الدوحة – الراية:
الزواج الناجح والسعيد مطلب يسعى إليه جميع الأزواج، إذ يحاول كل طرف جاهدا بذل كل ما بوسعه للعيش في أجواء مريحة مع شريك حياته وتكوين أسر متينة مبنية على أسس صحيحة، ومنها تنهض المجتمعات والأمم. البعض يرى أن تحقيق ذلك على أرض الواقع صعب للغاية، وأن القصص السعيدة موجودة في الخيال والأفلام السينمائية فقط. بينما تؤكد عالمة النفس والباحثة في جامعة مشيجان تيري أورباك إن المحافظة على علاقة سعيدة أو مستقرة بين الأزواج ليست أمرا صعبا، وترى أن تغييرات صغيرة وبسيطة يمكن أن تخلق زيجة ناجحة. ولتحقيق هذا الهدف، تقترح أورباك اتباع خمس خطوات تعتبرها ذات قيمة كبيرة لأي زوج أو زوجة، وذلك بعد إجرائها دراسة طويلة الأمد على نحو 373 عينة من الأزواج، وهي كالتالي:
– توقعي الأقل واحصلي على المزيد من شريك حياتك: يفترض العديد من الناس أن الصراع بين الأزواج هو نقطة الضعف التي قد تقوض علاقاتهم، لكن أورباك لا تتفق مع ذلك وترى أن الإحباط هو السبب وراء ذلك. ويتولد الإحباط لدى الزوجة عندما لا تتحقق ما تتمناه من زوجها، أو لأنها تكتشف شخصيته الحقيقية بعد الزواج وتصدم بواقع مغاير تماما لما رسمته في مخيلتها. وترى الباحثة أن الأزواج السعداء الذي ينعمون بعيشة هانئة هم من يضعون سقفا واقعيا وقابلا للتحقق من الآمال والتوقعات بشأن العلاقات بشكل عام وعن علاقتهما بشكل خاص. وتقول إن أحد الخرافات الشائعة تتمثل في أن الأزواج السعداء هم أولئك الذين لا يواجهون صراعات، وتؤكد أن هذا الأمر غير صحيح لأن الصراع بين الأزواج أمر حتمي، وبدونه لن يتحدثا عن المسائل المهمة التي تتعلق بعلاقتهما.
– الحوافز والمكافآت: التعبير عن العواطف وإظهار المشاعر يعد المفتاح للسعادة الزوجية، اجعلي شريك حياتك يعرف أنه شخص مميز وذو قيمة بالنسبة لك، وألا تعتبري ذلك أمرا مسلما به. وشركاء الحياة، رجالا كانوا أو نساء، يظهرون هذه العواطف بالأقوال والأفعال، لكن الرجال يحتاجون إلى تعبير شريكات حياتهم عن عواطفهن أكثر من النساء، باعتبار أن الأخيرات ربما يحصلن على مديح أو إطراء من أناس آخرين في المجتمع، كالصديقات، والجارات وغيرهن.
– التواصل اليومي: ويعد من الأمور الهامة التي يغفل عنها معظم الأزواج، حيث يعتقدون أن تواصلهم اليومي المتعلق بإدارة الشؤون المنزلية، مثل التحدث عن الشراء من البقالة أو دفع الفواتير، أو مساعدة الأطفال في واجباتهم المدرسية وغيرها من الأمور الحياتية الأخرى تكفي لخلق أجواء زوجية ناجحة. بينما يكون التواصل الحقيقي من خلال التعرف عما يدور في العالم الداخلي لشريك حياتك، فإذا أردت أن تشعري بالسعادة الحقيقية، لابد أن تتفهمي مشاعر زوجك جيدا. حاولي أن تخصصي عشر دقائق يوميا للحديث مع زوجك عن أمور بعيدة عن شؤون المنزل والأسرة والعمل، اسأليه مثلا عن الأشياء التي يحبها، أو عن أفضل خمسة أفلام شاهدها في حياته، أو الأفلام الجيدة المعروضة في السينما، أو عن البلد الذي يرغب السفر إليه… الخ.
– التغيير وكسر الرتابة: إذ أن الملل من أكثر المشاكل التي يعاني منها الأزواج، وقد يحدث التغيير الفارق لذلك. ويمكن تحقيق هذا التغيير من خلال عدة طرق، مثل الذهاب إلى مطعم غير المعتادين عليه، أو قضاء إجازة في بلد جديد لم تزوروه من قبل، أو ممارسة الرياضة، أو مشاهدة فيلم اجتماعي.
– قللي التكاليف وزيدي المنافع: الأزواج السعداء هم من لديهم خمسة مشاعرأو تجارب إيجابية مقابل شعور أو تجربة سلبية واحدة. من المهم أن تراجعي علاقتكما بانتظام وتعرفي التكاليف والمنافع. وخلصت الباحثة أورباك بالقول «يفترض العديد من الأزواج بأنه يتعين أن يكون هناك توازن بين الحسنات والسيئات، فلو كانت الإيجابيات في يدك اليمنى والسلوكيات السلبية في يدك اليسرى، فعليك حينها أن تتأكدي أن كفة الميزان تميل لصالح يدك اليمنى، أي أن تبقي الأشياء الإيجابية متفوقة على السلبية». وأشارت إلى أن هناك ستة سلوكيات تقضي على الزواج الناجح وهي، الصراع المستمر، عدم التواصل، المهام المنزلية، الغيرة، الاحتفاظ بالأسرار وعدم التوافق مع أهل الزوجين.