الدوحة-  الراية :

 قالت البي بي سي إنّ حرارة القارة القطبية الجنوبية «أنتركتيكا» قد تجاوزت ال 20 درجة مئوية لأوّل مرة، فبعد أن سجّل الباحثون الحرارة وجدوا أنها وصلت إلى 20.75 درجة مئوية على جزيرة قبالة ساحل القارة. وقال العالم البرازيلي كارلوس شيفر لوكالة «فرانس برس» إنّهم «لم يروا قط هذه الدرجة المرتفعة من الحرارة في القارة القطبية الجنوبية». لكنّه حذّر من أن درجة الحرارة، التي تمّ تسجيلها في 9 فبراير الجاري، كانت مجرد قراءة واحدة وليست جزءًا من مجموعة بيانات طويلة الأجل.

رقم قياسيّ

كما سجّلت القارة رقمًا قياسيًا الأسبوع الماضي أيضًا، حيث بلغت درجة الحرارة 18.3 درجة مئوية في شبه جزيرة أنتركتيكا. وأُخِذت هذه القراءة الأخيرة في محطّة مراقبة في جزيرة سيمور، وهي جزء من سلسلة من الجزر قبالة شبه الجزيرة، في أقصى شمال القارة. وأضافت البي بي سي إنه على الرغم من أن درجة الحرارة مرتفعة، فقد أكّد شيفر أنّ القراءة لم تكن جزءًا من دراسة أوسع، وبالتالي، لا يمكن استخدامها للتنبّؤ بمسار درجات الحرارة.

وقال كارلوس شيفر: «لا يمكننا استخدام هذا لتوقّع التغيّرات المُناخية في المستقبل. إنها مؤشّر بيانات .. ومجرد إشارة إلى حدوث شيء مُختلف في هذا المكان».

سرعة الاحترار بالقارة القطبية الجنوبية

وفقًا للمُنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، ارتفعت درجات الحرارة في أنتركتيكا بنحو 3 درجات مئوية على مدار الخمسين عامًا الماضية، وأن حوالي 87٪ من الأنهار الجليدية على طول ساحلها الغربي «تراجعت» في ذلك الوقت.

وعلى مدار ال 12 عامًا الماضية، أظهرت الأنهار الجليدية «تراجعًا سريعًا» بسبب الاحتباس الحراري. وكان الشهر الماضي أيضًا أحرّ -»يناير»- في أنتركتيكا. وارتفعت درجات الحرارة في أنتركتيكا بنحو 3 درجات مئوية على مدار الخمسين عامًا الماضية.

تحذيرات علميّة

وحذّر العلماء من أن ظاهرة الاحتباس الحراري تسبّب الكثير من الانصهار في القطب الجنوبي، وسوف يتفكّك في نهاية المطاف، ما يؤدّي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار ثلاثة أمتار على الأقلّ، خلال القرون القادمة. وكان السجل السابق للحرارة في كامل منطقة القطب الجنوبي – الذي يشمل القارة والجزر والمحيطات الموجودة في المنطقة المُناخية في القطب الجنوبي – 19.8 درجة مئوية، تمّ تسجيله في يناير 1982. وفي يوليو الماضي، سجلت منطقة القطب الشمالي درجة حرارة قياسية بلغت 21 درجة مئوية، عبر قاعدة عند الطرف الشمالي لجزيرة إليسمير في القطب الشمالي الكندي.

يناير الماضي الأكثر حرارة في التاريخ

سجّل شهر يناير ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة على الأرض والمحيطات، إذ ارتفعت في هذا الشهر إلى معدلات لم تحدث من قبلُ في أي شهر يناير طوال 141 عامًا، تم تسجيل بياناتها في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. وبحسب هذه الهيئة الأمريكية، زاد مُتوسط درجة الحرارة على الأرض وفوق المحيطات 1.14 درجة سيليزيوس عن متوسط درجات الحرارة في القرن العشرين (12 درجة) ومتجاوزة المعدل القياسي الذي حصل في عام 2016. وأشارت الهيئة إلى أنّ أحرّ أربعة شهور يناير قد سجلت جميعها منذ عام 2016، وأحرّ 10 شهور يناير قد سجلت جميعها منذ عام 2002. وارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مُعتاد في عموم روسيا والدول الأسكندنافية وشرق كندا في يناير، ووصلت إلى 10.3 درجة في بلدة أوربرو السويدية، وهي أعلى درجة تشهدها المدينة منذ عام 1858، ووصلت إلى 23 درجة في مدينة بوسطن الأمريكية، وهي أعلى درجة على الإطلاق تسجّل فيها.

وكانت بيانات سابقة قد أشارت إلى أن عام 2019 سجّل ثاني أعلى درجة حرارة على سطح الأرض، بينما اعتبرت السنوات الخمس وال10 الماضية الأشدّ حرارة منذ 150 عامًا.