جمعية الفنون التشكيلية تدعم المواهب القطرية
أستمتع بتنظيم وقتي بين الدبلوماسية والفن والبزنس
حوار- ميادة الصحاف:
قالت الفنانة التشكيلية ماريا البدر إنها تعشق الرسم على البورسلان، ووصفته بأنه أمر رائع وسحري لأنه يمزج المشاعر والأفكار بالألوان لصنع قطع خزفية تنبض بالحياة، مشيرة إلى أنها تواكب التطور واستخدام أحدث التقنيات الجديدة في أعمالها. وأكدت في حوار ل الراية أنها عضو في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، ورابطة فناني أمريكا اللاتينية في قطر، والتي تضم مختلف التخصصات مثل التصوير في الوسائط الإعلامية الرقمية، والرسم الزيتي، والأكريليك وغيرها، مشددة على أنها تسعى لربط الفنانين من ثقافات مختلفة ومشاركتهم ذات الشغف، أيا كان التخصص. واعتبرت البدر أن الحياة الدبلوماسية صعبة لكنها نعمة حقيقية بالنسبة لها لأنها ساعدتها في التعرف على ثقافات مختلفة ومنحتها رؤية أوسع للعالم، مشيرة إلى أنها مولعة بالعمل التطوعي وتعتبره مكملا لواجباتها الدبلوماسية.. وإلى تفاصيل الحوار:
لماذا اخترت الرسم على البورسلان تحديدا؟
– اكتشفت أن الرسم على البورسلان أمر رائع وسحري.. أحب أن أكون مختلفة، والطلاء الخزفي ليس شائعا للغاية، لا سيما هنا في قطر. تكون أصباغ ألوان البورسلان بهيئة البودرة ويجب خلطها قبل استخدامها.
عندما أرسم، أنقل مشاعري عن طريق اختيار الفكرة، ومزج الألوان لصنع قطعة خزف أبيض نابضة بالحياة، ويتم الكشف عن لون الطلاء الحقيقي فقط بعد إدخال القطعة في الفرن على درجة حرارة عالية. هناك كيمياء داخل الفرن بين تعبير الفنان، ولون الطلاء ودرجة الحرارة، وتكون النتيجة في جميع الأحوال رائعة. لهذا السبب أصف هذا النوع من الفنون ب «السحري».
كيف توجهت إلى الفن؟
– من خلال العمل التطوعي بالتحديد، التقيت عام 2010 بالشخص الذي كان مرشدا لي في الرسم على البورسلان (الخزف)، وهي الفنانة البرازيلية والمنسقة السيدة كلارا فيفيان روزا، وبدأت في أخذ دروس على يدها في ورشة أقامتها في برازيليا بالبرازيل. لست رسامة محترفة في الرسم على البورسلان، فأنا مجرد هاوية وما زلت أتعلم باستمرار التقنيات الجديدة.
أنتمي إلى مجموعة من الفنانات الصديقات المتخصصات في الرسم على البورسلان هنا في الدوحة، بدأنا منذ بضع سنوات، نحن 11 سيدة من جنسيات مختلفة نجتمع في نهاية كل أسبوع ونتناوب في مكان الاجتماع، لعدم وجود مسؤول لدينا، ونعمل في منازلنا.
اكتشاف المواهب
حدثينا عن الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بوصفك عضوا فيها؟
– الجمعية القطرية للفنون التشكيلية هي جزء من الحي الثقافي «كتارا»، وهدفها هو اكتشاف المواهب، بالإضافة إلى تشجيع ودعم الفنانين القطريين محليا ودوليا. تنظم الجمعية العديد من المعارض والفعاليات على مدار العام، ولها صلات راسخة مع المؤسسات الفنية العربية والدولية.
تضم الجمعية نحو 150 عضوا، وأنا العضوة الوحيدة التي ترسم على البورسلان (الخزف)، وأشجع زملائي الفنانين القطريين الآخرين على الحذو حذوي.
ماذا عن الجمعيات الأخرى التي تنتمين إليها؟
– أنتمي أيضا إلى رابطة فناني أمريكا اللاتينية في قطر، وهي مجموعة تضم تخصصات مختلفة، ابتداء من التصوير في الوسائط الإعلامية الرقمية، والرسم الزيتي، والأكريليك، وغيرها من أنواع الفنون الأخرى. كما تهدف المجموعة أيضا إلى الترويج عن فناني أمريكا اللاتينية، وإنشاء روابط مع الفنانين القطريين. بالإضافة إلى أني عضو في رابطة الفنانين العالميين في قطر، وهي منظمة غير ربحية من مختلف التخصصات التي تعيش وتعمل في قطر.
