إن استراتيجية التفكير الإبداعي لدى الفرد والجماعة ليست بالأمر السهل الذي يتم التعامل معه بطريقة عابرة، بل هو أمر في غاية التعقيد كما هو في غاية الأهمية لأنه يتطلب جملة من المبادئ التي يجب اعتناقها دائماً والإيمان المتكامل بقدرتنا على مواجهة الأزمات كافة مهما تعاظمت.
وبما أن معالجة الأزمات ما هي إلا لون من ألوان التفكير الإبداعي، فيجب أن نكون قادرين على الاستثمار الأفضل للوقت في معالجة الأزمات والتغلب عليها من خلال اتباع المنهجية العلمية التي تساعدنا على ذلك، وفي خضم عاصفة وباء كورونا التي تعصف بالمجتمعات، وتعدد المنهجيات والأفكار في التعامل مع هذه الأزمة، يأتي الأسلوب العلمي المنهجي كأفضل وسيلة لمعالجة أفضل للأزمة، لذلك دعونا نتعرف على أهم عشرة مبادئ من التفكير الإبداعي.
أولاً: إيمان الفرد والجماعة بأن التفكير الإبداعي هو أهم خطوة في اتجاه تحقيق الأهداف، والسيطرة بشكل سليم على الأحداث الناشئة عن الأزمة، لأنه ستنشأ عنه خطوات أساسية تساهم وبقوة في تفعيل الإبداع وتحسين القدرة على معالجة الأزمة بأقصر الطرق وأقل الخسائر الممكنة.
ثانيًا: إعداد الأفكار المتعلقة بموضوع الأزمة من مختلف مصادر المعلومات لأجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المعرفة والاستفادة منها في الوقت المناسب.
ثالثًا: تجزئة الأهداف المتعلقة بموضوع الأزمة القائمة، حيث إن الأهداف الكبرى لا تتحقق دفعة واحدة ولا مفاجئة لاستحالة الصدفة في الوجود، لذلك فإن تجزئة الأزمات الكبيرة إلى صغيرة وتقسيم الأهداف إلى مراحل الزمن والعمل، فإن الحلول ستكون أسهل والوصول إلى النتائج سيكون أضمن.
رابعا: التحرر العقلي في معالجة الأزمة الواقعة، من خلال إطلاق الحرية للعقل في أن يفكر ويستخلص ويستنتج.
خامسا: تحديد ما هو غير متوقع من النتائج من تلك الأزمات، فليس الإبداع أن تبني على ما تتصوره أو تريده وإنما أن تبني على مكافحة ما لا تريد والتصدي للتحديات، وتعظيم مبدأ الشورى والمناصحة من ذوي الخبرة وأهل الاختصاص، فيجعلوننا أقدر على التجاوب والإبداع في الحلول والتدبير الأكمل لمعالجة الأزمات.
سادسا: تعظيم أهمية الوقت الإبداعي، حيث إن عنصر الوقت الإبداعي أحد أهم المتغيرات الحاكمة في إدارة الأزمات.
سابعا: ليس بالضرورة أن يكون الحل للأزمة كاملًا حتى نبدأ بالعمل، لأنه في الكثير من الأحيان تستعصي علينا بعض الأمور لأسباب مختلفة.
ثامنا: إنشاء قاعدة شاملة ودقيقة من البيانات الخاصة بكافة الأزمات والمخاطر التي قد نتعرض لها، وآثار وتداعيات ذلك على مجمل الأحداث، ومواقف للأطراف المختلفة من كل أزمة أو خطر محتمل.
تاسعًا: توفير نظم إنذار مبكر يتسم بالكفاءة والدقة والقدرة على رصد علامات الخطر وتفسيرها وتوصيل هذه الإشارات إلى متخذي القرار.
عاشرًا: الاستعداد الدائم لمواجهة الأزمات، عبر تطوير القدرات العملية لمنع أو مواجهة الأزمات، ومراجعة إجراءات الوقاية، ووضع الخطط وتدريب الأفراد على الأدوار المختلفة لهم أثناء مواجهة الأزمات.
وختامًا فإن هذه المبادئ تتطلب من الأفراد والجماعات ومتخذي القرارات أن يمتلكوا مهارات التفكير الإبداعي، والإيمان التام بأنه أقصر الطرق وأفضلها في معالجة سليمة للأزمات من خلال امتلاك الأفراد خصائص المبدعين والمبادرين والرياديين في الظروف الصعبة ووقت الأزمات.