الراية الرياضية
اختار الأسلوب الأمثل لاجتياز المحطة الأصعب بالدوري

الريان كسب رهان الكلاسيكو بالصلابة الدفاعية

رغم كل ما يمتلكه من أسماءٍ مهمة راهن ويراهن عليها في موسمه الحالي إلا أن الفوز الذي حقّقه الريان في هذه الجولة بتغلّبه على السد بهدف وحيد يعود بالدرجة الأولى إلى الاختيار الصائب لمدربه آجيري عندما لجأ إلى التركيز على الشقّ الدفاعيّ من خلال التماسُك والصلابة إلى جانب الرقابة المشدّدة التي فرضها على مصادر الخطر الحقيقيّة في السد. فمن خلال هذا الأسلوب، الذي يعتمد أيضًا على استثمار سرعة لاعبيه في التوغّلات الجانبية عبر ياسين براهيمي، وموفق عوض ومن ثم البديل عبدالرحمن الحرازي، استطاع الفريقُ أن يحسم اللقاء بالهدف الوحيد الذي ربما جاء مغايرًا لسير المباراة في دقائقها الأولى لكنه منسجمًا مع الطريقة التي اختارها المدرب آجيري عندما راهن كثيرًا على التنظيم الدفاعي، وأيضًا على يقظة ومهارة الحارس المتألّق فهد يونس الذي يؤكّد المرة تلو الأخرى تميّزه وجدارته الكبيرة والمتصاعدة.

ومع أننا لا ننكر أن الفوز هذا جاء أيضًا بسبب غياب التوفيق عن لاعبي السد وتحديدًا في الأمام إلا أن ذلك لا يقلل من جدارة الريان الذي كان منظمًا جدًا بدفاعه الرباعي وإسهامات وسطه في تعزيز قدراته الدفاعية تلك من خلال التراجع والانضمام إلى خط الظهر ليكون ذلك بمثابة الجدار الصلب الذي صعّب كثيرًا من مَهمة لاعبي السد، وبالتالي قطع الطريق أمامهم ومنعهم من ترجمة إمكاناتهم بالشكل الأمثل، على الرغم من أن الفريق كان قد فقد وفي وقت مبكر من عمر المباراة واحدًا من أسباب صلابة دفاعاته عندما خرج الظهير خالد مفتاح متأثرًا بإصابة بعد (11) دقيقة فقط من صافرة البداية.

وفي كل الأحوال نقول إنه بدون هذا الأسلوب الذي فرضه مدرب الفريق آجيري ما كان بإمكان الريان أن يحسم المباراة لصالحه، خصوصًا أننا نتحدث هنا عن أسماء بالغة الخطورة، ولا سيما بالنسبة إلى بونجاح وأكرم عفيف اللذين وجدا نفسيَهما وسط رقابة مشددة جدًا ليكون ذلك سببًا في الحدّ من خطورتهما في هذا اللقاء.

الاستحواذ وحده لا يكفي يا «الزعيم»

السد فشل في الخروج من عنق الزجاجة

عندما نقول إن الاستحواذ وحده لا يصنع الفوز فإنّ ذلك هو بالضبط ما ينطبق على السد في مباراته مع الريان في هذه الجولة، وكانت بمثابة مباراة عنق الزجاجة فعلًا على مُستوى الصراع على اللقب.. فعلى الرغم من أنه كان قد فرض وجوده في ساحة منافسه أغلب زمن المباراة ولا سيما في شوطها الثاني إلا أنه لم يتمكن من ترجمة ذلك بالشكل المناسب ليخرج بالتالي خاسرًا بهدف دون مقابل، وهي الخسارة الخامسة له في البطولة التي باتت فيها فرصته في الدفاع عن اللقب في غاية التعقيد والصعوبة إن لم نقل إنها قد تلاشت إلى حدّ بعيد.

فعلى مدى الشوطَين كان السد هو الأقرب إلى مرمى منافسه وهو الأكثر صنعًا للفرص التي تهدد المرمى إلا أن الذي حدث هو أنه لم يتمكن من ترجمة أيّ منها إلى هدف ليس بسبب التسرع وغياب التركيز، وبالتالي فقدان القدرة على الوصول إلى النهايات السليمة، وإنما أيضًا لعجزه عن فك الشفرة الدفاعية التي لجأ إليها منافسه إلى جانب غياب الحلول المناسبة في مثل هذه الحالات التي تتطلب معالجات تكتيكية أكثر منها معالجات فردية.

وفي الحقيقة فإن مشكلة السد الرئيسية لم تكن لتقف فقط عند حدود الغيابات المؤثرة التي أفقدته خدمات لاعبين مهمين وأساسيين مثل الهيدوس، والهاجري، وأسد إلى جانب خروج مدافعه طارق سلمان مبكرًا متأثرًا بإصابة هو الآخر، وإنما هي كانت أيضًا بسبب الرقابة المشددة التي فرضت على أخطر لاعبيه وتحديدًا بونجاح وأكرم عفيف وكلاهما ظهرا بدون ما نعرفه عنهما من خطورة حقيقية على المرمى إلى جانب التواضع الذي كان عليه وسط الفريق سواء بالنسبة إلى جابي أو نام تاي الحاضر الغائب في المُباراة.

