رأي الراية

رأي الراية …. شراكة عسكريّة قطريّة بريطانيّة متميّزة

قطر الدولة الوحيدة التي تمتلك سرباً مشتركاً مع المملكة المتّحدة

السرب المُشترك سيضيف خبرات لطيّارينا في تشغيل طائرات تايفون

لطالما كانت العلاقاتُ القطريةُ البريطانيةُ علاقاتِ تعاون وتحالف إستراتيجيّ، على كافة الصّعد، وهو ما تؤكّده الاتفاقياتُ المبرمةُ بين الجانبَين التي تنظّم طبيعةَ العلاقات بين الدوحة ولندن، فمن الشراكة العسكريّة إلى الاقتصاديّة والتجاريّة والسياسيّة تتطلّع الدولتان الصديقتان لدفع تلك العلاقات إلى آفاقٍ أرحبَ تعود بالخير والمنفعة على الشعبَين الصديقَين، ولعلّ أهمَّ ما يدلّل على تلك العلاقاتِ المتميزةِ والمتفرّدة، سربُ طائرات ال»تايفون» المُشترك والذي أُطلق عليه اسمُ السرب رقم (12)، حيث يعدّ إنجازًا كبيرًا من خلال البدْء بالتحليق كسربٍ مشترك، ويعتبر السربُ رقْم (12)- الذي يتّخذ من محطة «كونينغسباي» التابعة لسلاح الجوّ الملكي مقرًا له- مبادرةً فريدةً من نوعها بين المملكة المتّحدة وقطر، حيث سيضيف إلى القوات الجويّة الأميريّة القطريّة خبرات قيّمةً في تشغيل طائرات ال «تايفون» أثناء التحضير لتسلُّم الطائرة الأولى، حيث سيبدأ تسليم الطائرات في عام 2022 حسب الصفقة التي تمّ توقيعُها بين شركة بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)، وحكومة قطر، والتي بلغت قيمتُها 5.1 مليار جنيه إسترلينيّ.

يعكس السربُ رقْم 12 عمقَ الصداقة الوطيدة بين قطر والمملكة المتحدة، فالرحلةُ الجويةُ الأولى للسرب- كما أكّد سعادةُ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع- تعتبر إنجازًا مهمًا في التزام القوّات الجويّة الأميريّة القطريّة وسلاح الجوّ الملكي في التعاون والتنسيق المُشترك، فرفع علمَي دولة قطر والمملكة المتحدة جنبًا إلى جنب بمناسبة تنفيذ الرحلة الجويّة المشتركة الأولى يؤكّد توافق الرؤية والإستراتيجيات في بناء مُستقبل مستقرّ ومزدهر لكلتا الدولتَين والعالم، وتمتلك المملكةُ المتحدة تاريخًا طويلًا في العمل مع الشركاء الدوليّين في القوات المسلحة، حيث تعتبر هذه المشاركة الدفاعية عاملًا رئيسيًا في تقوية الشراكات والترويج للمصالح الوطنيّة. وبالرغم من ذلك، فإنّ السربَ رقم (12) هو أوّلُ سرب مُشترك في سلاح الجوّ الملكيّ منذ الحرب العالمية الثانية ومعركة بريطانيا.

انطلاقًا من الحرص المشترك لدى قطر والمملكة المتحدة على تقوية وتطوير التعاون العسكري ليعكس حجم الشراكة الحقيقية بين البلدَين، تمّ إنشاءُ السرب المشترك في يوليو 2018 بهدف تعزيز التعاون بين سلاح الجوّ الملكيّ البريطانيّ والقوات الجويّة الأميريّة القطريّة وتوطيد العلاقة الأمنيّة والدفاعيّة الثنائيّة بعيدة المدى بين البلدَين، حيث نوّه وزير الدفاع البريطانيّ بهذه المناسبة قائلًا: يعتبر السرب رقْم (12) وصيةً لصداقتنا والتزامنا الدائم مع قطر، وهي الدولةُ الوحيدةُ التي تمتلك المملكةُ المتحدة سربًا مشتركًا معها وسنقوم معًا بحماية شعبَينا وتأمين مصالحنا المُشتركة في منطقة الشرق الأوسط»، إذن فقطر تحرص ومن خلال التحالف الإستراتيجيّ مع بريطانيا على تعزيز أمنها والأمن الدوليّ من أجل المُحافظة على مكتسباتها، وهي تعمل ليلًا ونهارًا لرفع قدرات قوّاتها المُسلّحة، ومنها نسورُ الجوّ الذين يتمتّعون بأعلى درجات الجاهزيّة، حيث سيضيف السربُ المشتركُ خبراتٍ قيّمةً لدى سلاح الجوّ القطريّ في تشغيل طائرات الـ»تايفون».

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X