناء، وقد نشأت في إيطاليا عام 1600، علماً بأن هذا الفن يعد جزءًا من الموسيقى الغربية الكلاسيكية، وفي أي أداء أوبرالي تُعرض عدة عناصر من المسرح الكلامي مثل التمثيل، المشاهد والأزياء، وأحياناً الرقص، وعادة ما تكون عروض الأوبرا في دار أوبرا مصحوبةً بأوركسترا أو فرقة موسيقية أصغر قليلاً.

يعرّف أحمد بيومي في القاموس الموسيقي «الأوبرا» بأنها: «عمل مسرحي غنائي بشكل كامل، حيث يعتمد على الموسيقى، ويؤدى الحوار بالغناء بطبقاته ومجموعاته المختلفة، وموضوعها وألحانها تتفق وذوق وعادات العصر التي كتبت فيه وتشتمل الأوبرا على الشعر والموسيقى والغناء والباليه والديكور والفنون التشكيلية والتمثيل الصامت. كما تشمل أغانيها على الفرديات والثنائيات والثلاثيات والإلقاء المنغم أو الرسيتاتيف، والغناء الجماعي وبمصاحبة الأوركسترا الكاملة.

وتعتبر المسرحية الأوبرالية دافني (1597) ل:جاكوبو بيري، الأوبرا الأولى، ولكن المؤلف الأول للأوبرا كان كلاوديو مونتيفيردي (1567-1643) الذي لا تزال أعماله تعرض وتؤدى حتى اليوم، ثم ما لبثت الأوبرا بعدها أن انتشرت من فلورنسا، البندقية وروما، ومن إيطاليا إلى بقية أرجاء أوروبا: شوتز في ألمانيا، لولي في فرنسا، وبرسل في إنجلترا، كل هؤلاء ساعدوا في إنشاء تواريخهم الوطنية. وفي القرن الثامن عشر، استمرت سيطرة الأوبرا الإيطالية على معظم أرجاء أوروبا، ما عدا فرنسا، ما ساعد على جذب مؤلفين أجانب مثل هاندل، وفي ذلك الوقت، كانت أوبرا سيريا أو الأوبرا الجدّية أو الدرامية، أكثر أنواع الأوبرا الإيطالية رفعةً في المستوى، وفي أواخر القرن الثامن عشر، كان موتسارت من أكثر الشخصيات تأثيرًا على الأوبرا آنذاك، ابتدأ موتسارت بأوبرا سيريا، ولكنه اشتهر بمسرحياته الأوبرالية الكوميدية الإيطالية، خصوصًا لي نوتزي دي فيغارو أو زواج فيغارو، دون جوفاني أو السيد جوفاني، وكوزي فان توتي. أوبرا داي زوبرفلوت أو المزمار السحري وتعد من أشهر أعمال موتسارت وتعد أيضًا من العلامات الواضحة للتاريخ الألماني في الموسيقى. وفي القرن السابع عشر اشترك المهندسون في إخراج المسرحيات الأوبرالية لإظهار الفخامة المفرطة وفق أسلوب الباروك، وكان المهندسون يحققون معجزات مسرحية كتصوير الزلازل والعواصف الرعدية وتحويل خشبة المسرح إلى بحر تظهر فيه جنيات الماء وحورياته ثم تختفي في غمضة عين، كما أدخل الباليه كفن الرقص بين فصول الأوبرا في بعض الأحيان، ويؤكد د. ثروت عكاشة أن هذا العصر شهد مولد الأوبرا بشكلها المائل نحو الإبهار، لتعد أكثر النماذج تمثيلاً لفن الباروك، حيث أرضت أهل الباروك الذين كانوا يتشيعون لإطلاق الحدود فيما بين جميع الفنون، ولهدم الأسوار التي تفصلها عن بعضها البعض، إذ يجب أن تتآلف جميعها ضمن العمل الدرامي مكونة وحدة ضخمة، لتأتي بذلك الأوبرا كأحد مظاهر جمع الفنون السبعة.