تهديدات السيسي في ليبيا.. دخان في الهواء
النظام المصري قدّم تنازلات كبيرة لإثيوبيا على نهر النيل

أنقرة – وكالات:
قلّل مُحللون أتراك، من شأن تهديدات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، حول سرت والجفرة الليبيتين، مُشيرين في الوقت ذاته إلى أنها في إطار السعي لتقسيم ليبيا. وذكرت صحيفة «يني شفق» التركية، أن السيسي الذي قدّم تنازلات كبيرة لإثيوبيا على نهر النيل، وباع جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، وترك سيناء لتنظيم الدولة، لا تعدّ تصريحاته بشأن ليبيا سوى «خداع».
وأضافت إن روسيا وإسرائيل تدعمان تهديدات السيسي، مشيرة إلى أن سيطرة الجيش الليبي على سرت والجفرة، تعني فقدان داعمي الانقلاب لموارد ليبيا الطبيعيّة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الليبي المتمركز غربي سرت، أكمل تحضيراته لشن الهجوم المُرتقب خلال أيام. ونقلت الصحيفة عن الباحث التركي في مركز «سيتا»، إمره كيكلي، أن حفتر وداعميه فشلوا في مواجهة قوات الوفاق المدعومة من تركيا، ويريدون الجلوس على طاولة الحوار، لكنهم في الوقت ذاته لا يريدون خسارة الجفرة ومنطقة الهلال النفطي.
وتوقع الباحث التركي، أن يتحرّك الجيش الليبي باتجاه سرت خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أهمية منطقة الهلال النفطي، وقاعدة الجفرة العسكريّة. وأوضح أن أهمية الجفرة لدى حفتر وداعميه تكمن في أن الطائرات الإماراتية والمصريّة تهبط باستمرار فيها، ويتم نقل الأسلحة والذخائر والطائرات إليها، لذلك فإن بقاءها تحت سيطرة حفتر وداعميه يضعف من إمكانية التوصّل لسلام دائم في ليبيا. وأضاف إن سيطرة حفتر وداعميه على منطقة الهلال النفطي أيضاً تهدّد استقرار ليبيا مالياً وسياسياً، حيث يعتمد اقتصادها إلى حد كبير على النفط.
وأكد الباحث التركي، أن مصر وضعت كافة استثماراتها في يد حفتر الذي لن تقبل حكومة الوفاق بجلوسه على الطاولة، مؤكداً أن وجوده في الساحة السياسية يجعل التوصّل إلى حل مستحيلاً.
بدوره، قال الأكاديمي في جامعة حسن كاليونغو، مراد أصلان، إن مصر ترى أن ليبيا حديقتها الجانبيّة، ولا تريد وجود أي سلطة بالبلاد لا تنسجم مع طابعها الأمني. وأضاف إن مصر تعتمد اقتصادياً على الأموال التي تجنيها من السعودية والإمارات، وتعتمد على الولايات المتحدة وأوروبا من خلال برنامج المبيعات العسكريّة. وأكد أن الوضع الاقتصادي في مصر لا يسمح بتغطية تكاليف أي عملية عسكريّة دائمة في ليبيا. وأشار إلى أنه في الأدبيات العسكرية هناك مصطلح «العمل العسكري محدّد الأهداف»، وفي إطار هذا المفهوم، يمكن لمصر القيام بعملية مقيدة بزمن ومحددة من باب استعراض القوة،
من جهته قال الكاتب التركي، حسن بصري يالتشين، إن الانقلابيين يقفون إلى جانب الانقلابيين، والسيسي يواصل دعمه لحفتر، وعندما بدأ الأخير بتكبد الخسائر، رفع السيسي من سقف التهديدات.
وأضاف في مقال على صحيفة «صباح»، إن تحرير حكومة الوفاق لمناطق حرجة، أحبط كافة داعمي الانقلاب في ليبيا. وأوضح أن السيسي طالب في البداية بوقف إطلاق النار، وعندما أدرك أن مبادرته لم يتم الأخذ بها على محمل الجد، قام بالتهديد.
وأشار إلى أن السيسي يعرف جيداً أنه سيكون من الصعب عليه القيام بعمل عسكري، وتهديداته جوفاء تهدف لإنقاذ سمعته بعد خسارة حفتر. وأضاف إن السيسي الذي يقف ضدّ تركيا ليس سوى ديكتاتور دُمية في يد الدول الخليجيّة.