أشار تقريرُ مؤسّسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة إلى ارتفاع أسعار النفط الأسبوع الماضي. وأوضح التقرير: ارتفعت أسعار النفط الأمريكي بنسبة 5٪ يوم الجمعة، وسجّل مؤشّرا النفط المرجعيان أوّل مكاسب أسبوعية لهما خلال شهر، حيث شرعت أوبك وشركاؤها في خفض الإنتاج بمعدلات قياسية بهدف وضع حدٍّ لتخمة المعروض الناجمة عن أزمة فيروس كورونا. وبعد ثلاثة أسابيع مُتتالية من تراجع الأسعار، حقق خام برنت زيادة بلغت حوالي 23٪، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنحو 17٪. وتلقى خام غرب تكساس الوسيط دعمًا إضافيًا الأسبوع الماضي بعد أن أوقفت شركات الطاقة الأمريكية عددًا من منصات النفط للأسبوع السابع على التوالي، كما أظهرت البيانات الرسمية أن مخزونات الخام الأمريكية قد نمت بمعدلات أقلّ من المتوقع.
في حين سجّل الطلب نموًا طفيفًا، بعد أن خففت العديد من الدول والمناطق إجراءات الإغلاق التي تم تطبيقُها لاحتواء الفيروس، بما في ذلك مقاطعة «هوبي» وسط الصين التي اكتُشف فيها فيروس كورونا المستجد أوّل مرّة. وبالرغم من بدء الحكومات في اتخاذ بعض الخطوات نحو تخفيف القيود المفروضة على حركة الناس لمساعدة الاقتصاد على الانتعاش، لا يزال الطلب على الوقود ضعيفًا.
وأظهر مسح أجرته رويترز يوم الخميس، أنّ معدلات إنتاج أوبك التي سبقت الاتفاقية قد بلغت أعلى مُستوياتها منذ مارس 2019، ما زاد من فائض المعروض في سوقٍ مُتخمةٍ أصلًا. وتشعر مصادر الصناعة أن بعض المنتجين في أوبك لن يتمكّنوا من الوفاء بالتزاماتهم، مثل العراق التي تعدّ ثاني أكبر مُنتج في المنظمة.
أسواق الغاز
وبالنسبة لأسواق الغاز فقد انخفضت الأسعار الفورية الآسيوية للغاز الطبيعي المسال الأسبوع الماضي، حيث تمّ إبرام بعض الصفقات عند مُستويات أسعار مُنخفضة لم يسبق لها مثيل، في الوقت الذي يتراجع فيه الطلبُ العالمي جراء عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا. وفي يوم الجمعة، سجّل متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال، الذي سيُسلم في شهر يونيو إلى شمال شرق آسيا، انخفاضًا قياسيًا وصل إلى حوالي 1.85 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو سعر أقلّ بمقدار 10 سنتات عن الأسبوع السابق، وأقلّ بقرابة 70٪ عن المستويات التي كان عليها في يونيو العام الماضي.
أوروبا وأمريكا
وفي الأسبوع الماضي، أصبحت أوروبا مركزًا للناقلات المستخدمة كمخازن عائمة، حيث أدت جائحة فيروس كورونا إلى تراجع الطلب على الغاز بشكل كبير، مما تسبب في تأخير تفريغ الناقلات. وحالت شدة تراجع الطلب دون تخفيض الفائض في العرض، حيث هوت الأسعار الأسبوعية للغاز على المؤشر البريطانيNBP أكثر من 3٪، لتُغلق يوم الجمعة عند مستوى بلغ 1.65 دولار، وهو أقل من الأسعار الحالية على مؤشر هنري هب الأمريكي.اما في الولايات المتحدة، فقد قفزت الأسعار على مؤشر هنري هب أكثر من 8٪ الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من تراجع معدلات إنتاج الغاز بعد أن اغلقت الشركات آبار النفط الصخري.