الدوحة – طوخي دوام:

حققت الشركات المدرجة في بورصة قطر أرباحاً قدرها 38.3 مليار ريال خلال عام 2019، لتواصل بذلك تسجيل معدلات نمو قوية فاقت التوقعات، رغم الأجواء الجيوسياسية بالمنطقة، بالإضافة الى الحصار الجائر على قطر، ما يعكس قوة الاقتصاد القطري وقدرته على مواجهة التحديات والأزمات العالمية، ومتانة المراكز المالية لهذه الشركات وفي مقدمتها المصارف وعزمها على مواصلة أدائها الجيّد من خلال تحقيقها أرباحاً فعلية تشغيلية حقيقية.

وكشفت نتائج الشركات التي رصدتها الراية الاقتصادية عن تحقيق الغالبية العظمى منها نسب نمو جيّدة، خاصة شركات القطاع البنكي الذي استحوذ على نحو 64% من أرباح الشركات المدرجة في البورصة، حيث سجلت 4 قطاعات نمواً في الأرباح بينما تراجعت أرباح 3 قطاعات أخرى، واستحوذ قطاع البنوك على نحو 63% من إجمالي صافي أرباح الشركات، بعدما وصل صافي أرباحه إلى 24.3 مليار ريال ليسحل نمواً نسبته 6.5%.

وجاء قطاع الصناعة في المرتبة الثانية من حيث الأرباح المُحققة ليصل إجمالي أرباح الشركات العاملة في هذا القطاع إلى 6.1 مليار ريال في عام 2019. وبحسب تحليل لالراية الاقتصادية استند إلى البيانات المالية للشركات المدرجة، فقد ارتفعت أرباح 21 شركة، غالبيتها في قطاعي البنوك والخدمات، في حين انخفضت أرباح 17 شركة أخرى، وتحولت شركة من الخسائر إلى الربحية، بينما سجلت 4 شركات خسائر متفاوتة وإن قلصت هذه الشركات من الخسائر المحققة، ولم تعلن شركة عن نتائجها السنوية ومن المقرر أن تعلن عن تلك النتائج في نهاية الشهر الحالي.

قطاعات السوق

وبالنظر إلى أداء القطاعات من حيث النمو والربحية، فقد احتل قطاع الاتصالات المرتبة الأولى، وذلك بفضل التحسن الملحوظ في أداء الشركات العاملة بها، حيث حقق القطاع نسبة نمو قدرها 11% في عام 2019، ليحقق صافي أرباح قدرها 1.86 مليار ريال خلال الفترة المنتهية في 30 ديسمبر2019 مقابل 1.6 مليار ريال عن عام 2018، واحتل قطاع النقل المرتبة الثانية من حيث النمو في الأرباح بنسبة قدرها 10% من خلال تحقيقه لأرباح قدرها 1.79 مليار ريال لعام 2019، مقابل 1.63 مليار ريال عن العام السابق له، تلاه قطاع البنوك الذي سجل نمواً في الأرباح نسبته 6.5% بعد أن سجل أرباحاً قدرها 24.3 مليار ريال مقابل 22.8 مليار ريال خلال عام 2018. وعكست حالة الاستقرار المائل للارتفاع رغبة بورصة قطر القويّة في مواصلة المسار الصاعد الذي بدأته الأسبوع الماضي مدفوعة بالنتائج الإيجابية التي كشفت عنها البيانات المالية لبعض الشركات القيادية، والتي عززت من قدرة السوق على متابعة الأداء الإيجابي والذي مكنه من التغلب على أزمة تباطؤ النمو العالمي وأزمة فيروس كورونا التي هبطت بمعظم أسواق المال العالمية.

