السيسي يعيش أسوأ أيامه في الحكم
انهيار مفاوضات سد النهضة يعكس فشل الوساطة الأمريكية والسعودية
اقتراح السيسي بوقف إطلاق النار قوبل بالازدراء من قبل تركيا وحكومة الوفاق
احتمال بقاء السيسي في الرئاسة حتى عام 2030 لعنة لا نعمة

القاهرة – وكالات:
قال بوبي غوش – في موقع بلومبرغ الأمريكي – إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يواجه العديد من الأزمات شمالاً وجنوباً وغرباً، والمفارقة أنه لم يعد بإمكانه التعويل على دعم أمريكا ورئيسها دونالد ترامب الذي وصفه سابقاً بدكتاتوره المفضل، لكنه بات منشغلا بمشاكله الداخلية وانتخابات الرئاسة المقبلة. وأكد الكاتب أن السيسي كان يتمتع بدعم قوي من أهم حلفاء مصر بالخارج، وهما الولايات المتحدة والسعودية، حيث اعتبر ترامب أن السيسي يقوم بعمل عظيم.
وقال: لكن، وعلى غرار معظم البلدان في المنطقة، تعاني مصر حالياً من جائحة كورونا وتراجع أسعار النفط.
تحديات عديدة
وأشار الكاتب إلى أن السيسي يواجه حالياً مزيجاً من تحديات السياسة الخارجية على حدود مصر التي يمكن أن تجعل 2020 أسوأ عام يمر عليه.
وقال: ففي ليبيا، أدرك السيسي أنه يدعم الجانب الخاسر من الحرب الأهلية، وفي إثيوبيا، فشلت المفاوضات حول تشييد سد النهضة، مما بدد الآمال بشأن حل النزاع القديم بشأن مياه نهر النيل.
وأضاف: لعل الأسوأ من ذلك، أن السيسي لا يتوقع أن يحظى بدعم كبير من مؤيديه في البيت البيض، ففشل المفاوضات بشأن السد يعكس فشل الوساطة الأمريكية، حيث حاولت وزارة الخزانة الأمريكية التوسط بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق، لكن من غير المرجح أن يولي ترامب الأمر اهتماماً أكثر نظراً لأنه مشغول بالمشاكل الداخلية في خضم حملة إعادة انتخابه.
لا أمل بالسعودية
وأورد الكاتب أنه لا يمكن للسيسي أن يأمل الكثير من السعودية، فعلى الرغم من أن السعوديين توسطوا في اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018 فإنه لم يكن لديهم تأثير يذكر على مفاوضات النيل. وأفاد الكاتب بأن مصر ليست وحيدة في ليبيا، ولكن من غير الواضح أن يعزز الداعمون الآخرون لخليفة حفتر، لا سيما الإمارات وروسيا، من دعمهم إذا ما اجتاحت القوات التابعة للحكومة الليبية، ميناء سرت الإستراتيجي. وذكر الكاتب أن السيسي قد يضطر قريباً إلى اتخاذ قرار، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبدو أنه قد شرع في تنفيذ مشروع طموح لبناء الأمة في ليبيا، في وقت تستمر الحكومة في طرابلس في تعزيز أفضليتها على حفتر. علماً بأن اقتراح السيسي بوقف إطلاق النار قوبل بالازدراء من قبل تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية على حد سواء.
والأمور ليست إيجابية إلى حد كبير في الجنوب، رغم غطرسة المصريين، والتنبؤات طويلة الأمد بشن الحرب على مياه النيل. ولكن في حال استمرت إثيوبيا في تهديدها بملء السد، فإن السيسي سوف يكون تحت ضغوط شديدة قد تدفعه للانتقام خاصة أن مصر تخشى أن يؤدي السد إلى تقييد إمداداتها من المياه وإلحاق الضرر بمزارعيها. واختتم مقال موقع بلومبرغ بأنه في ظل هذه الظروف، فإن احتمال بقاء السيسي في الرئاسة حتى عام 2030 قد يبدو لعنة لا نعمة.