اخر الاخبار
مع احترام المسافات الآمنة..

حفلة أوركسترالية أمام جمهور بالسيارات في موقف مطار مونتريال

ويقول قائد الأوركسترا جاك لاكومب المتحدر من كيبيك لوكالة فرانس برس قبيل العرض “في حياتي العادية، أمضي أكثر وقتي إما في الأوركسترا أو في المطارات. هنا جمعت الاثنين معا، لذا فالأمر يرتدي ميزة خاصة”.
وقد اعتادت أوركسترا مونتريال السمفونية في كل صيف إحياء عروض في الهواء الطلق، داخل المتنزهات أو باحات دور العجزة أو حتى في الملاعب الأولمبية.
لكنها “المرة الأولى في مسيرتي التي أحيي فيها حفلة قرب مطار أمام جحافل من السيارات”، بحسب الموسيقي الذي يقود الأوركسترا السمفونية في مدينة مولوز شرق فرنسا ويتعاون باستمرار مع أوركسترا مونتريال.
وهذا العرض الموسيقي الأول للفرقة الأوركسترالية الكندية أمام العامة منذ مارس.


ولهذا اللقاء المنتظر مع الجمهور، اعتمدت الفرقة نسق “درايف إن”، أي تقديم عرض في الهواء الطلق لجمهور في السيارات، للمرة الأولى في كندا وأميركا الشمالية على هذا المستوى وفق الفرقة.
ويبدو المشهد سرياليا بعض الشيء: أكثر من 520 سيارة متباعدة بعناية وبمصابيح مطفأة، عند موقف سيارات عملاق في مطار بيار إليوت ترودو، كلها متجهة نحو مسرح صغير يعتليه حوالى خمسين موسيقيا التزموا بدورهم مسافة تباعد آمنة.
– “اشتقنا للجمال” – ونقل العرض مباشرة على موجة خاصة على شبكة الـ”أف أم” للموجات الإذاعية القصيرة، ما أتاح للسائقين الاستماع إلى الحفل من أجهزة الراديو في سياراتهم. وقد وضعت شاشتان عملاقتان على جانبي الموقف، فيما كان التعبير عن الإعجاب يحصل عبر إنارة المصابيح وإطلاق أبواق السيارات.
وبين الفينة والأخرى، تقلع طائرة فوق مسرح الحفلة ويغطي هدير محركاتها نغمات الموسيقى الكلاسيكية لكبار المؤلفين من أمثال بيتهوفن وموتسارت.
غير أن المتفرجين بدوا غير منزعجين من الطائرات فيما كانوا منشغلين بمتابعة الحفلة من داخل سيارات أغلقوا شبابيكها.


وتقول ميشال لوسيور وهي ممرضة من مونتريال أتت لتعيش تجربة غير اعتيادية “الطائرات رائعة، هذا مذهل”.
ويعود تاريخ آخر حفلة حضرتها إلى مطلع العام الجاري. وهي تقول “أنا مشتاقة إلى الجمال في هذه المرحلة”.
غير أن المشكلة الوحيدة تكمن في وجود سيارة ضخمة رباعية الدفع أمام مركبتها الصغيرة، في ما تسميه “قسم الأثرياء” أي بالقرب من المسرح. وهي تقول ضاحكة “لو كنت أعلم ذلك لكنت اشتريت تذكرة أغلى”.
وقد بيعت تذاكر الحفلة بسعر يراوح بين مئة دولار كندي و500 (75 دولارا أميركيا و375) عن كل سيارة، وتمكن المشاركون من عيش تجربة “فريدة” مع المساهمة أيضا بمدّ الأوركسترا ببعض المال الذي تحتاج إليه بعد إلغاء عشرات الحفلات بسبب وباء كوفيد-19.
– “رسالة أمل” – وقد اختارت الطالبة العشرينية يوني لافوا وثلاثة من أصدقائها شراء التذكرة الأرخص، وقد ركنوا سيارتهم في الصف الأخير. وتقول “لا نرى المسرح كاملا (…) لذا فإن التجربة ليست رائعة لنا”.
لكنها لم تكن تتوقع المعجزات في ظل شرائها التذكرة الأرخص. وتقول “سنسمع العزف على الراديو، سيكون ذلك ممتعا”.
وأمامها ببضع مئات من الأمتار، في الصف الأول، يتمتع راشيل وروجيه بيسون بمنظر لا يحجب. هذا الامتياز وفّره لهما أبناؤهما الذين أهدوهما تذكرة الحفلة لمناسبة ذكرى زواجهما الستّين. وتعلّق راشيل قائلةً “نحن سعيدان”.
ويقول قائد الأوركسترا جاك لاكومب “آمل أن نقدم الليلة رسالة أمل للقول إننا سنعود بدرجة ما إلى الوضع الطبيعي”، خصوصا في مونتريال أكثر المدن الكندية تضررا بوباء كوفيد-19.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X