ويتوقع عددٌ من المستثمرين أن تُساهم هذه النتائج الإيجابية في عودة النشاط والسيولة للسوق المالي، في ظل توقعات بنتائج أفضل مع نهاية العام، حيث يتطلع هؤلاء لإعادة ترتيب محافظهم الاستثمارية استعداداً لتوزيعات الأرباح والتي يتطلع الجميع أن تكون توزيعات أفضل من السنوات الماضية. وقال اقتصاديون وخبراء إن مواصلة الشركات تحقيق نمو في الأرباح يعكس قوة الاقتصاد خاصة في ظل الأجواء الاقتصادية الإقليمية والعالميّة، وتكبد شركات إقليمية خسائر كبيرة، مؤكدين أن في ذلك إشارة واضحة إلى أن الشركات القطرية عززت من أعمالها التشغيليّة، وحققت نتائج تعتبر الأفضل في المنطقة، مستفيدة بذلك من قوة الاقتصاد والبيئة الاستثمارية النموذجيّة في قطر.

الإجارة القابضة تتصدر قائمة الشركات

تصدرت شركة الإجارة القابضة قائمة الشركات من حيث نسب النمو في الأرباح لعام 2019، حيث نمت أرباحها ب 239.2 %، بعد أن حققت أرباحاً قدرها 24.2 مليون ريال عن العام الماضي مقابل 7.1 مليون ريال عن العام السابق له، وجاءت شركة قطر وعمان في المرتبة الثانية، بنمو في الأرباح نسبته 96.9%، حيث بلغ صافي الربح 8,6 مليون ريال في عام 2019، مقابل 4.3 مليون ريال في 2018، تلتها شركة مزايا قطر من خلال تحقيقها أرباحاً قدرها 32.5 مليون ريال بنمو نسبته 95% مقارنة بالأرباح المحققة في عام 2018، ثم شركة الخليج التكافلي حيث حققت صافي أرباح 28.8 مليار ريال في عام 2019، مقابل 20.2 مليون ريال لعام 2018. وجاءت شركة فودافون قطر في المركز الخامس من حيث النمو في الأرباح بارتفاع نسبته 21.9% بعد أن وصلت الأرباح إلى 143 مليون ريال مقابل 117 مليون ريال خلال العام السابق له. يشار إلى أن جميع الشركات المدرجة في البورصة قد أعلنت عن نتائجها المالية لعام 2019، باستثناء شركة «إزدان» التي من المقرر أن تعلن عن نتائجها السنوية بنهاية الشهر الحالي.

وتعتبر عملية الإفصاح عن النتائج المالية في موعدها علامة صحة للبورصة، حيث تمكن المساهمون من الوقوف على نتائج أعمال الشركات وملاءتها المالية. وهو ما يدعم الشفافية مما يساعد على استقطاب مزيد من المستثمرين الجدد سواء محليين أو أجانب.

5 شركات تستحوذ على 63% من الأرباح

استحوذت 5 شركات قيادية على أكثر من 63% من إجمالي الأرباح التي حققتها الشركات المدرجة في بورصة قطر منها أربع شركات في القطاع البنكي، وجاء في المقدمة QNB بأرباح قدرها 14.3 مليار ريال بنسبة نمو قدرها 4.08% بحصة قدرها 37.4% من أرباح السوق، ثم مصرف قطر الإسلامي بعد أن سجل أرباحاً قدرها 3.05 مليار ريال في عام 2019، ليسجل نمواً نسبته 10.89% مقارنة بالعام السابق له ليستحوذ على نحو 7.9% من إجمالي أرباح الشركات المدرجة في البورصة، وجاءت شركة صناعات قطر في المرتبة الثالثة بأرباح قدرها 2.57 مليار ريال بحصة قدرها 16.7% من أرباح السوق، ثم مصرف الريان بربح قدره 2.18 مليار ريال بحصة قدرها 5.5% من أرباح السوق. وحل خامساً البنك التجاري بعد أن حقق أرباحاً قدرها 2.02 مليار ريال.

