أبو ظبي لن تحصل على الطائرة «35-F» الأمريكيّة

أبوظبي – رويترز:
أكد تقرير لوكالة رويترز العالميّة للأنباء أن دولة الإمارات لن تحصل على الطائرة «35-F» الأمريكيّة رغم اتفاق إشهار إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ما يُشكل ضربة قوية لطموحات أبو ظبي الإقليميّة.
ووسط محادثات تاريخيّة للعلاقات بين إسرائيل والإمارات، قضى مسؤولون أمريكيون صباحًا في قاعدة جوية في أبوظبي توجد بها طائرات «35-F» الشبح الأمريكية التي تأمل الدولة العربية الخليجية في شرائها رغم الاعتراضات الإسرائيليّة.
واجتمع المستشار الكبير بالبيت الأبيض جاريد كوشنر مع مسؤولين عسكريين إماراتيين في قاعدة الظفرة الجوية، حيث يوجد عدد من طائرات «35-F» المتطورة، ما يسلط الضوء على سعي الإمارات منذ سنوات للحصول على الطائرة.
وتعترض إسرائيل، التي تحوز «35-F»، على حصول أي دولة أخرى في الشرق الأوسط عليها، مستندة إلى القوانين الأمريكية التي تقضي بأن تحظى إسرائيل بتفوّق عسكري في المنطقة.
والإمارات تعبّر منذ فترة طويلة عن رغبتها في الحصول على الطائرة المقاتلة التي تصنعها شركة مارتن لوكهيد وتستخدمها إسرائيل في عمليات قتاليّة.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن إقامة العلاقات مع إسرائيل يجب أن يزيل «أي عقبة» أمام الولايات المتحدة لبيع الطائرة «35-F» للإمارات.
وقال مسؤول إماراتي إن زيارة القاعدة الجوية الإماراتية، التي تستخدمها الولايات المتحدة أيضًا، بالقرب من العاصمة أبو ظبي لا صلة لها بموضوع الطائرة «35-F» وأشاد بالتعاون العسكري بين البلدين الذي يرجع إلى 30 عامًا. وقال اللواء فلاح القحطاني للصحفيين «تقوم علاقتنا على الثقة والدعم المتبادل». وأضاف «نقف معًا لمكافحة التطرف بجميع أشكاله».
وقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إن الطائرات «35-F» لم تكن جزءًا من الاتفاق مع الإمارات، مبرزًا حرص إسرائيل على ألا تخفف موقفها المعارض لحصول أي دولة غيرها في المنطقة على الأسلحة الأمريكية المتطوّرة. وأضاف: «يدرك الأمريكيون أن موقفنا لم يتغير».
وذكر أن مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين أوضح له خلال زيارة لإسرائيل هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على التفوّق العسكري الإسرائيلي في المنطقة المضطربة.
وقال جمال المشرخ رئيس إدارة التخطيط السياسي والتعاون الدولي بالخارجية الإماراتية للصحافيين «طلب 35-F موجود منذ فترة طويلة. ولم يكن هذا هو الشرط أو المحرّك لهذه الاتفاقية».
ويكشف ذلك أنه على الرغم من العلاقة الوطيدة بين الإمارات وإسرائيل وإعلان الاتفاق الرسمي بينهما، الا أن إسرائيل لا تزال ترفض بيع طائرات «35-F» الأمريكية للإمارات. وبينما تدعّي الإمارات أن الاتفاقية تحتوي على بند سرّي ينص على بيع الطائرات للإمارات، إلا أن نتنياهو يُنكر وجود بند كهذا. وكخُطوة احتجاجية، قامت الإمارات بإلغاء مشاركتها في لقاء ثلاثيّ برعاية أمريكا.
يؤكد هذا الأمر سقف الاتفاقيات المعلنة مع إسرائيل: عدم التفوق العسكري عليها، أي أن شروط «إسرائيل» للسلام، هي ألا يكسر حلفاؤها احتكارها على أكثر الأسلحة تطوّرًا، وهو واقع تحافظ عليه الولايات المتحدة من خلال القانون العام 110-429، والذي ينصّ على أن تضمن الولايات المتحدة حفاظ «إسرائيل» على تفوقها العسكري، وعلى جميع التصديرات والمبيعات للأسلحة من الولايات المُتحدة أن تتماشى مع هذه القاعدة.