الدوحة – الراية :
قال السيد يونس مجاهد رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين إن التكنولوجيات الحديثة في التواصل الاجتماعي أسهمت في تطوير النضال الديمقراطي، خاصة في البلدان التي لا تتوفّر فيها صحافة حرة أو تجارب ومؤسسات ديمقراطية.
لكن رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، حذّر في كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «وسائل التواصل الاجتماعي: التحديات وسبل دعم الحريات وحماية النشطاء»، من لجوء بعض الحكومات لأساليب التضييق والقمع بهدف الحدّ من قوة وانتشار الأخبار والأفكار المناقضة لسياستها، فضلاً عن لجوء مجموعات الضغط والمصالح لأساليب أخرى في استعمال سلبي لحرية التعبير عبر الوسائط الرقميّة، واستعمال العديد من التقنيات لتضليل الرأي العام وإغراق الفضاء الرقمي بالدعاية والإشاعة، وأحياناً مهاجمة المعارضين، باستعمال مكثف لهويات مزيفة وللجيوش الإلكترونية والروبوتات وغيرها من وسائل التأثير الاصطناعي.
وأضاف إن النشطاء السياسيين الحقوقيين، الذين استفادوا من الأدوات التكنولوجية الراهنة، أصبحوا يتعرّضون للتضييق والاضطهاد، داعياً إلى التقدّم في وسائل حمايتهم، واعتبار قضيتهم مسألة حيوية وذات أولوية لدى كل المدافعين عن حقوق الإنسان، ومن بينهم نقابات الصحافيين التي ينبغي أن تساهم بدورها في تعزيز حرية التعبير.
وحذّر من انتشار الأخبار الزائفة والمحتويات السيئة في التعبير والنشر والبثّ عبر تلك المنصات، واستغلال التطور في التكنولوجيات الرقمية من طرف الجماعات المتطرّفة لنشر خطاب الكراهية والعنصرية وغيرها من المضامين التي تناقض حرية الرأي والحق في الاختلاف والتعددية والمساواة، واستغلال الوسائط الرقمية لتمرير خطابات السب والقذف والتجسس على الحياة الخاصّة للناس، وهي ممارسات أصبحت مقلقة، تتضاعف آثارها المدمّرة باستمرار.
وطالب السيد يونس مجاهد الصحافيين والنشطاء والمسؤولين في المنظمات بإدراك الأهمية القصوى، التي تكتسبها مسألة مواجهة الأضرار الجانبية للتكنولوجيات الحديثة في التواصل، وأن تلعب أدوارها الطلائعية في هذا السبيل، مضيفاً: «لا يمكن أن نقبل استغلال الأضرار الجانبيّة، كمبرّر يتيح لبعض الحكومات التراجع عن الحريات أو تكريس سياسة التضييق عليها».
ودعا إلى مساهمة الجميع في تقليص الأضرار الجانبيّة لتلك الوسائط، وإصلاح الأخطاء، وتطوير الصحافة والمضامين ذات المصداقية، وطالب الصحافة بلعب دورها في تعزيز حرية التعبير والمساهمة الفاعلة في الفضاء الرقمي، ومرافقة التحوّلات والمساهمة الإيجابية فيها.
وتناول في كلمته الجهود التي يضطلع بها الاتحاد الدولي للصحفيين في حماية حقوق النقابات الصحفية، مؤكداً أن الدفاع عن حرية الصحافة ركن من أركان عمل الاتحاد، إذ لا يمكن تصوّر أي مجتمع ديمقراطي، دون وجود صحافة وإعلام مستقلين عن نفوذ السلطة والمال، كما أن ممارسة حرية الصحافة جزء أساسي من حرية التعبير، بمفهومها الشامل، التي تعني حق كل مواطن في اعتناق الآراء وتلقي الأخبار والأفكار ونشرها وبثها، «لكن ممارسة حرية الصحافة تقتضي كذلك الخبرة والكفاءة والمهنيّة».
وأعرب رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين عن تطلعه أن يسفر النقاش في المؤتمر عن نتائج وأفكار مثمرة، واقتراحات لحماية الحق في التعبير، واستعمال الثورة الرقميّة لخدمة الديمقراطية والشفافية والوصول للمُعطيات وفضح الفساد والظلم والتسلّط.