ضرورة وضع الحق في التعليم على الأجندة الدولية
لا توجد استراتيجية منفردة قادرة على حل تحدٍ معقد مثل التعليم
الدوحة – قنا:
عقدت مؤسسة التعليم فوق الجميع حدثًا افتراضيًا رفيع المستوى على هامش الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالشراكة مع البعثة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، وصندوق قطر للتنمية، ومكتب الأمم المتحدة للشراكات ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبحضور ممثلين من القطاعات الحكومية وغير الحكومية المهتمة ببناء المجتمع المدني في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ناقش المشاركون في الحدث الذي أقيم بتقنية الاتصال المرئي تحت عنوان: “الشراكة بين الحكومات والمؤسسات لإبراز التعاون الفعال عبر القطاعات من أجل تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة ودعم تنفيذ عقد العمل 2030” استراتيجيات تعزيز التعاون بين البلدان والمجتمع المدني والمؤسسات، وصناع السياسات، والمؤسسات العاملة في مجال التعليم والتنمية والاستجابات الإنسانية لتسريع عجلة التقدم نحو تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والأهداف ذات الصلة، بما في ذلك تحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية والصحة وتوفير المياه النظيفة والصرف الصحي والابتكار والتقنيات والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وقالت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة: “لا توجد استراتيجية منفردة قادرة على حل تحدٍ معقد مثل التعليم، إن الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة هي فرصة أخرى لنا لمتابعة التقدم في الحق في التعليم، لا سيما في حالات النزاعات، فعندما نعمل سويّاً ينبغي ألا ننسى وضع الحق في التعليم على الأجندة الدولية”.
وفي كلمته، أكد السيد خليفة بن جاسم الكواري مدير عام صندوق قطر للتنمية أنه لا يمكن الوصول إلى تعليم جيد دون معالجة قضايا الصحة والمياه والصرف الصحي والفقر وعمالة الأطفال وغيرها من العوامل التي تؤثر على التعليم، وعلى نفس المنوال، إذا ما حُرم الطفل من الحصول على تعليم جيد، فإن الأهداف الأخرى مثل خلق فرص عمل لائقة أو النمو الاقتصادي أو الحد من الفقر لن تتحقق.
وشدد على ضرورة العمل بشكل جماعي لإيجاد حلول مستدامة ودائمة تعترف بالترابط بين الناس والعالم وأن الازدهار هو الطريق الوحيد للوفاء بالوعد الذي قطعته خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والأهداف الإنمائية المستدامة.
من جانبه، قال سعادة الشيخ مبارك بن ناصر آل ثاني، مدير إدارة الاتصالات في مؤسسة التعليم فوق الجميع: “في الوقت الذي أدت فيه جائحة كورونا كوفيد-19 إلى أكبر اضطراب في التعليم على الإطلاق، فإنه يتعين علينا أن نتذكر أن التعليم جزء لا يتجزأ من رأس المال البشري والتنمية، فضلا عن أنه محرك ونتيجة للتنمية المستدامة، مشيرا إلى أنه لتحقيق خطة 2030، فإن الجهود التعاونية التي تبذلها الحكومات وشركاء المجتمع المدني في مختلف القطاعات أمر بالغ الأهمية وستؤثر على مستقبل الشباب وتنمية البلدان لعقود مقبلة”.
وأكد أن “تنظيم هذه الجلسة بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق التعليم الجيد الشامل والمنصف للجميع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
من جانبها، أكدت السيدة ستيفانيا جيانيني مُساعدة المدير العام لليونسكو لشؤون التعليم، على أهمية العمل على أسس المساواة التي تتجاوز التعليم، منوهة إلى أن التعاون بين القطاعات اليوم هو في الحقيقة وضع مربح للجانبين، لا سيما عندما يكون للصحة والتغذية والتكنولوجيا الجديدة أثرها الكبير على التعليم، ولافتة في الوقت ذاته إلى الحاجة لمواهب وموارد الجميع لتكييف النظام بحيث يصبح أكثر مرونة ووضع التعليم ضمن الأولويات.
الجدير بالذكر أنه في عام 2017، تم تعيين مؤسسة التعليم فوق الجميع من قبل اليونسكو لشغل مقعد في اللجنة التوجيهية لهدف التنمية المستدامة الخاصة في التعليم 2030 والتي تمثل المؤسسات التي تعمل على تحقيق تلك الأهداف، ومن خلال إشراك المؤسسات في هذه المنصة، فإن مؤسسة التعليم فوق الجميع تشجع الأصوات المشتركة لجميع المؤسسات وتؤكد أولويات أصحاب المصلحة الآخرين مثل البلدان والمجتمع المدني، مما يضمن اتخاذ الإجراءات وإحراز التقدم.