قطاع الاتصالات الأعلى نمواً

أما على مستوى القطاعات الأعلى نمواً في الأرباح فجاء قطاع الاتصالات في الصدارة بعد أن حقق نسبة نمو 11% من خلال تحقيقه أرباحاً قدرها 1.87 مليار ريال مقابل 1.68 مليار ريال خلال العام قبل الماضي، وجاء نمو أرباح هذا القطاع بدعم من الأرباح التي حققتها شركة Ooredoo حيث سجلت نمواً في أرباحها بنحو 10.2% محققة أرباحاً قدرها 1.72 مليار ريال مقارنة بنحو 1.56 ريال في العام قبل الماضي. وبكل تأكيد فإن النتائج الإيجابية للشركات بصورة عامة بالإضافة للمؤشرات الاقتصادية القوية والتقييمات المعقولة ستجعل البورصة القطرية من أكثر الأسواق الواعدة بالمنطقة الأعوام المقبلة، كما أن نتائج الشركات تمثل أحد المحاور التي تحدّد اتجاه ومسار السوق للعام الحالي، حيث إن المستثمرين يبنون قراراتهم الاستثمارية استناداً لمعطيات تلك النتائج، فيتم اقتناء الأسهم المتوقع تحقيقها لربح وعائد جيد بالإضافة إلى تحديد مدى تأثر الشركات بالعوامل الداخلية والخارجية مثل تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الوطني.

وحملت تعاملات الأسبوع الماضي إشارات جديدة حيال المسار المرتقب في المرحلة التالية، وهو ما بعث برسائل تفيد باحتمال دخول السوق حالة من الترقب على وقع بيانات النتائج المالية السنوية للشركات والتي يقول كثيرون إن رياحها حملت بذور التغير الإيجابي لأداء اقتصاد البلاد بشكله الكلي فضلاً عن مؤسساته العاملة على المستوى الجزئي.

وبالرغم من أن نتائج الشركات تعد بمثابة خط دفاعي يحمي أسعار الأسهم في السوق، من خلال تمسُّك المستثمرين بالأسهم ذات النتائج المتميزة، إلا أن اقتصاديين وخبراء قللوا من تأثير نتائج الشركات على أداء السوق. ويرى الخبراء أن نتائج الشركات السنوية تُعتبر جيدة وشهدت نمواً على المستوى العام بالرغم من تراجع أرباح بعض الشركات، مؤكدين أن ما يميز أرباح الشركات السنوية أنها أرباح تشغيلية، وتوقع الخبراء أن تشهد السنوات المقبلة نمواً في أرباح الشركات خاصة الشركات العاملة في قطاعي البنوك والعقارات، وذلك بدعم من مشاريع البنية التحتية.

79 % من الأرباح بقطاعي البنوك والصناعة

استحوذ قطاعا البنوك والصناعة على أكثر من 79% من أرباح السوق بعد أن سجلت أرباحهما مجتمعة أكثر من 30.3 مليار ريال في عام 2019، وتصدر قطاع البنوك قائمة القطاعات العاملة في السوق من حيث الربحية، بعد أن سجل أرباحاً قدرها 24.3 مليار ريال، مقابل 22.8 مليار ريال عن العام قبل الماضي بنسبة نمو قدرها 6.5% تقريباً، وسجلت 10 شركات نمواً في أرباحها من أصل 13 شركة عاملة في هذا القطاع بينما تراجعت أرباح شركتين، وسجلت شركة واحدة خسائر. واحتل QNB المرتبة الأولى حيث بلغ صافي الربح 14.35 مليار ريال ليستحوذ على 59% من إجمالي أرباح القطاع، ويليه مصرف قطر الإسلامي بأرباح 3.06 مليار ريال، ثم الريان ب2.18 مليار ريال، والتجاري 2.02 مليار ريال، بينما سجل البنك التجاري أكبر معدل نمو للأرباح بعد ان ارتفعت أرباح البنك بنسبة20.7% خلال العام الماضي. واحتل قطاع الصناعة المرتبة الثانية من حيث الربحية بعد أن حققت الشركات العاملة في هذا القطاع أرباحاً قدرها 6.06 ريال خلال عام 2019، ليستحوذ القطاع على نحو 15.95 من إجمالي أرباح الشركات المدرجة في البورصة، بينما جاء قطاع الاتصالات في المرتبة الثالثة من حيث الربحية، حيث بلغ إجمالي أرباح القطاع الذي يضم شركتين فقط نحو1.86 مليار ريال ليستحوذ على نحو 4.8% من إجمالي أرباح الشركات.