المصريون يكسرون حاجز القهر بالمظاهرات
القاهرة – وكالات:
اندلعت احتجاجات في العديد من المحافظات والقرى في مصر في 20 سبتمبر ضد الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في البلاد، وجاءت المظاهرات بمناسبة الذكرى الأولى للاحتجاجات التي دعا إليها رجل الأعمال المصري المنفي «محمد علي» في سبتمبر 2019.
وبدءًا من محافظة الجيزة، امتدت المظاهرات إلى صعيد مصر، بما في ذلك مناطق أسيوط وسوهاج وقنا والمنيا وبني سويف والفيوم وأسوان.
وبالرغم من القمع الشديد والاستبداد الذي ساد منذ وصول الرئيس «عبد الفتاح السيسي» إلى السلطة، تمكن المتظاهرون من النزول إلى الشوارع والمطالبة برحيل «السيسي»، وبلغت المسيرات ذروتها في 25 سبتمبر فيما عُرف ب«جمعة الغضب» التي دعا إليها «علي».
فلماذا نزل الناس إلى الشوارع وسط أجواء القمع السياسي القاسية في مصر؟ هناك العديد من الأسباب، معظمها تتعلق بالظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها المتظاهرون، والتي تفاقمت خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب جائحة «كورونا».
تسبب فيروس «كورونا» في اضطرابات اقتصادية بالبلاد. وبحلول أغسطس الماضي، فقد نحو مليوني ونصف المليون شخص وظائفهم، وفقًا لبيان صادر عن الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء. كما أظهر البيان أنه خلال الأشهر الستة الماضية، قفز معدل البطالة من 7.7% إلى 9.6%، في عدد سكان يزيد عن 100 مليون نسمة. ويقول البعض إن أرقام البطالة الحقيقية أعلى من ذلك.
ويشير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أيضًا إلى أن حوالي 26% من العاملين الذين لديهم أسر فقدوا وظائفهم بسبب فيروس كورونا. وقد عمل معظمهم في الصناعات التحويلية، بما في ذلك المواد الغذائية والمنسوجات والملابس والمنتجات الزراعية والبناء والتشييد، وكذلك في قطاعي النقل والتخزين.
كان ل «كورونا» أيضًا آثار كارثية على قطاع السياحة، الذي يشكل 12% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، وحقق حوالي 13 مليار دولار من الإيرادات لمصر العام الماضي. وقد توقعت دراسة رسمية خسائر فادحة في قطاع السياحة نتيجة فيروس «كورونا»، تصل إلى أكثر من 70%.
تأثر العديد من العاملين في قطاع السياحة والطيران، الذين يبلغ عددهم حوالي 3 ملايين، بتراجع عائدات السياحة؛ خاصة من سكان الجيزة الذين تعتمد دخولهم بشكل رئيسي على السياحة. لذلك لم يكن مفاجئًا أن تكون المظاهرات قد اندلعت في جميع أنحاء محافظة الجيزة.