سعى للتعادل مع قطر وكاد يدفع الثمن غالياً

الأهلي يتفوق ويستحوذ بدون جدوى

أهدر العميد فرصة ذهبية ليس للابتعاد بشكل نهائي عن صراع البقاء والهبوط، ولكن للاقتراب خطوة مهمة من المنافسة على التأهل إلى المربع الذهبي، ورضي بالتعادل مع الملك 2-2 والبقاء في مركزه الثامن بفارق الأهداف فقط عن الوكرة السابع. كان بمقدور العميد أن ينتزع انتصارًا مهمًا والتقدم خطوة نحو الأمام، لكن يبدو أنه لم يكن يفكّر سوى في التعادل وفي الحصول على النقطة، بدليل أنه لم يستطع التقدّم على منافسه لكن عندما تأخر مرّتَين استطاع العودة واستطاع التعادل رافضًا الهزيمة والخسارة، ولو كان العميد هدفه الانتصار لحقّق ذلك، خاصة أنه تفوق واستحوذ أكثر على الكرة وكان الأفضل خاصة في الشوط الثاني والأقرب إلى المرمى والأكثر فرصًا.

ربما عاب العميد فقط عدم القدرة على ترجمة سيطرته وتفوقه الميداني في الشوط الثاني وترجمة الفرص التي حصل عليها، وهو ما تسبب له في مشاكل دفاعية عديدة، لأن الفريق الذي لا يستغل الفرص ولا يسجل لابد أن يتعرض لأهداف في مرماه وهو ما حدث بالفعل وكاد أن يخرج العميد خاسرًا لولا ركلة الجزاء التي أنقذته في الوقت القاتل وحقّق بها التعادل الثمين.

لا يمكن أن ننكر أن الأهلي يقدم أداءً ومستويات جيدة للغاية ويتفوق على منافسيه لكنه بات يفتقد إلى اللاعب الهداف القادر على استغلال الفرص وقيادة فريقه إلى الانتصارات وهي مشكلة حرمت الفريق حتى الآن من الوصول إلى المربع الذهبي واللعب مع الكبار.

تقدّم مرتين وخرج متعادلاً

قطر يخسر نقطتَين بسبب الأخطاء الفردية

خسر الملك نقطتَين بتعادله مع الأهلي بهدفَين في مباراتهما معًا. وجاءت خسارة النقطتَين لأنّ الملك كان المتقدّم في كل مرة سواء بالهدف الأول أو الهدف الثاني، وكان الأقرب إلى الفوز، خاصة أنّ الهدف الثاني جاء في توقيت مثالي وقبل نهاية المباراة بعشر دقائق، وهو وقت كان كافيًا كي يبذل الملك جهدًا مضاعفًا وأن يكون أكثر تركيزًا حتى يؤكد انتصاره الثمين الذي كان قريبًا بعد أن توقفت انتصاراته لجولات طويلة. ويستحق الملك أن يفوز في هذا اللقاء، كما كان الأهلي يستحق أيضًا، لأنه واجه منافسه بفكر وإستراتيجية واضحة وهي الدفاع القوي والهجوم المرتد السريع، حيث استطاع حرمان العميد من الوصول إلى شباكه، وفي نفس الوقت هدّد مرماه ببعض الفرص من هجمات مرتدة، ومن هذه الهجمات المرتدة استطاع خطف هدفَين. رغم الأداء الجيد والإستراتيجية الواضحة إلا أن الملك لم يستطع تحقيق الفوز لأسباب عديدة أهمّها الأخطاء الفردية في الدفاع، التي كانت السبب الرئيسي في هدفَي العميد، حيث جاء الهدف الأول من خطأ واضح من الدفاع الذي أتاح الفرصة لهجوم الأهلي بالاستحواذ على الكرة بكل سهولة داخل المنطقة لتنتهي بهدف التعادل الأوّل، وجاء الهدف الثاني من خطأ قاتل لأحد مدافعيه الذي تسبب في ركلة جزاء في الدقيقة 83 أسفرت عن هدف التعادل الثاني. التعادل لم يكن مرضيًا للملك لكنه نجح به في إيقاف سلسلة الخسائر والنقاط الضائعة في الجولات الماضية، كما أنه ظلّ في مركزه التاسع بعد خسارة الخور.

يؤدي ولا يفوز

الوكرة دفع ثمن الأخطاء الدفاعية

دفع فريق الوكرة ثمن الأخطاء الدفاعية التي حدثت في مباراته أمام الغرافة وأولها خطأ ضربة الجزاء التي سجل منها سفيان هني هدف التعادل للغرافة. ورغم أن الوكرة كانت بدايته نموذجية في المباراة ونجح في هزّ الشباك عن طريق إلياس بلحساني إلا أنه لم ينجح في الحفاظ على تقدمه في المباراة واستقبل هدفَين وخسر اللقاء وزاد موقفه صعوبة في جدول الترتيب، حيث إن الفارق بينه وبين أم صلال 5 نقاط وهو ليس بالفارق الكبير في ظلّ بقاء 5 جولات على نهاية الدوري. وكان يحتاج فريق الوكرة الخروج بنتيجة إيجابية في هذه المباراة وحاول تحقيق ذلك، ولكن الفريق لم ينجح في تحقيق ذلك، حيث إنّ الفريق اجتهد ووصل كثيرًا ولكنه لم يسجل إلا هدفًا واحدًا. الحقيقة أن الفريق يؤدّي في المباريات ويلعب بشكل جيد ويصل لمرمى المُنافسين ولكنه لم يحقق النتائج المطلوبة في المباريات الأخيرة، حيث إنّه خسر من الدحيل وأم صلال والغرافة وهو أمر جعل الفريق بعيدًا عن الصورة رغم أنه كان قريبًا من المربع الذهبي. ويحتاج فريق الوكرة أن يستعيد نتائجه الجيدة في المباريات المقبلة، لاسيما أن الفترة المقبلة سوف تكون صعبة جدًا وكل نقطة سيكون لها حسابات خاصة في معركة الهبوط الأكثر شراسةً.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X