تركيا تستهدف 54 هدفاً للنظام السوري وتقتل جنوداً
أنقرة – وكالات:
قالت تركيا أمس إنها ضربت 54 هدفاً تابعاً للحكومة السورية بعد مقتل 6 من جنودها في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المؤشرات الأولية تفيد «بتحييد» ما بين 30 و35 من النظام السوري في رد تركيا على ما وصفته الحكومة بأنه قصف مكثف لجنودها في إدلب آخر معقل للمعارضين السوريين في الحرب المستمرة منذ نحو تسع سنوات.
وشدد الرئيس التركي على تصميم بلاده على مواصلة عملياتها في سوريا «من أجل ضمان أمن بلادنا وشعبنا وأمن أشقائنا في إدلب». وأوضح أن سلاح المدفعية التركية رد بـ 122 رشقة إلى جانب 100 قذيفة هاون على 46 هدفاً للنظام السوري. وقال أردوغان إنّ تركيا أبلغت مسؤولين روساً بأن «عليهم التنحي جانباً» عن الصراع المتصاعد. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الوحدات العسكرية التركية تعرضت للقصف أثناء الليل بعد تحركها داخل إدلب دون إخطار روسيا. وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول «رددنا بالمثل على هذه الهجمات وسنواصل القيام بذلك، سواء كان ذلك بالمدفعية أو بقذائف المورتر». وأضاف «عازمون على مواصلة عملياتنا من أجل أمن بلدنا وشعبنا وإخواننا في إدلب.. من يشككون في عزمنا سيدركون عما قريب أنهم ارتكبوا خطأ». وقال مسؤول أمني تركي إن القصف الذي أدى لمقتل الجنود وقع في منطقة مدينة سراقب على بعد 15 كيلومتراً شمالي مدينة إدلب. وتقع سراقب على مفترق طريقين رئيسيين تسعى دمشق للسيطرة عليهما بالكامل. وأضاف المسؤول «بعد التطورات التي حدثت في إدلب في الأسابيع القليلة الماضية، تم تقديم دعم كبير في نهاية الأسبوع للجنود والعتاد والعربات في المنطقة». وتخشى تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ من سوريا، موجة جديدة من المهاجرين من إدلب. وتنشر 12 نقطة مراقبة عسكرية في أنحاء المنطقة بموجب اتفاق في عام 2017 مع روسيا وإيران. وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إن أنقرة ستعتبر قوات الحكومة السورية حول مواقع المراقبة التركية في المنطقة «أهدافاً». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً، إنّ 13 من أفراد القوات الحكومية السورية قتلوا في القصف التركي وكان المرصد قال إن نحو 320 شاحنة وعربة عسكرية تركية دخلت إدلب من معبر كفر لوسين، وهو عدد أكبر بكثير مما هو معتاد، واتجهت جنوباً. وقالت وزارة الدفاع التركية إن القصف استهدف تعزيزاتها التي تهدف لمنع وقوع اشتباكات في إدلب، رغم التنسيق المسبق لمواقعها. وقال أردوغان إنه إذا أخفقت المحادثات بين الدبلوماسيين والجنرالات في الوصول إلى نتائج فإنه سيتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة ليحاول حل الأمر. وأضاف «أبلغنا نظراء روساً خصوصاً بأنهم ليسوا الطرف الذي نتعامل معه هنا وإنما هو النظام السوري مباشرة، وإن عليهم التنحي جانباً». وتابع قائلاً: «الأمر ليس على ما يرام، إننا نفقد شهداء هنا، لكن قواتنا المسلحة ومدفعيتنا.. تبقيهم تحت النيران». وأضاف: إن مقاتلات إف-16 تشارك في العملية التركية ضد 40 نقطة في إدلب. من جانبه، صرح مصدر عسكري تركي للجزيرة أن الجانب التركي ألغى تسيير دورية مشتركة مع الجانب الروسي ، مُضيفاً أن وزير الدفاع التركي وكبار ضباط قيادة الأركان سيتوجهون سريعاً إلى الحدود مع سوريا. وأوضح المصدر أن الجنود الذين قتلوا في إدلب لم يكونوا ضمن أي نشاط لعمليات عسكرية، وقال إن الادعاء الروسي بأن تركيا لم تنسق مع موسكو بشأن العملية العسكرية في إدلب، غير صحيح.