الدوحة- الراية:

قالت صحيفة “التايمز” ، إن أمًا عراقية فقدت ابنها في مذبحة كرايستشيرتش في نيوزلندا، قد صفحت عن مرتكب المجزرة الأسترالي برينتون ترانت وذلك في المحاكمة التي جرت في نيوزلندا. وقالت الصحيفة البريطانية إن الأم العراقية أخبرت المجرم -الذي يؤمن بنظريات التفوق العرقي- أنها تسامحه وهو الأمر الذي شكل صدمة له عندما واجهته في قاعة المحكمة. وفي صوت واضح قالت السيدة العراقية التي تُدعى جنات عدنان عزت، ونجت من إطلاق النار، إنها لا تحمل الكراهية له رغم ما تشعره من ألم الفقد.
وقد مات ابنها حسين العمري، 35 عامًا، وهو يحاول حماية الآخرين. وكان من بين 51 مصليًا قتلهم ترانت في المسجد العام الماضي. وقالت جنات عزت مخاطبة الجاني مباشرة: “قررت العفو عنك سيد ترانت لأنني لا أكره أحدًا ولا أبحث عن انتقام. في ديننا الإسلامي نقول: إن كنت قادرًا على العفو فاعف. أسامحك، وما حدث قد حدث وحسين لن يكون هنا أبدًا ولدي خيار واحد وهو العفو عنك” .
واعترف ترانت الأسترالي البالغ من العمر 20 عامًا بالجرم الذي ارتكبه وقتل المصلين. وفي الجلسات السابقة بالمحكمة بدا فاقد الحس ولم يظهر أي تعاطف مع أنه ابتسم عندما تمت قراءة لائحة الاتهامات. ولكن عندما خاطبته والدة الشاب القتيل أبدى السفاح عدم ارتياح وهز رأسه ورمش كثيرًا. وواصلت عزت التي كانت ترتدي لباسا أسود وحجابًا ملونًا الحديث عن ابنها الذي كان يحب المغامرة ويعمل في السياحة. وقالت: “لم يكن له عدو في كل العالم حتى اليوم الذي مات فيه” .

وكانت عزت التي هاجرت إلى نيوزلندا عام 1997 من العراق واحدة من 55 ناجيًا تحدثوا أمام المحكمة في كرايستشيرتش قبل نطق الحكم على ترانت. وكان السفاح قد انتقل إلى نيوزلندا عام 2017 وسيكون أول سجين يحكم عليه بالمؤبد بدون أي فرصة للعفو.
وتم تقديم ملخص في المحاكمة عن الهجوم على المسجدين في أثناء صلاة الجمعة في 15 مارس العام الماضي حيث قام ترانت ببثه على فيسبوك عبر كاميرا “غوبرو” وقدم تفاصيل عن الخطة والتنفيذ. وأخبر الشرطة أنه كان يأمل بقتل عدد أكبر من المصلين وحرق المسجدين لكي يزرع الخوف بين السكان غير البيض في نيوزلندا. وأرسل رسالة نصية لعائلته في أستراليا كشف فيها عن نيته القتل وذلك قبل 10 دقائق من الهجوم على مسجد النور وسط كرايستشيرتش في حوالي الساعة 1.40 مساء. واعتمد على الإنترنت لتحديد مكان المسجدين وصور عن داخلهما ومواعيد الصلاة والأيام التي تكون مزدحمة بالمصلين. وقبل شهرين أطلق طائرة مسيرة فوق مسجد النور للتصوير. وفي 15 مارس قتل 44 مصليًا في مسجد النور و6 في المسجد القريب لينوود. وكان يخطط للهجوم على مسجد ثالث في أشبرتون التي تبعد 56 ميلًا عن كرايستشيرتش. ولكن سيارة شرطة صدمت سيارته واعتُقل. وكان يرتدي زيًا مموها أخفى وراءه 7 من علب الرصاص. وكان في المسجد وقت الهجوم حوالي 190 مصليًا من بينهم نساء وأطفال. وقتل أولًا 4 مصلين كانوا أمامه وهم يتجهون نحو المسجد. وكانت ظهورهم للقاتل ولم يروا وجهه أبدًا. ومن بين ضحاياه طفل في الثالثة من العمر كان ممسكًا برجل والده، وأطلق ترانت النار عليه.