شغف الفن
وهل تمكنت من ربط فناني أمريكا اللاتينية بأقرانهم القطريين؟
– نعم أعتقد أن هذه الجمعيات التي أنتمي إليها تمكنت من ربط الفنانين من ثقافات مختلفة ومشاركة شغف الفن، أيا كان الاختصاص.
إلى جانب عملك فنانة تشكيلية، دخلت مجال البزنس، كيف أقدمت على هذه الخطوة؟
– عندما عملت مع زوجي في نيويورك، أتيحت لي الفرصة لمقابلة سيدة أمريكية من أصل فلسطيني، وهي إنسانة رائعة ولدت في قطر، وتتشاطر معي شغف الفن. ثم تطورت صداقتنا، وأصبحنا الآن شريكتين في التحدي الجديد كسيدات أعمال، لذلك قررنا فتح متجر لبيع العباءات الفاخرة، وهو مكان رائع يتضمن الحس الفني، من تصميم أزياء السهرات والحفلات، كما يشتمل المعرض على بعض القطع من أمريكا اللاتينية، علما بأننا تجار التجزئة المعتمدين في قطر.
تنظيم الوقت
كيف تنظمين وقتك بين الدبلوماسية والفن والبزنس؟
– لا يعدو الأمر أكثر من مجرد مسألة تنظيم، أحاول تقسيم الوقت والعناية بكل من هذه المهام التي يجب علي القيام بها. أنا أيضا أم وجدة، وأحاول تخصيص وقت ممتع للجميع، بالتأكيد العائلة أولا، لكني أنظم وقتي لإعطاء كل شيء حقه بالكامل وأساوي بين الجميع، والتمتع بكل شيء!
هل تشجعين أبناءك على دخول المجالات التي تعملين بها؟
– بالطبع أشجعهم على ذلك، على الرغم من أنه قرارهم الخاص بشأن ما يتوجب عليهم فعله، ولديهم حتى الآن رؤية أخرى حول كيفية خدمة بلدهم. لدي ولدان وهما مهنيان ممتازان، الكبير يعمل مهندسا معماريا بحريا، أما ابني الثاني فيعمل مساح محيطات، وكلاهما يعمل الآن في مجال النفط. وأعتقد أن كليهما قد اختار طريقه في الحياة، ولكن لا يزال أمامهما تحد جديد وحياة طويلة، وكلاهما يعشق العمل في البحر كأجدادهم، حيث كان والدي يعمل صياد لؤلؤ ويحب البحر كثيرا.
العمل التطوعي
باعتبارك زوجة دبلوماسي.. كيف تصفين الحياة الدبلوماسية؟
– الحياة الدبلوماسية صعبة لبعض الأشخاص، ولكن بالنسبة لي كانت نعمة حقيقية لأنني تمكنت من العيش والتعلم من ثقافات مختلفة، وزيارة أماكن جديدة، وقد جعلني ذلك أكثر حكمة، كما أثرى ثقافتي. وقد استفاد أبنائي من ذلك أيضا، وأعتقد أن لديهم الآن رؤية أوسع للعالم. ويمكن أن نؤثر في حياة الآخرين من خلال تجاربهم التي عاشوها معنا. نتعلم كيف ننظر إلى أنفسنا ونكون ممتنين ونحمد الله على الحياة التي نعيشها.
وقد رافقت زوجي في مهامه الدبلوماسية، حيث انتقلنا بين بلدان مختلفة، فما بين عامي 1991 – 2015، عشنا في السودان والولايات المتحدة والبرازيل وبيرو. خلال هذه السنوات، شاركت في جمعيات خيرية مختلفة واستطعت اكتشاف ولعي بالعمل التطوعي. لقد دعمني زوجي دائما وأعتقد أن العمل التطوعي مكمل ويجب أن يكون جزءا من واجبات زوجة الدبلوماسي.
هل حصلت على أي جوائز؟
– لقد حصلت على ثلاث جوائز خلال فترة وجودي بالخارج، وجميعها تتعلق بالعمل التطوعي الذي قمت بتطويره أثناء وجودي في بيرو. تُمنح هذه الجوائز للأشخاص الذين أظهروا مزايا الصفات المهنية العالية والإنسانية في المساهمة في السلام، وتنمية السكان الأصليين أثناء تواجدهم في بيرو، وكنت واحدة من الذين تم اختيارهم لهذا الغرض.