قطر تدين وجود مقابر جماعية في ترهونة الليبية
الدوحة تحذر المجتمع الدولي من غض الطرف عن الجرائم الإنسانية في ليبيا
التساهل مع مجرمي الحرب في ليبيا قاد إلى ارتكاب مجازر في حق الأبرياء
ضرورة وجود تحقيق مستقل يضمن محاسبة المجرمين ورد الاعتبار لأسر المتوفين
الدوحة – طرابلس – قنا ووكالات:
أعربت دولة قطر عن استنكارها وإدانتها الشديدة لوجود مقابر جماعية في مدينة ترهونة الليبية. وقالت – في بيان أمس – إن بعض الأطراف في ليبيا، والتي تستخدم ميليشيات وحشية خارجة عن القانون، لم تحترم حُرمة الدم الليبي وحق الفرد الليبي في الحياة الكريمة وارتكبت جريمة ضد الإنسانية جمعاء بهذا القتل العشوائي، ولم تحترم كرامة الفرد الليبي عند الموت بدفنه بهذه الطريقة التي لا تقرها القوانين ولا الشرائع السماوية. وأضاف البيان «وإذ تعرب دولة قطر عن استنكارها الشديد، فإنها تحذّر في الوقت ذاته المجتمع الدولي من غض الطرف عن الجرائم الإنسانية في ليبيا، حيث إن هذا التساهل مع مجرمي الحرب في ليبيا قاد إلى ارتكاب مجازر في حق الأبرياء والمدنيين العزل من الشعب الليبي الشقيق». وأكد البيان أن دولة قطر تضم صوتها إلى صوت الدول التي تنادي بوجود تحقيق مُستقل ونزيه يضمن مُحاسبة المجرمين الذين يقفون خلف الجريمة ورد الاعتبار لأسر المتوفين. وشدّد على أن دولة قطر تؤكد أن الاستقرار في ليبيا منوط بعملية سياسية شاملة تجمع جميع أطياف الشعب الليبي الشقيق وفق المرجعيات الأممية ذات الصلة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2259. على صعيد متصل قالت وزارة الداخلية الليبية، إن الإعدامات الجماعية الوحشية التي نفذتها ميليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، لا مثيل لها إلا بالحرب العرقية التي شهدتها البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي. جاء ذلك في تصريح للعميد محمد المداغي، مساعد وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية، خلال مؤتمر صحفي عقده مسؤولين ليبين في طرابلس، حول المقابر الجماعية التي عُثر عليها بمدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس ومحيطها. وقال المداغي: «وسائل الإعلام تعرض منذ تحرير ترهونة من العصابات والميليشيات مشاهد مؤلمة وغاية في القسوة لضحايا تم إلقاؤهم أحياء في آبار، ودفنهم في مقابر جماعية في مزارع دون شفقة أو رحمة». وأضاف: «هذه الإعدامات الجماعية، التي لا تقرها الأديان السماوية ولا ترتضيها البشرية، طالت الأطفال وصغار السن والنساء، في أسلوب وحشي لم نعهده إلا بالحرب العرقية في البوسنة والهرسك». وتابع: «الجرائم التي ارتكبها المعتدون، ترتقي لجرائم حرب تعاقب عليها الجهات القضائية في ليبيا والعالم، وتختص بها محكمة العدل في لاهاي». وأكد على ضرورة تحقيق «القصاص العادل وتحمّل مجرمي الحرب نتيجة أفعالهم في حق شعوبهم». وأكد المداغي أن «المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في ترهونة، ليس بالرقم الهين، ولا يمكن المرور عليه أو نسيانه، وسيبقى عالقاً في ذاكرة أقارب الضحايا، وفي الذاكرة الليبية والإنسانية جمعاء». وأعلن أن عدد الجثث التي تم انتشالها بلغت 48 حتى الآن، إضافة إلى عدد من الأشلاء المُتناثرة، إذ تقوم وزارة الداخلية حالياً بأخذ عينات DNA (البصمة الوراثية) للتعرّف على هوية الجثث المجهولة. وفي المؤتمر ذاته، أعلن مسؤولون ليبيون عن مساع دولية جارية حالياً لتشكيل لجنة تقصي حقائق في انتهاكات ميليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، بشأن زرع الألغام والمقابر الجماعية وانتهاكات أخرى في طرابلس وترهونة.